عرفت السياحة الخضراء بولاية سيدي بلعباس انتعاشا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة، لاحتوائها على غطاء نباتي هام يفوق 40 بالمئة من مساحتها الإجمالية، ما جعل منها قطبا سياحيا هاما بالجهة الغربية في مجال السياحة الإيكولوجية الخضراء، وما دفع الجهات الوصية إلى إعادة بعث المناطق الأكثر جذبا للسياح والمصطافين على غرار الغابات والمحميات الطبيعية. ومن المناطق التي أضحت قطبا سياحيا بامتياز لسكان الولاية عامة، غابة بوحريز الواقعة بإقليم بلدية تنيرة جنوب سيدي بلعباس بنحو 20 كلم، خاصة بعد إخضاعها لتهيئة واسعة على مساحة 10 هكتارات لتكون فضاء ترفيهيا للعائلات العباسية، حيث تشهد الغابة نهاية كل أسبوع توافدا كبيرا للعائلات ومحبي الطبيعة الذين يجدون ضالتهم بين أحضانها لاكتشاف جمالها والإستمتاع بمميزاتها واستنشاق هوائها العليل والإستماع إلى زقزقة عصافيرها، والتمتع برائحة أشجارها وأعشابها. وهناك من ينصب خياما صغيرة لقضاء يوم بكامله رفقة عائلته، أين يتفننون في تحضير وجباتهم الغذائية جماعيا وفي الهواء الطلق، ما يضفي نكهة خاصة على الأكلات خاصة ما تعلق بالشواء وغيره. كما لا يفوت الأطفال والشبان الفرصة لاصطياد العصافير بمختلف أنواعها التي تزخر بها الغابة. وما زاد من رواج وشهرة الموقع السياحي توفر الأمن به وعديد المرافق التي يحتاجها المصطافون لقضاء عطلة مريحة. وعلى مسافة 11 كلم بالجهة الشمالية لمدينة سيدي بلعباس، يقع جبل العطوش الذي يعد أهم موقع سياحي غابي بالولاية، ويضم مساحة غابية كبيرة تصل إلى 380 هكتار على ارتفاع 1061 م عن مستوى سطح البحر. وقد حدد الموقع كمنطقة للتوسع السياحي ومحمية طبيعية مهيئة لاستقبال المشاريع السياحية، حيث يتوافد عليها سكان الولاية طيلة أيام الأسبوع للتمتع بجمال الطبيعة وهدوئها بعيدا عن صخب المدينة. ورغم التأخر في التصنيف وإنجاز المشاريع السياحية، إلا أن هذا لم يمنع السكان من التوافد إلى الجبل واستغلال مناظره الخلابة وهوائه الصحي العليل الذي كان سببا في بناء مركز لعلاج الأطفال المصابين بداء الربو في أعلى قمته، ناهيك عن موقعه الإستراتيجي الهام، بدليل أن كل القوات الإستعمارية التي تعاقبت على الجزائر كانت تجعل من جبل تسالة برجا لمراقبة مناطق نفوذها على امتداد مساحات شاسعة حتى ولاية وهران، التي تظهر أضواؤها ليلا من أعلى الجبل وعن اختيار جبل العطوش لقضاء يوم العطلة، أجابت العديد من العائلات الوافدة إليه أنها تفضل قضاء يوم كامل في أحضان الطبيعة الهادئة والإستمتاع بالمناظر الخلابة والهواء المنعش، خاصة مع توفر الأمن للعائلات التي تجد ضالتها في بناء الخيم وتحضير وجبات الغذاء في الهواء الطلق. أما الأطفال فتشكل المساحات الغابية فضاء مفتوحا يستغلونه للعب والترفيه، بالإضافة إلى فئة الشبان التي تجعل من الغابة مكانا لممارسة هواياتها المتمثلة في صيد أنواع مختلفة من العصافير المغردة التي تتردد بشكل كبير على المنطقة. وتبقى غابة تسالة العذراء قبلة للعديد من العائلات المحبة للطبيعة والجمال، في انتظار تصنيفها واستفادتها من مشاريع سياحية تجعل منها منطقة سياحية تستقطب سياحا من كافة أنحاء الوطن. وتم أيضا تحديد غابة سد صارنوا كمنطقة للتوسع السياحي بالولاية، حيث تقع بنحو 20 كلم شرق عاصمة الولاية وهي مساحة تقدر ب 432 هكتار، وقد اختير هذا الموقع تطبيقا للمرسوم التنفيذي الذي ينص على استغلال السدود في نشاطات رياضية وثقافية، حيث يجلب هو الآخر عددا معتبرا من الزوار وطالبي الراحة والإستجمام من العائلات وحتى الرياضيين الذين يجدون ضالتهم في ممارسة الرياضة وسط جو طبيعي يسوده الهدوء والتركيز، ما يساعدهم على التحضير الجيد لمختلف منافساتهم الرياضية. وبشرق الولاية، وبالضبط ببلدية سفيزف، تشكل غابة عين القرمود قبلة للعائلات كل نهاية أسبوع، كما تعد مكانا مفضلا لممارسة النشاطات الترفيهية لفائدة الأطفال الذين يحظون بخرجات مبرمجة من قبل مديرية الشباب والرياضة بالتنسيق مع الجمعيات الناشطة في المجال.