" الطرز المتقون " أول كتاب للمهرجان ركز محافظ مهرجان الطبعة الثالثة للشعر الملحون السيد " عبد القادر دعماش " خلال الندوة الصحفية التي نظمها أول أمس بدار الثقافة " ولد عبد الرحمان كاكي" على عامل الربط الذي يمكن أن تحدثه هذه التظاهرة الثقافية في العلاقة الحميمية التي تجمع كل محبي هذا الفن الشعبي الذي ترجع جذوره إلى القرن ال15 ، وهي الفترة التي ولد فيها الأب الروحي للشعر الملحون الشاعر والمجاهد " سيدي لخضر بن خلوف" ، حيث أكد أنه بات من الواجب تخليد قصائد هذه القامة عبر الزمن ، حتى لا تتعرض للنسيان وحتى تنتفع بها الأجيال القادمة . وفي ذات الصدد أوضح محافظ المهرجان أن الطبعة الثالثة لمهرجان الشعر الملحون عرفت إصدارات جديدة من بينها مجلة " رسالة الملحون الجزائري" التي تهدف إلى تحليل بعض القصائد الشعرية ، تصحيح الأخطاء الموجودة في بعض القصائد ، نشر قصائد شعرية خاصة بالشباب الموهوب... كما تم التعريف خلال الندوة بأول كتاب للمهرجان وهو للشاعر " بشير تهامي " الذي عنونه ب " الطرز المتقون " من إصدار الوكالة الوطنية للطبع والمكتبة الوطنية الجزائرية ، و هو كتاب يضم 40 قصيدة ترتكز على قضايا اجتماعية كالوعظ ، الحكمة ، المدح ، الحج دون أن يغفل الشاعر عن قصائد الغزل . تكريم " محمد الحبيب حشلاف" والشيخ " الحاج حمادة " كما أشار السيد " بن دعماش" إلى أن المهرجان الذي أقيم تخليدا للشاعر " سيد ي لخضر بن خلوف" سيكرم خلاله المنظمون قاماتين وهما الشيخ الحاج " محمد الحبيب حشلاف" والشيخ " الحاج حمادة " اعترافا للأعمال التي قدماها خلال مسيرتهما الفنية ، حيث اعتبر الشيخ " الحاج محمد الحبيب حشلاف" المؤسس الحقيقي لهذا المهرجان الذي ظهر لأول مرة سنة 1982 ، و الأب الروحي لعدد من المغنيين الذين تخرجوا على يده عندما كان يشرف على حصة بالإذاعة الوطنية من بينهم " رابح درياسة " ، " سلوى " ، " نورة " ، " كمال حمادي" ، " الجراري المغربي " و" علي رياحي" ، حيث كان له سنة 1958 شرف تسيير"الدائرة الفنية بالإذاعة " ، و كان يشرف على إدارة حصة " من كل فن شوية " ، أما الشيخ " الحاج حمادة " فقد نجح في المزج بين المدينة والبادية ، و غنى بالطابع البدوي أغاني لشعراء مدنيين أمثل " بن تريكي" ، " بن مساهل" ، " قدور بن عاشور" ، كما غنى بالطابع الحضري أغاني لكل من الشعراء " بن قنون" ، " مصطفى بن ابراهيم " ، " شارف بخيرة" و" دحمان بوطرفة" ، الشيخ " الحاج حمادة " و عرف كيف يمزج بين الغناء الحوزي بطابع البدوي والعكس صحيح ، كما تمكن في هذا المزج من إخراج ما بات يطلق عليه بالبلدي ، ونجح في أن يتبعه عدد من الشيوخ في هذا المسعى على غرار الشيخ " محكوك المدني" و" المولى العباسي" و" عبدالقادر الخالدي " وغيرهم ... قبل ظهور استديوهات تسجيل الأسطوانات ، سجل الشيخ الحاج حمادة سنة 1930 أول أسطوانة له بعاصمة ألمانيا "برلين" بمؤسسة "بدافون ".. خلال مساره الفني التقى بمطربين كبار ، أمثال " محمد الكرد" ، الحاج " محمد العنقى" ، " محمد عبد الوهاب " ... . 25 قصيدة في المنافسة الرسمية تجدر الإشارة إلى أن المهرجان الثالث للشعر الملحون سيدوم 7 أيام كاملة أي في الفترة الممتدة بين 20 و 26 أوت ، حيث ستقدم خلال أيامه محاضرات قيمة ، يقدمها كل من الشيخ حمو فرعون بعنوان " كرامات سيدي لخضر بن خلوف " ، الشيخ " حبيب بن يعقوب" حول " دراسة حول أبعد قصائد سيدي لخضر بن خلوف " وأخيرا الشيخ " بن دعماش " الذي اختار تقديم محاضرة بمناسبة " الذكرى 457 لقصة مزغران " ، مع العلم أن المسابقات ستكون حاضرة ، حيث انتقت لجنة التحكيم التي تتكون من" عمر بوعزير" ، " الشيخ بونوة " ، الأستاد " مزميني" وأخيرا الشيخ " بن تواتي" 25 قصيدة شعرية لشباب من مختلف جهات الوطن من بين 120 قصيدة تسلمتها خلال الأشهر الأخيرة ، بعد المنافسة ستقدم اللجنة جوائز قيمة للفائزين الأوائل ، ساهم في تمويل هذا المهرجان كل من الإذاعة الوطنية ، التلفزيون الوطني ، مؤسسة حقوق المؤلف والطبع ، مؤسسة الطبع " أناغ " وأخيرا المكتبة الوطنية ، وفي آخر الندوة أوضح " عبدالقادر بن دعماش " أن الهدف من خلال التظاهرة الثقافية هو الانطلاقة الحقيقية للثورة الثقافية ، الشعرية والأدبية من ولاية مستغانم وليس على المستوى الوطني فقط ولكن حتى على المستوى المغاربي .