سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
''على الباحثين تفكيك الرسائل السياسية للشاعر لأنه رمز الدفاع عن الهوية الجزائرية في القرن ال''16 محافظ المهرجان الوطني للشعر الملحون سيدي لخضر بن خلوف ل ''صوت الأحرار'':
أكد عبد القادر بن دعماش، المحافظ العام للمهرجان الثقافي الوطني للشعر الملحون سيدي لخضر بن خلوف، في إتصال مع «صوت الأحرار « ، أن الهدف من المهرجان الذي يدوم سبعة أيام يكمن في إعادة قراءة الرسائل التي تضمنتها مجموعة القصائد التي تتجاوز 200 قصيدة كتبها المتصوف والشاعر الجزائري الكبير سيدي لخضر بن خلوف في القرن ال16 وتفكيك الرسائل السياسية التي تضمنتها التي تبرز الحس الوطني الذي تميز به الشاعر الذي رفض الإستعمار الإسباني على وطنه. موضحا أن الهدف هو إعطاء الصورة الحقيقية لهذه الشخصية الدينية الروحية بعيدا عن الإعتقادات البالية السائدة آنذاك حيال مثل هذه الشخصيات خاصة أن الشاعر سيدي لخضر بن خلوف من أشد المدافعين عن الهوية الجزائرية والدين الإسلامي، فكتبت قصائد في قضايا الدين أبرزها يهود خيبر والوصية تغنت بها ألمع الأصوات الجزائرية في الطابع الشعبي كالحاج محمد العنقى ومنها العسكرية كقصيدة مزغران، وأضاف أنه ستشهد الطبعة تخصيص ملتقى وطني علمي حول سيدي لخضر بن خلوف يوم 21 أوت بدار الثقافة ولد عبد الرحمن كاكي يشارك فيه نخبة من المختصين في الأدب الشعبي والشعر الملحون ، وغوص البعد الاستشرافي لبن خلوف، الذي يعرف ب «لجفريات « ، و ضمن المداخلات في محاور مختلفة « مكيدة يهود خيبر حسب سيدي لخضر بن خلوف» للأستاذ أحمد أمين دلاي باحث بالمركز الوطني للبحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية بوهران، «الاصطلاح الصوفي عند سيدي لخضر بن خلوف» للأستاذ حمو عبد الكريم باحث في ذات المركز، «سيدي لخضر بن خلوف بين الفصحى والعامية « لمحمد توزوت باحث في الأدب الشعبي، من البليدة، قراءة حول العدد الأول من مجلة «الموروث « الخاصة بتحليل الخطاب الشعري لدى سيدي لخضر بن خلوف يقدمها د. الجيلالي بنيشو جامعة العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس، مستغانم ومداخلة الأستاذ عمار بلخوجة. وقال المحافظ عبد القادر بن دعماش أن المهرجان سيتوزع على 3 فضاءات لتمكين أكبر قدر من المهتمين بالتراث الشعري للشاعر سيدي لخضر بن خلوف من التعرف على جوانب عديدة من شعريته ورؤاه الدينية والعسكرية والسياسية وستكون بلدية مزغران قبلة لعشاق ومحبي الشاعر الفحل سيدي لخضر بن خلوف من ال 20 إلى 26 أوت الجاري، وعبر ضريحه وساحة البلدية وأماكن أخرى، حيث سيتوافد المشاركون . مزغران التي خلدها بن خلوف في قصيدة مشهورة، نسبة إلى المعركة الدامية في 26 أوت 1558 التي تواجه فيها الجزائريون مع الإسبان، وخرجوا منها منتصرين، مخيبين آمال حاكم وهران في بسط نفوذه على مستغانم وكشف الباحث والمحافظ عبد القادر بن دعماش عن إصداره كتاب خاص بالشاعر والمجاهد لخضر بن خلوف بعد عامين من الدراسة والبحث خاصة أمام قلة المصادر التاريخية التي تتناول هذه الشخصية التي طالها النسيان ولم تلق خضها من البحث والدراسة والتمحيص ، يضم المؤلف سيرته الذاتية وجوانب من حياته، مرفوقة بديوانه الذي يضم 170 قصيدة لحفظ مرحلة مهمة من التاريخ الجزائري والذاكرة من النسيان كما كشف بن دعماش عن برمجة عشر حفلات بأصوات شعبية جزائرية لامعة بالإضافة لعرض أفلام وثائقية وزيارة المشاركين أو كما أسماها بن دعماش ب رحلة إحياء الأمانة، حيث سيسير المشاركون صوب تلمسان يوم الخميس 22 أوت 2013 وهي عبارة عن « سفرية رمزية تهدف إلى استذكار مسار الرحلة التي قادت سيدي لخضر بن خلوف من مسقط رأسه بأولاد خلوف في مستغانم، مرورا بمزغران إلى تلمسان، من أجل زيارة ضريح أستاذه الروحي سيدي بومدين الغوث « . الشاعر الفحل سيدي لخضر بن خلوف هو لكحل بن عبد الله بن خلوف المشهور ب «سيدي لخضر»، مؤسس النوع الشعري المسمى الملحون في الجزائر في القرن السادس عشر بالمغرب الأوسط الجزائر، كان من أصدق وأفصح مداحي الرسول صلى الله عليه وسلم، أمضى حياته مجاهدا وعالما ورحالة وعالم اجتماع وواعظا أيضا. عاش 165 عام، أشعاره تنم على ثقافة الشاعر ورصيده المعرفي واللغوي الواسع كما يعتمد النوع الشعري الذي أسس له بن خلوف حسب بن دعماش على سرد الأحداث، الوصف، المقارنة والمديح، ويستلهم أصوله من الأدب العربي للعصر الجاهلي، وبالتحديد أشعار ذي الأصبع العدواني الذي أصبح مشهورا بتلك الغارات والمعارك الذي كان يشارك فيها وأشار عبد القادر بن خلوف « تحليلا عميقا لأشعار سيدي لخضر بن خلوف يجعلنا نقف على مستوى رفيع من الروحانية، التي اكتسبها من تلك الرحلة الكبرى إلى تلمسان لزيارة ضريح سيدي بومدين الغوثي، ومنها تشبّع بتلك النزعة الدينية الصوفية السائدة آنذاك وتسلم الأمانة التي طالما انتظرها من القطب سيدي بومدين».