كثر الحديث هذه الأيام في معظم المناطق التي تضمها ولاية وهران عن أسعار الماشية، واقتراب عيد الأضحى المبارك الذي لم تعد تفصلنا عنه سوى أيام قلائل، وقد اعتدنا على نفس المظاهر عند مقربة كل هذه المناسبة التي تنبعث رائحتها الزكية شهرا قبل حلولها إذ ترى الكل يتفحص الفضاءات الخاصة ببيع المواشي والتي لربما قد تفرز عن أسعار ملائمة للمواطن، هذا الاخير الذي يبحث دائما عن الاسواق التي تلائم جيبه، ومن منطلق البحث عن مدى ملاءمة الاسعار من عدمها هذه السنة. دفع بنا الفضول إلى النزول إلى الميدان لتفحص نبض المواطنين حيال أسعار المواشي هذا العام، فضلا عن التقرب من الموالين وأخذ من أفواههم أوجه التشابه والاختلاف بين عيد الأضحى للموسم الفارط وهذا العام. ومن خلال جولتنا الاستطلاعية التي قادتنا إلى المزارع المتمركزة بضواحي الولاية، لاحظنا أن عددا كبيرا من المربين تخلوا عن نشاطهم هذا العام نتيجة غلاء الأعلاف الخاصة بالمواشي والتي تقدر قيمتها ب2600 دينار للقنطار الواحد إلى غاية 3 آلاف دينار. وهو الامر الذي لايخدم المربين حسبما أفاد به الموال مصطفى حجاج هذا الأخير، أبرز لنا بأنه وسنويا يعمل على تربية المواشي وبيعها لدى إقتراب عيد الأضحى المبارك لكنه تخلى عن ممارسة هذا النشاط لغلاء الأعلاف، التي لا تخدم المربين والموالين، لكنها حسبه قد تسهل المأمورية على المشتري، موضحا بأنه ولدى تسجيل غلاء في الاعلاف، فإن الموالين يقومون برفع أسعار المواشي، لتعويض غلاء هذه المادة بالربح في مثل هاته المناسبات، الامر الذي يلاقي نفورا من طرف المواطنين اذ يعزفون عن شراء المواشي ما يجعل الموالين يستخدمون وسائلا وطرق أخرى للتخلص من بضاعتهم والمتمثلة في تخفيض الاسعار، هذا وأضاف السيد مصطفى حجاج بأنه يترقب هذا العام انخفاضا في أسعار الماشية وذلك لنفس السبب والمتمثل في غلاء الاعلاف، مبرزا بأن الخروف الذي بيع العام الماضي ب30 ألف دج حددت أسعاره هذه السنة ب25 ألف دينار فارق ب5 آلاف دينار إذ بلغ فارق الانخفاض هذا الموسم ب5 آلاف دينار وعن سؤالنا عن النوع المميز والجيد من الخرفان التي تتوافد على وهران من الولايات المجاورة أوضح مصدرنا بأن المواشي الخاصة بدائرة المشرية التابعة لولاية النعامة هي الافضل من حيث نوعية اللحوم، إذ - حسبه - تتناول هذه الخرفان الكلأ الجيد. هذا ولدى تنقلنا إلى سوق المواشي الكائن بمنطقة ڤديل، هذا الأخير الذي ينشط كل يوم ثلاثاء، لاحظنا توافد عدد كبير من الموالين والمواطنين على هذا الفضاء قصداقتناء ماشية العيد، هذه الاخيرة التي يفضل الكثير من المتسوقين شراءها أياما قبل حلول المناسبة وذلك في رأيهم أن أثمانها تكون منخفضة مقارنة بأربعة أو ثلاثة أيام قبل العيد. وفي ذات الشأن تقربنا من عدد كبير من المواطنين والذين أجمع معظمهم على استقرار الاسعارهذا العام مقارنة بالسنة الفارطة، اذ تراوحت أسعار الماشية بسوق ڤديل مابين 20 ألف دينار، 24 ألف دينار وحتى 14 ألف دج، هذا وقد وصل ثمن أغلى كبش بسوق ڤديل 47 ألف دج، وقد أوضح موال يسوق بضاعته بالجملة، أن ماشيته يبيعها ب16 ألف دج إلى غاية 29 ألف دينار بحيث يبيع هذا الاخير من 4 إلى 5 خرفان لشخص آخر مرة واحدة على أن يعيد هذا الاخير بيعها بأثمان زائدة بالتجزئة، هذا وأبرز ذات المتحدث بأن معظم المواشي المسوقة خلال هذه الفترة هي تابعة لمنطقة السوڤر التابعة لولاية تيارت، في انتظار أن تستقبل الولاية تلك الخرفان الوافدة من ولاية البيض، النعامة، الجلفة... الى غير ذلك من الجهات التي اعتادت ولاية وهران أن تستقبل ماشيتها. ومن جهته السيد عمر موال من ولاية تيارت أبرز بأن غلاء العلف ونقص الامكانيات وراء الانخفاض المسجل في الاسعار هذا العام مقارنة بالسنوات الفارطة، وهو الامر الذي - حسبه - يشكل خسارة مادية بالنسبة لهم. السماسرة خطر والأمر الملاحظ بسوق ڤديل هو انتشار ظاهرة السماسرة هؤلاء الذين لا علاقة لهم ببيع المواشي، واستغلوا فرصة بيع معظم الموالين لبضاعتهم بالجملة، وراحوا يشترونها بأسعار منخفضة، وذلك حتي يرفعوا أثمانها أياما قبل حلول عيد الاضحى المبارك، وينهكوا جيوب المواطن هذا المسكين المغلوب على أمره والذي يبقى ضحية هؤلاء المتلاعبين في الاسعار خلال حلول أي مناسبة تتطلب توفير ميزانية خاصة لتعقيبها على أحسن مايرام. وبالتالي يبقى الموال يتحسر على الربح الضئيل المسجل بالنسبة له هذا العام، والذي يعتبره البعض الآخر خسارة بالنسبة لهم مقارنة بالسنة المنصرمة، أين سجلت هذه الفئة من التجار ربحا كبيرا، لكن وحسب معظم المواطنين الذين حاورناهم، لاحظنا بأن سمات الرضى بادية على وجوههم، اذ شعروا هذا العام باستقرار في أسعار الماشية مقارنة بالسنوات التي خلت. وإلى غاية يومنا هذا لم تحدد مديرية المصالح الفلاحية بولاية وهران النقاط الشرعية والقانونية لبيع المواشي، اذ أفادت مصادر عليمة من ذات المديرية، بأنها تنتظر أن تحدد كل بلدية تحتضنها ولاية وهران والتي يقدر عددها ب26 بلدية نقاط البيع الخاصة بها، لترسلها بدورها الى مديرية الفلاحة هذه الاخيرة التي تقوم ببعثها الى المسؤول الاول عن الولاية بغرض المصادقة عليها، هذا واضافت مصادرنا بأن نقاط البيع هذا العام عرفت ارتفاعا مقارنة بالسنة الماضية، اذ وحسبها أن عددها هذا العام سيفوق 50 نقطة شرعية، لكن تبقى هذه المصالح متأخرة في تحديد هذه النقاط التي تسهل على المواطن عملية شراء أضحية العيد. الذبح غير الشرعي ملاذ الكثيرين وفي سياق عيد الاضحى المبارك دائما كثفت الجهات التي تنشط بطريقة غير شرعية هي الاخرى من نشاطها خلال هذه الفترة، اذ كانت لنا زيارة خاطفة وسرية الى المنطقة الصناعية حاسي عامر التي يتواجد بها فضاء مخصصا للذبح غير الشرعي، اذ هناك من المواطنين ضعيفي الدخل لا يستطيعون اقتناء الماشية، وذلك لأن دخلهم الشهري قد لا يتجاوز 15 ألف دينار، وهو مالا يساوي حتى أدنى سعر للماشية، فيلجأون بالتالي إلي شراء اللحم من هذه المنطقة التي هي في رأي الجميع تبيع مادة اللحم بأسعار منخفضة مقارنة بالاسواق الشرعية التي تخضع للمراقبة والمتابعة من طرف مصالح البيطرة، إذ وصل سعر الكيلوغرام الواحد من لحم ا لخروف الى 650 دج بالنسبة لتجارة الجملة و680 دج بالنسبة للتجزئة، أما عن أحشاء الخروف والمعروفة بالدوارة لدى العامية فقد تراوح ثمنها مابين 1400 دج و2200 دج ليبقى عضو الكبد هو الفاصل في ثمن الاحشاء من ناحية الحجم، هذا وقد بلغ ثمن رأس وأرجل الخروف (البوزلوف) بسوق حاسي عامر غير الشرعي 400 دج. هذا ويجدر العلم بأن الفارق بين هذا السوق المحظور والاسواق الشرعية الاخرى يكمن في أن اللحوم بالاسواق المنظمة تخضع للفحص والمراقبة قبل أن يذبح الكبش وبعده، وهو الأمر الذي يجعل صاحبها يدفع مستحقات هذه المراحل، ما يدفعه الى رفع أسعارها في السوق وذلك تعويضا منه على ماتم دفعه، بينما يتهرب التجار غير الشرعين من هذه المتطلبات المفروضة عليهم. وللعلم أن ظاهرة الذبح غير الشرعي لا تقتصر على منطقة حاسي عامر فقط، وإنما حتى أحياء متمركزة ببلدية وهران كحي الضاية، الحمري، النجمة... إلى غير ذلك من المناطق.