عرفت أسعار المواشي عبر أسواق ولاية البليدة ونقاط البيع المنتشرة بها ارتفاعا جنونيا جعل الكثير من المواطنين يعزفون عن شراء أضحية العيد فيما وجد البعض الآخر الحل الأنسب شراً، اللحم وقد اندهش المواطنون لارتفاع أسعار الأضحية التي بات سعرها يعادل شراء عجل أما المربون والموالون فأرجعوا ارتفاعها إلى غلاء أسعار الأعلاف التي تجاوز الكيس الواحد منها 4000 دج وكذا قلة الأمطار التي نجم عنها قلة ونقص في الكلأ يوم واحد يفصلنا عن عيد الأضحى المبارك والمواطنون بولاية البليدة يتسابقون لشراء الأضحية ومن أجود الأنواع خاصة تلك القادمة من ولايتي الجلفة والأغواط والمناطق السهبية المتميزة عن باقي الأغنام بالولايات المتبثية. تزامنا مع حلول عيد الأضحى المبارك انتشرت بولاية البليدة نقاطا عديدة لبيع المواشي، "الأمة العربية" تجولت عبر عدد من نقاط البيع وأشبه بالأسواق ووقفت على بيع الأضحية في كل مكان فمنهم من عرضها داخل الأحياء الحضرية خالقا بذلك الإزدحام والضغط داخل المدينة، وهناك من قام بعرضها وبيعها دخل أقبية العمارات والمستودعات وداخل المحلات الشاغرة وداخل الشاحنات، الكل إختار موقعا وحلا مناسبا لبيع الماشية والمهم عنده أن يربح الكثير حتى ولو اضطر أن يبيعها داخل منزله ولم تسلم المحطات البرية من ذلك، وكذا مواقف الحافلات وحولوها إلى نقاط بيع تسببت في تذمر المسافرين الذين وجدوا أنفسهم داخل اسطبلات لتربية الأغنام حولت المواقع التي تعرض فيها إلى مساحات للتجارة. ويذكر أن العديد من المواطنين حولوا نشاط محلاتهم إلى تجارة المواشي مثل ذلك حول نشاطات تجارية ببوفاريك من محلات بيع البيتزا الى محل لبيع الماشية وأمثلة كثيرة عن هذا بالولاية، لأن هدفهم الوحيد هو الربح السريع والوفير خاصة وأن سعر الأضحية الواحدة تتراوح سعر هذا العام مابين 27 ألف دج و40 ألف دج. "الأمة العربية" التقت بأحد أكبر الموالين بمركز سيدي عباد بتسالة المرجة الذي يعرض المواشي داخل مستودع خاص ويقبل عليه العديد من المواطنين وبكثرة لشراء الكباش كونها قادمة من المناطق السهبية المعروفة بلحمها الحلو والطيب المذاق وكذا صوفها الأبيض النقي نفس الشيء بالنسبة لعمي عيسى 64 سنة الذي وجدناه يبيع الكباش داخل قبو عمارة ببوفاريك وجدنا المواطنون في الموقع بأعداد هائلة ويتدافعون من أجل نيل أضحية وبسعر يناسبهم سألناه عن سبب اختياره عرض المواشي داخل قبو عمارة قال بأن لامكان آخر يعرض فيه تجارته وعن الأسعار المعروضة قال أنها تختلف باختلاف سن ونوعية وجودة الأضحية التي جلبها من ولاية الجلفة، وهو ما يحبذه المواطنون المدركون جيدا لجودة الأغنام بهذه المنطقة، وهناك بائعون اختاروا حواف الطرق السريعة لعرض الماشية فيما اختار البعض الآخر عرضها بالمقربة من محطات النقل وبمداخل ومخارج المداشر والقرى وبمحاذاة الأسواق. ووصلت الى 50 ألف دج وهو ماحرم الكثير من المواطنين من شرائها وقضاء هذا العيد بلا أضحية. وعن سبب ارتفاع سعر بيع الماشية عبر أسواق البليدة وعبر العديد من ولايات الوطن غير أنهم لم يجدوا ويقتنعوا بالجواب المقدم لهم من قبل المواطنين ومربي المواشي الذين أكدوا لهم بأن هناك أسبابا واضحة لذلك منها ندرة الأعلاف وغلائها إذ وصل سعر الكيس الواحد إلى 4000 دج. يتزايد الطلب كثيراً على الأضاحي القادمة من المناطق السهبية مثل ولاية الجلفة والمسيلة والأغواط وعن سبب ذلك اقتربت "الأمة العربية" من بعض المواطنين الذين أكدوا أن طعمها المتميز وصوفها النقي الأبيض وهي الميزة التي تتميز بها عن باقي رؤوس الأغنام التي تعيش بمختلف ولايات الوطن وقد أجمع الكل على هذا وعلى حلاوة طعم لحم الكباش القادمة من المناطقة السهبية علماً أن السر يكمن في أن هذه الحيوانات تعيش على استهلاك بتلك المناطق أعشاب يستعملها البشر للتطبب مثل نبات الشيح. حاجة وعوز الكثير من المواطنين دفعتهم إلي جلب أضاحي العيد عن طريق التقسيط ودفع ماتبقى من المال بعد انقضاء العيد هذا الحل الوحيد الذي يجده هؤلاء منفدا لعدم حرمانهم من الأضحية وعدم حرمان أطفالهم التمتع بها واللهو معها، وعدم تحسيس أطفالهم بعوزهم وعدم ترك الجيران يشفقون عليهم. وبين هذا وذاك يبقى عيد الأضحى المبارك مناسبة للفرح والبهجة والتآخي والتآزر فعيد سعيد وكل عام وأنتم بخير.