* 55 إذاعة محلية تغوص في إهتمامات وإنشغالات الجزائريين ملف الإعلام و تأثيره في التنمية يجعلنا نتساءل عن المفاهيم المتعلقة بدور الإذاعات الجوارية و كيف أنها استطاعت عبر سنوات متعاقبة أن تفرض نفسها بقوة وتساهم في تغيير المجتمع ورسم مسار آخر في المجالات المختلفة السياسية و الاجتماعية والاقتصادية و الاقتصادية والثقافية .. ما جعلها تمثل وسيلة اتصال فعالة لابراز الحقائق بكل تفاصيلها و أبعادها ..وهذا ما حفزنا على التغلغل أكثر في مكنونات هذه الوسيلة الاعلامية الجماهيرية الحديثة لتسليط الضوء عليها وإبراز دورها في التنمية بعملها الجواري الفعال في مجتمعنا الجزائري باستطلاع مس بعض المؤسسات الإذاعية الجهوية ،كان الهدف منه تعريف القارئ بحقيقة عملها الجواري الذي يرتكز بالدرجة الأولى على الاحترافية والخبرة الواسعة في الميدان الاعلامي ... * إذاعة وهران تكسب الأسماع تحولت اذاعة الباهية بوهران من أهم وسائل الاتصال الجماهيرية بالغرب الجزائري وأقواها تأثيرا على نفسية المواطنين والتغلغل إلى حياتهم و مشاكلهم ، بفعل الجهد الذي تبذله وطريقة تعاملها مع هموم المستمعين وانشغالاتهم ، سواء من خلال الروبورتاجات والتحقيقات الميدانية أو من خلال الحصص المباشرة والبرامج التحليلية التي من شأنها نقل صورة الواقع و إماطة اللثام عن الحياة اليومية للسكان و إبرازالمجهودات المبذولة في مجال التنمية ا لمشاريع التنموية المنجزة والمبرمجة ، إضافة إلى مسائل أخرى تحمل في لبها ومضامينها الكثير من الأخبار والأفكار التربوية الهادفة .. يأتي هذا في الوقت الذي يشهد فيه العالم تطورات إعلامية وتكنولوجية كبيرة تتعلق بظهور القنوات التلفزيونية المختلفة و الفضائيات بلغات ولهجات متعددة ناهيك عن الأنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي كالفيس بوك والتويتري التي باتت تفرض نفسها بقوة في العالم . كانت الساعة تشير إلى الحادية عشرة صباحا حين توجهنا إلى محطة إذاعة وهران الجهوية التي تأسست يوم 26 جانفي 1994 ، وقبل دخولنا إلى مكتب المدير السيد " عبد الرحمان شيخاوي " الذي كنا قد حددنا معه موعدا من أجل لقاء صحفي يشرح فيه الكثير من المسائل التي تخص الإذاعة ودورها في التنمية بالجهة الغربية من الوطن ، لفتت انتباهنا لوحات علقت على الجدار تعرض صور المدراء السابقين للمحطة و الفاعلين الذين ساهموا في تأسيسها وتطويرها من فنانين ومثقفين وإعلاميين ... ونحن نسير في الممر الرئيسي متوجهين نحو المكتب انبهرنا بهذا الصرح الاعلامي الكبير الذي تنبعث منه رائحة الزمن الجميل أيام "عبد القادر علولة " ، " حديدوان" ، و " سيراط بومدين " و " نور الدين بن عمر" ، و" محمد حويدق " وغيرهم ..كان السكون يخيم على المبنى وصدى التسجيلات في الأستوديو يسمع هنا وهناك وتلك الجملة تتكرر بين الهينة و الأخرى في مسامعنا " تابعوا إذاعة الباهية على موجة 92.10 أف أم " ..وفجأة وجدنا أنفسنا أمام قسم الأخبار الذي يحمل اسم " حسان غالمي " وأقسام المحطة الأخرى كاستوديو البث و استوديو التسجيل ومكتبة الأغاني ..و أخيرا مكتب السيد شيخاوي الذي استقبلنا بصدر رحب قائلا : مرحبا بالجمهورية عندنا .. !! . * ... في " ضيافة حي " و " زوم على المدينة " وقبل التحدث عن مساهمات الإذاعة في مجالات التنمية وكيفية معالجتها للمشاريع الاقتصادية والثقافية والرياضية التي تهم وهران والجهة الغربية راح السيد " شيخاوي " يشرح لنا أهمية الإذاعة الجوارية بصفة عامة ، حيث قال(( إنها تلعب دور الوسيط بين المجتمع و المواطنين ، وحتى بينهم و بين المسؤولين ..إذ لها دور محوري إعلامي في النسيج الاجتماعي الذي ترافقه في كل نشاطاته المختلفة والمتعددة سواء كانت ذات طابع اجتماعي أو ثقافي أو اقتصادي تنموي)) ، مضيفا أنه لابد للإذاعة الجوارية أن تكون قريبة من المحيط الذي تنشط فيه حتى تستطيع أن تكون مرآة له من خلال شبكة برامجية تعمل بها .. عليها أن تأخذ بعين الاعتبار كل ما يهم المواطن في حياته اليومية انطلاقا من الحي إلى البلدية فالدائرة وصولا إلى الولاية مع الأخذ بعين الإعتبار مقاييس التنوع والتواجد و التوازن في البرمجة التي تواكب كل الفصول و المناسبات ، فهي رفيقة الأفراد في يومياتهم ومرآة لما يجري حولهم من أحداث و تغيرات ، و إذا حدث العكس – يقول شيخاوي - فالإذاعة لا تلعب دورها .. وتكون بعيدة كل البعد عن المحيط الذي تنشط فيه ، وعن مرافقة اذاعة وهران الجهويةا لمشاريع التنمية في الجهة الغربية من الوطن وكذا مساهمتها في تعزيز سبل التطور التنموي بالولاية أوضح السيد " شيخاوي عبد الرحمان" أن إذاعة الباهية تواكب كل الأحداث و تهتم بكل الجوانب التنموية المتعلقة بوهران التي عرفت مؤخرا الكثير من التطورات الهامة سواء تعلق الأمر بمجال السكن أو الطرقات وحتى الثقافة والرياضة ، وذلك من خلال برمجة الحصص الاخبارية و الروبورتاجات الميدانية التي تبرز مجهودات الدولة و انشغالات المواطنين بالدرجة الأولى ، ناهيك عن برامج تنموية مباشرة تستضيف فيها مسؤولي القطاعات قصد محاورتهم وتسليط الضوء على جل المشاريع المسجلة والمرتقبة ، وهو ما يفتح المجال أمام المواطن للاستفسار عن المسائل تهمه و التواصل على المباشر مع المسؤول دون حواجز أو مواعيد .. وبالتالي إعطاء صورة صادقة حول ما يدور في تلك القطاعات ، فحصة " في ضيافة حي " مثلا ترجمت بجلاء مسعى الإذاعة الصادق في طرح انشغالات السكان وما يشهدالحي المقصود من تنمية مع تقديم نبذة تاريخية عنه ..في حين أن برنامج " زوم على المدينة " يسمح للإعلامي بزيارة كل بلديات هران من أجل رصد مظاهر التنمية و نقل اهتمامات المواطنين وكذا التنسيق والتواصل بينهم وبين المسؤولين ... وهناك أيضا " ملف الأسبوع " حسبما كشفه لنا السيد" شيخاوي " ، وهو ملف يهتم بالأحداث التي تعرفها وهران في كل المجالات التنموية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وكذا الثقافية والرياضية .. دون أن ننسىحصص " في رحاب الجامعة " و " مقهى الصحافة " التي تستضيف كل مرة صحفيي المنطقة لمناقشة ملف أو موضوع يهم عاصمة الغرب الجزائري . * أهم الملفات في اجتماعات دورية وعن المعايير المعتمدة في اختيار البرامج و الروبورتاجات الخاصة بالتنمية أكد السيد " شيخاوي" أن إذاعة وهران الجهوية تحرص على مناقشة كل الأحداث والمسائل و التي يتم طرحها في اجتماعات دورية للطاقم الصحفي والمكلفين بالإنتاج ، حيث يتم اختيار مواضيع لها علاقة بما يدور في المحيط لاسيما تلك المتعلقة ببرامج التنمية التي تشرف عليها السلطات المحلية كمشاريع بناء سكنات اجتماعية جديدة أو توزيع وحدات سكنية ، وأيضا مشاريع الطرقات وغيرها من المواضيع الخاصة بالتنمية في الولاية ، حيث تتم مناقشة هذه الملفات و السعي نحو توضيح صورة المشاريع للمستمع حتى يأخذ فكرة عما يحدث ، كما يناقش الاعلاميون والمنتجون - حسب تصريح مدير الإذاعة - أغلب مشاكل القطاعات ومدى تأثيرها السلبي على حياة المواطن الوهراني ، في محاولة للكشف عن الأسباب مع اقتراح الحلول المناسبة من خلال حصص تستضيف فيها المسؤولين المعنيين قصد فتح باب التشاور والتحاور على المباشر .... * معاهد اعلامية لسبر الآراء وفي الأخير اعتبر مدير الإذاعة السيد " شيخاوي " المجهودات المبذولة محاولة جادة لكسب ثقة المواطن واستقطاب أكبر عدد من المستمعين الذين يبحثون دوما الحقيقة التي يجب أن تقدم لهم بالاحترافية عالية وأن تكون لها المصداقية الكاملة ، متسائلا في نفس الوقت فيما إذا كانت الإذاعة قد بلغت مرادها و أرضت جميع الأذواق .. الأمر الذي دفعه إلى المطالبة بضرورة فتح معاهد لسبر الآراء على المستوى الوطني من أجل رصد انطباعات المواطنين حول قنواتهم التلفزيونية و مختلف الإذاعات الوطنية والمحلية والجهوية و حتى الصحافة المكتوبة ، حتى تستطيع هذه الأخيرة معرفة فيما إذا كانت قد حققت مبتغاها ونجحت في التأثير على المجتمع المدنيوقدمت ماهو مطلوب منها ، وكذا أخذ فكرة عن البرامج الناجحة التي استقطبت الجمهور ، مؤكدا في نفس الوقت على أن تكون النتائج علمية دقيقة كما هو معمول به في وسائل الاعلام العالمية .. فالصحفي مهما كانت احترافيته وخبرته في الميدان عليه أن يعتمد دوما على النقد الذاتي حتى يتقدم أكثرو يصحح أخطاءه – على حد تعبيره - ، كما كشف السيد " شيخاوي " عن المقر الجديد المرتقب للإذاعة والذي من المفترض تدشينه العام المقبل ، حيث اعتبره فضاء اعلامياهاما لتعزيز العمل الإذاعي و العمل في شروط أفضل تسمح للقائمين على المؤسسة بإعطاء أفكار جديدة و تجسيد طموحات كثيرة .. فمهنة الاعلام هي مهنة الأفكار وبدونافكار جديدة ومفيدة امي يؤول الاعلامي إلى الزوال على حد تعبيره .. وقبل أن نودع السيد " شيخاوي" الذي أفادنا بالكثير من المعلومات حول دور الإذاعة الجوارية وتأثيرها في التنمية سألناه عن مقاييس الصحفي الناجح ، والتي لخصها في حب المهنة والتضحية من أجلها ، الطموح و رفع التحدي ، الاقتراب من الاحترافية و كذا المصداقية ، فنجاح الصحفي حسبه هو نجاح الاعلام الجزائري كله .. «صوت الجنوب الغربي من إذاعة بشار الجهوية» الاستثمار و الإقبال على عالم المقاولاتية كان لإذاعة بشار الجهوية دور كبير في التنمية الثقافية والفكرية والاقتصادية في منطقة الجنوب الغربي الجزائري ، حيث أنها أحدثت ثورة من خلال تقربها من المواطن وطرح انشغالاته وهمومه ، فمنذ تأسيسها يوم الفاتح من جانفي 1988 تحى الآن بدأت ثمارها تظهر سنة بعد أخرى ، إذ لم تضيع فرصة إلا واستغلتها لدخول البيوت البشارية وزرع القناعة في أوساط الأسر الصحراوية قصد نقل واقعها المعاش والاحتكاك بحياة المواطنين ويومياتهم البسيطة من خلال الروبورتاجات والحصص الميدانية المباشرة التي تهتم بانشغالاتهم .. لاسيما انشغالات المرأة التي لقي الطاقم الإعلامي صعوبة كبيرة في التعامل معها بحكم العادات والتقاليد المفروضة عليها ، إلا أن الإذاعة نجحت في التأثير على الأب والأخ والزوج للسماح لها بإبداء رأيها حول جل المواضيع والتكلم بحرية عن مشاغلها . * نفض الغبار عن الرصيد الثقافي والتراثي وفي هذا الصدد كان لنا لقاء مع مديرة الإذاعة السيدة " نادية حنفي " التي أفادتنا بالكثير من المعلومات المتعلقة بمشاريع التنمية بمنطقة الجنوب الغربي وبالتحديد بولاية بشار .. حيث قالت إن الإذاعة في بداية تأسيسها كانت مهمتها تزويد القنوات الوطنية بالإنتاج الإعلامي فيما يخص العادات والتقاليد والموروث الثقافي الذي يميز منطقة الجنوب على غرار أدرار و تيندوف ، وفي 20 أفريل 1991 تم ترسيمها كأول إذاعة محلية بالجزائر، وقد سميت بإذاعة " الساورة " نسبة إلى وادي " الساورة " الواقع جنوب الولاية الذي يعد نقطة التقاء بين " وادي قير" و " زوزفانة " .. ، موضحة أن الإذاعة بدأت مشوارها بطاقم قليل جدا استطاع بإمكانياته المحدودة و البسيطة أن يؤسس لإذاعة ناجحة تبث على موجة 89.3 ، في الوقت الذي كان يستعمل فيه التسجيل عن طريق جهاز " الناقرا " في ظل غياب الاعلام الآلي و البث الرقمي ما اعتبرته السيدة " نادية حنفي " تحديا كبيرا للإذاعة التي سميت فيما بعد بإذاعة بشار الجهوية و هي حاليا الإذاعة الجزائرية من بشار ...وقبل تطرقها إلى مساهمات الإذاعة في تعزيز مجالات التنمية أبت السيدة " نادية " إلا أن تستذكر المجهودات الجبارة التي بذلها بعض الإعلاميين في تطوير المؤسسة وساهموا في ترقيتها واستمرارها على غرار المدير السابق " بلقاسم غضبان " و المذيعة " جميلة حمليلي " ، إضافة إلى " حورية أولاد لعيد " ، و التقني " عبد القادر مباركي " ، و التقني المرحوم " محمد اسماعيل " ، دون أن تنسى ذكر الطاقم الإذاعي الذي أشرف على تأطير الصحفيين و العمال وهم " مولود دباح " ، " أحمد قادري " وغيرهما .. إذ قدم هؤلاء كمذيعين الكثير منالمجهودات رغم الامكانيات القليلة والمحدودة . وعن مساهمات الإذاعة في مجالات التنمية أوضحت السيدة " نادية " أن هذه الأخيرة كان لها يد في تأسيس العديد من الجمعيات المحلية الفاعلة في المجالين الثقافي والاجتماعي والاقتصادي ، كما اهتمت بشؤون الشباب والطفل من ناحية التوعية و التحسيس ، وساهمت في نفض الغبار عن الرصيد الثقافي والتراثي والفكري الكبير لمنطقة الجنوب الغربي ، من خلال فتحها لفضاءات خاصة بالفنانين والمفكرين والباحثين في إطار أيام دراسية وملتقيات ، إلى جانب مشاركتها في ربط جسر التعاون مع الجامعة التي كانت في الماضي عبارة عن مركز جامعي ، و التي شهدت أيضا فتح كلية للطب خصوصا أن هاجس نقص الأطباء طالما أقلق المواطنين و سبب أزمة حقيقية للمرضى الذين وجدوا صعوبة بالغة في التنقل والسفر خارج الولاية من أجل العلاج . * "من البلديات " ... عين على الواقع التنموي ومن الناحية الاقتصادية ركزت اذاعة بشارعلى رهانات اقتصادية جمة من خلال حصص مباشرة استضافت فيها مختصين ومحللين اقتصاديين ، من أجل تشجيع الاستثمار و الإقبال على عالم المقاولاتية وتحفيز الشاب على ولوج عالم التكوين المهني والحرف .. إلى جانب البرامج الصحية بالتنسيق مع مديرية الصحة ، وبرنامج " من البلديات " الذي يبث على المباشر ويزور كل مرة بلدية يتم تسليط الضوء فيها على انشغالات السكان ومشاكلهم والتحاور مع المسؤولين من أجل ايجاد الحلول المناسبة ، مع دراسة الواقع التنموي مع رؤساء البلديات ... وبالتالي المساهمة في تحقيق العديد من المشاريع وبرامج التنموية لتلبية حاجيات المواطن بالجنوب الغربي بصفة عامة ... كما تحدثت السيدة " نادية حنفي " عن تأييد الإذاعة لمسألة تعيين منطقة " بني عباس " كولاية منتدبة من خلال فتح فضاءات للمواطنين قصد التعبير عن رأيهم والمشاركة بأفكارهم.. هذا إلى جانب تسليطها الضوء على مشاريع الطرقات البلدية و الولائية والطرقات المزدوجة التي لعبت دورا كبيرا في تعزيز حركة التنقل و انعاش الحركة التجارية والاقتصادية التي تدعمت أيضا بخط السكة الحديدية بشار، بلعباس ، ووهران .. يأتي هذا في الوقت الذي فتح فيه الخواص العديد من المصانع كمصنع انتاج المكيفات الهوائية.. و مصنعي الاسمنت والحليب اللذين سيدشنا قريبا بالمنطقة ، دون أن ننسى المطبعة الجهوية و حصص السكن الاجتماعي و استحداث مصالح استشفائية جديدة مثل مركز الطفولة والأمومة " محمد بوضياف " وهياكل تنموية أخرى بالمناطق النائية التي استفادت بدورها من مشاريع الربط بالغاز الطبيعي ، ومشاريع البناء الريفي الذي تدعم بها الشباب الشغوفون بحب الأرض بعد حصولهم على قطع فلاحية وبناءات ريفية ... * "موسم تاغيت " بين السياحة والفلاحة من جهة أخرى أبرزت محدثتنا المجهود الكبير الذي بذلته الإذاعة في العمليات التضامنية الانسانية وأهمها الحملة التي نظمت لصالح مرضى الكلى ببشار عام 1992 ، كما كان لها يد في تأسيس ا مصلحة لتصفية الدم بالتنسيق مع جمعية مرضى الكلى .. وهو مركز جهوي عرف اقبالا كبيرا من طرف المرضى المقيمين بمنطقة الجنوب الغربي الذين تخلصوا من عناء السفر والتنقل إلى العاصمةمن أجل العلاج وتصفية الدم ..وفي نفس السنة عملت الإذاعة على ترسيم تظاهرة وطنية للألعاب التقليدية و الشعبية التي تعرضت للإهمال والنسيان في السابق ،فقد تم تأسيس أول فيديرالية رياضية لهذه الرياضة ومقرها مقرها ببشار ، وفي أكتوبر 1992 ساهمت اذاعة بشار في تأسيس أول تظاهرة ثقافية سياحية و المسماة ب " موسم تاغيت" ، الهدف منها الترويج السياحي للمنطقة وجلب السياح ناهيك عن المساهمة في التنمية الاقتصادية وتطور الانتاج الفلاحي الخاص بالتمور.. وفي سنة 1999 ساهمت في انجاح العملية التضامنية الوطنية لفائدة ضحايا زلزال عين تموشنت من خلال الحملات التحسيسية لجمع التبرعات من طرف المواطنين من أموال ومساعدات غذائية بهدف ترسيخ العمل التضامني في المجتمع وتماسك أبناء الوطن الواحد ، إلى جانب الحملة التضامنية الخاصة بضحايا فيضانات باب الواد التي عاشتها العاصمة سنة 2001 ، والحملة الوقائية التي قامت بها من أجل الحماية من الفيضانات التي عرفتها بشار في أكتوبر 2008 ، فبمجرد وصول النشرة الجوية التي تنبئ بحدوث فيضانات في بشار أوضحت محدثتنا أن الاذاعة قامت باعلام المواطنين و تحسيسهم بمخاطر الفيضانات وذلك قبل وبعد وأثناء الحادثة ، وعكفت على تحذيرهم قصد اتخاذ اجراءات الوقاية لاسيما بالنسبة للقاطنين على ضفاف الوادي ، حيث أنها استضافت المتضررين في بلاطوهات على المباشر من أجل طرح انشغالاتهم والتحاور مع المسؤولين ..إضافة إلى هذا كانت إذاعة بشار حاضرة بقوة في مجالات التوعية الخاصة بالاستحقاقات الوطنية والمواعيد الانتخابية ، من خلال تحسيس المواطنين بحقهم الانتخابي بالتنسيق مع الناشطين المحليين والسلطات المعنية سواء المحلية أو الولائية . * من أجل البيئة والتنمية المستدامة جمال المدينة ونظافة المحيط من أولى المشاغل التي أولتها إذاعة بشار اهتماما كبيرا وحيزا أكبر من المعالجة والتحليل ، حيث شرعت سنة 2012 في حملة واسعة لنظافة المدن والمحيط ، وقد نجحت في التأثير على السكان بدليل استجابتهم الواضحة والجلية والمشاركة في عمليات التنظيف الواسعة وبأفكارهم في البرامج والحصص البيئية التي كانت تستضيف في كل مرة رؤساء جمعيات و مسؤولين عن البيئة ومختصين .. ولم تتوقف عند هذا الحد بل عمدت أيضا إلى تنظيم حملة " من أجل البيئة والتنمية المستدامة " في 2013 والتي لازالت متواصلة إلى حد اليوم ... ورغم أن السيدة نادية حنفي " قد أبرزت في تصريحها الدور الكبير والفعال الذي وقامت به إذاعة بشار منذ تأسيسها إلا أنها لم تنس ان تعدد نجاحاتها و تتويجاتها عبر مسارها الأعلامي الناجح ، حيث أوضحت أنها فخورة جدا بالجائزة التي حصدتها هذه الأخيرة في مسابقة " الميكروفون الذهبي " التي نظمت في 31 جانفي 2008 ، حيث فازت اذاعة بشار بالمرتبة الأولى من خلال برنامج " لكم الخط " ، وهو عبارة عن روبورتاجات ميدانية جريئة حول موضوع الشباب والمخدرات ، تضمنت لقاءات مع المدمنين ومختصين في المكافحة والعلاج .. * إذاعة معسكر ... الوسيط تحتفل إذاعة معسكر الجهوية بمرور 12 سنة على تأسيسها ، حيث وقفت يوم 27 جويلية 2015 عند أهم محطاتها الاعلامية و استذكرت مسارها العبق الذي بدأته عام 2003 ، لترسم لنفسها طريقا حافلا بالنجاح والاستمرارية أساسه الاحترافية والعمل الجواري الجاد .... شعارها تجلى في خدمة التنمية والتقريب بين الادارة والمواطن وكذا تفعيل الحوار الاجتماعي وايصال كلمة المستمع إلى المسؤول عبر أثيرها الذي يصل إلى 47 بلدية لاسيما النائية منها عبر موجتي 98.5 ، و 97.0 ، إضافة إلى عدد من الولايات الغربية منها سيدي بلعباس ، غليزان ، سعيدة ، مستغانم، وهران ، عين تموشنت و بعض البلديات الحدودية بين تلمسان وسيدي بلعباس ، و عبر أمواج ثانوية تصل إلى وادي الأبطال ، بوحنيفية، بلدية رأس العين عميروش، ومنطقة عوف .. دون أن أن ننسى المناطق النائية مثل عين فراح الواقعة عند حدود تيارت و عوف بحدود سعيدة ، المناور في حدود غليزان .. وهي مناطق الظل كما يسمونها حيث يستمعون إلى الاذاعة من خلال اجهزة بث مدعمة لجهاز البث الرئيسي المتواجد بمنطقة شارب الريح بأعالي جبال معسكر . * السكن والتنمية الريفية والشغل أولى الإهتمامات وبما أن معسكر منطقة فلاحية بالدرجة الأولى قررنا رصد القضايا التنموية التي تعالجها إذاعة معسكر الجهوية و المتعلقة جلها بالمشاريع التي برمجت للنهوض بواقع الفلاحة خاصة كمشروع " السهل المسقي " الذي يمس سيق، المحمدية، غريس ، سهل كشوط ، سد واد التحت ببلدية عين فراح ..وعليه حاولنا الاتصال بمدير الإذاعة السيد " بوجمعة حنفي " الذي تبين أنه بالخارج ، ما جعلنا نلتقي برئيس التحرير السيد " علي شعشوعة " الذي أشاد في البداية بدور الإذاعة في التنمية المحلية ، وهو الدور الذي تم التأكيد عليه من لدن وزير الاتصال والمدير العام للإذاعة الوطنية في أكثر من مناسبة – على حد تعبيره - ، حيث قال بصريح العبرة إن الاذاعة الجهوية وسيلة إعلامية جوارية وهي أقرب إلى المواطن من وسائل الإعلام الوطنية ، نظرا للحيز المتاح له من أجل التعبير عن آرائه وانشغالاته اليومية ، وكذا لما لها من دور في إبراز جهود الدولة لتحسين الإطار المعيشي للمواطنين ، فإذاعة معسكر الجهوية يضيف السيد " شعشوعة " قد سطرت ضمن شبكتها البرامجية 10 حصص إخبارية أسبوعية حول مواضيع التنمية المختلفة ، إضافة إلى روبورتاجات ميدانية وتقارير إخبارية تبث يوميا في النشرات والمواعيد التحليلية ، ومن بين هذه الحصص تحدث السيد رئيس التحرير عن " بلديات في الواجهة " التي تفتح المجال أمام المواطن للاتصال برئيس بلدية إقامته من أجل طرح انشغالاته والتعرف على أهم المشاريع التي وجهت للقضاء على مشاكل المنطقة التي يقيم فيها ... و نفس الشيء بالنسبة لبرنامج " المنتدى" الذي يستضيف الهيئة التنفيذية بالولاية لعرض مدى تجسيد برنامج رئيس الجمهورية التنموي على مستوى الولايات ، دون أن ينسى ذكر كل من برنامج " قضايا تحت المجهر" و " خدمة عمومية " اللذين يسلطان الضوء على اهتمامات المواطن ويفتحان فضاء للنقاش والتحليل مع المعنيين ..و أيضا برنامج أرض الخير" الذي يعرض فرص الاستثمار في المجال الفلاحي و" بيئتنا " الذي يهتم بنشر الثقافة البيئية في المجتمع ونظيره " مع المستهلك" في الثقافة الاستهلاكية ، إلى جاب قضايا التربية والتعليم التي أخذت هي الأخرى قسطها من الشبكة من خلال " شؤون تربوية" و" الجامعة والحياة" للتطرق إلى ما يهم التلميذ والطالب الجامعي. * عين على سد " واد التحت " بعين فراح وعن قسم الروبورتاجات و التقارير الميدانية فقد أبدى السيد " علي شعشوعة " ارتياحه للتأثير الايجابي الذي سجلته هذه الأخيرة والإقبال الكبير للمواطنين على مقر الاذاعة لطرح مشاكلهم كنقص التزود بالماء الشروب الذي تخصص له المؤسسة الإذاعية ربورتاجين أسبوعيا ، مثله مثل ملف السكن بمختلف صيغه والفلاحة والتنمية الريفية والشغل ، موضحا أن إذاعة معسكر لم تغفل عن إبراز مجهود الدولة في تحسين الاطار المعيشي للمواطن من خلال تقديم تقارير يومية مفصلة . ولتعزيز ملفنا تحدثنا مع أول صوت رجالي بالإذاعة السيد " الطيب بن قدوري " الذي أشاد بالدور الكبير الذي تلعبه المؤسسة الإذاعية في تعزيز المشاريع التنموية بالمنطقة ، على غرار مشروع سد " واد التحت " ببلدية عين فراح الذي انطلقت أشغاله مع نهاية سنة 2011 ومن المرتقب أتمامه نهاية السنة الجارية ، حيث قال محدثنا إنه كان حلم المواطنين و أملهم في إعادة الاعتبار للمحيط المسقي ، وهو مشروع تنموي ضخم يسمح بتوفير 7 ملايين متر مكب من المياه ويسمح بتموين ثلاث بلديات من دائرة وادي الأبطال بالمياه الصالحة للشرب وسقي الكثير من الأرضي الفلاحية ، وفي هذا الصدد يقول " بن قدوري "إن الإذاعة قامت بالعديد من الروبورتاجات الإذاعية حول المشروع تخللتها زيارات ميدانية ومعاينات وانطباعات مع السكان ، ليتم بثها عبر القناة الأولى بالإذاعة الوطنية حتى تصل انشغالات المواطنين إلى المسؤولين والمعنيين .. * "ريف المدينة " أولى الأولويات ومن جهة أخرى أوضح "الطيب" أن سكان المناطق النائية على تواصل دائم مع الاذاعة من خلال اتصالاتهم الدائمة و تقربهم من المقر قصد طرح انشغالاتهم وهمومهم ، مع العلم أن معسكر احتلت خلال السنوات الاخيرة المرتبة الأولى فيما يخص إعداد البنايات الريفية من طرف وزارة السكن والعمران ، والإذاعة كعادتها غطت تفاصيل عودة المواطنين إلى منازلهم و أراضيهم في المناطق التي طالها الارهاب في العشرية السوداء ، وكيف أنهم واصلوا حياتهم واسترجعوا ممتلكاتهم ، حيث نقل الطاقم الاعلامي طريقة بنائهم لسكناتهم ، مع تسليط الضوء على البرنامج الجديد الخاص بتوصيل الكهرباء الريفية و حتى الانترنت كل هذا تحت عنوان " ريف المدينة " ، ومن أهم القرى النائية المستفيدة من المشاريع التنموية" قرية واد المالح " التي عاشت فترات أمنية عصيبة دفعت سكانها إلى الهجرة نحو المدينة ، واليوم ترافقهم الإذاعة وتحاول قدرا لإمكان ايصال صوتهم إلى المعنيين بهدف نيل حقوقهم و تلبية مطالبهم البسيطة ، وهذا هو بالتحديد – يضيف محدثنا - دور الإذاعة الجوارية التي تهتم بنقل انشغالات المواطنين إلى الادارات العمومية كوسيط بينهما ، سواء من خلال حصص اخبارية أو تحقيقات ميدانية تستند على الاستطلاع و التنقل إلى عين المكان ، وغالبا ما تتعلق بالمناطق النائية و المحرومة التي تحاول طرح مشاكلها والحصول على حياة متكاملة تتوفر فيها شروط التنمية الاجتماعية والاقتصادية .. مضيفا أن هذه الروبورتاجات غالبا ما تساهم في حل مشكلة تنموية معينة وتساهم في إعادة الاعتبار لمناطق أثرية مهملة و التعريف بمناطق سياحية مبهرة .. وربما هذا ما عزز ثقة المواطن بإذاعة معسكر الجهوية التي تطمح دوما للاستمرارية والاحترافية و التقرب من المستمع بشكل صحيح وصائب ، فالإشكال بالنسبة للطيب بن قدوري ليس الوصول إلى الإدارة بل كسب ثقة المواطن فهو محور التنمية