إبتهج سكان ولاية عين تموشنت طيلة ثلاثة 03 أيام الماضية بسبب أسعار كباش العيد التي تراوحت ما بين 16 ألف دج الى 30 ألف دج. والبداية كانت بسوق المنتظم صبيحة كل خميس بمدينة عين تموشنت وبالضبط بالطريق المؤدي الى شعبة اللحم، حيث ينهض الموالون مبكرا ليلتحقوا بالسوق أين تدب فيه الحركة من الساعة السادسة صباحا، وقد كان مكتب جريدة الجمهورية حاضرا بعين المكان صباح يوم الخميس الفارط في حدود الساعة التاسعة صباحا، أين وصلت كل أنواع السلالة، وقد كان كبش البيض هو الرائد، حيث حضر 12 موالا من ولاية البيض وقد إستأجروا مزارع بضواحي بعض البلديات التي تتوفر على الكلأ، وقد كان مجيئهم منذ حوالي شهر، أتوا خلالها 4 مرات الى سوق الماشية وتمكنوا حسب السيد ب.الشيخ من بيع 20 ٪ من الماشية التي جلبوها معهم، وفي نفس الوقت يتم تموينهم بين الفينة والأخرى بالأعداد المطلوبة من نفس الولاية. وحسب نفس المتحدث وهو موال يبلغ من العمر 34 سنة فإن أسعار أضحية العيد رخيصة بالنظر الى أسعارها خلال السنة الفارطة حيث بيعت النعجة ب 16 ألف دج، والحولي ب 20 الى 24 دج وهناك الكبش ذو القرنين فقد بيع في هذه الصبيحة (أي يوم الخميس) ب 32 ألف دج. هذه الأسعار تنطبق على ماشية منطقة البيض المعروفة بكبش بوعلام وهي صفة عريقة أعطيت للأغنام التي كانت سمينة ولها صيت عبر الوطن. في حين هناك من المربين من إستوطنوا ولاية عين تموشنت قادمين من ولاية النعامة وقد جعلوا من سوق الخميس وجهتهم كل نهاية أسبوع للبيع والشراء، وحسب السيد التواتي وهو موال أبا عن جد، فقد وجد سهولة في بيع ماشيته خلال الأسبوعين الماضيين حيث لم يتعد في عملية البيع سقف ال 30 ألف دج، مؤكدا في السياق ذاته أن الأسعار جد منخفضة لعدة أسباب منها وفرة الماشية التي لم يتم تهريبها الى ما وراء الحدود حيث بقيت داخل الوطن مما جعلها تتدفق على الأسواق. نفس الملاحظة وجدناها عند عامة المربين الذين فرحوا للمساكين وللعامل البسيط الذي إستطاع أن يشتري أضحيته مبكرا أي عدة أسابيع قبل حلول العيد. الغلاء إستثناء عند بعض التجار وفي اليوم الموالي أي ظهر يوم الجمعة الفارط إ نتقل مكتب جريدة الجمهورية الى بعض البلديات الريفية المعروفة بتجارة المال (هكذا تسمى عند الموالين) حيث قصدنا بلدية عقب الليل التي تتربع على مساحة فلاحية كبيرة 80٪ من المساحة الإجمالية، مما سهل على الموالين الرعي في الأماكن العامة للبلدية والأراضي المجاورة، وقد إستضافنا السيد م.محمد 64 سنة، في مزرعته الكائنة بمخرج المدينة هذا الموال يملك أكثر من 60 رأسا من الغنم، وهي أغنام ترعى وتأكل الكلأ أي أنها غير "مڤروسة" بواسطة الذرى، وعليه فإن لحمها ألذ وأشهى، وعليه فقد تراوح سعر النعجة عنده ما بين 18 الى 20 ألف دج، والحولي من 34 الى 40 ألف دج، وحسب محدثنا الذي تنطبع فيه خصال العربي الكريم فإنه يبيع ماشيته على مستوى المزرعة (الزريبة) أو عندما يكون يرعى فيها في وضح النهار، وغير بعيد عن هذه المزرعة إلتقينا بموال آخر من نفس البلدية وقد إجتمع حوله عشرات المواطنين الذين أخذوا يساومونه في ماشيته ويسألونه الرفق بأحوال جيوبهم، لكنه كان في كل مرة يبتسم ويقول »كل واحدة وثمنها والڤليل يشتري حسب دراهمه«. وبلغة الأرقام فقد وصل سعر الحولي عنده الى 38 ألف دج، والنعجة الى 19 ألف دج وهناك النعجة النحيفة التي وصل سعرها الى 15 ألف دج. وبحاسي الغلة بيع الحولي ب 40 ألف دج عند أحد المستثمرين الذي فضل شراء ماشيته جملة من عند موالي ولاية البيض وقد إحتفظ بها طيلة شهرين متتاليين، حيث كان يقوم بإطعامها (مڤروسة) بكل أنواع الذرى وبودرة الحليب، وبأن ماشيته غالية فقد فضل المواطنون العزوف عنه والذهاب الى المزارع المجاورة. وما تجدر الإشارة إليه فإن بوادر خير تلوح من بعيد فيما يخص أضحية العيد حيث تمكن مواطنو عين تموشنت وبعض الولايات المجاورة من إقتناء العيد مبكرا، ويرى ذوي الإختصاص أن أضحية العيد ستعرف أسعارها إنخفاضا خلال اليومين اللذين يسبقان يوم العيد، وعليه فإنّ من المشترين من ينتظر تلك الساعة ليشتري أضحيته.