تعتبر عين تموشنت ولاية فلاحية بامتياز نظرا لموقعها الإستراتيجي الذي يؤهلها لغراسة شتى أنواع المزروعات سواء كانت عبارة عن فواكه أو خضر موسمية بسبب شساعة أراضيها الفلاحية المتربعة على كامل تراب البلديات خاصة منها الساحلية حيث يمتد شريطها الساحلي على مسافة 80 كلم و من ضمن المغروسات التي تتوفر عليها جميع المناطق نذكر على وجه الخصوص الكروم والمحاصيل الكبرى التي تتربع على مساحة 110 ألف هكتار حاليا والأشجار المثمرة والخضر الموسمية وهي شعب فلاحية دأبت وزارة الفلاحة على دعمها عبر مختلف برامج الدعم التي سهلت على الفلاح عمله الميداني دون عراقيل خاصة منها الإدارية منها البرنامج الوطني للتنمية الفلاحية الذي دخل حيز التنفيذ مباشرة خلال الخماسي الأول ومن ثم بدأ الوجه الحسن لقطاع الفلاحة يظهر بولاية عين تموشنت التي أصبحت تفتك الريادة في إنتاجها لعدد لا يستهان منه من المغروسات بدءا بالمحاصيل الكبرى والعنب والبقوليات كالحمص وقد فاز فلاحوها عدة مرات بجائزة نادي الخمسين **110 ألف هكتار من الكروم والمحاصيل الكبرى وحسب السيد عمامرة وهو رئيس الغرفة الفلاحية لعين تموشنت الذي حدثنا بشغف عن عين تموشنت التي ارتبط اسمها سابقا وعبر العصور بالدالية وهي أشجار العنب (الكروم ) بنوعيها عنب التحويل وعنب الطاولة إلا أن النوع الأول هو الذي كان سائدا ورائدا ومتوفرا بكميات تحسب بحساب عدد براميل البترول المنتج بالجزائر في تلك الحقبة وفي هذا المضمار أكد رئيس الغرفة أن عين تموشنت كانت تتوفر سنة 1962 أي مباشرة بعد انتهاء فترة الاستعمار الفرنسي على مساحة تقدر ب 62 ألف هكتار حيث كانت هناك غابة من العنب حسب ما وصفه أحد التقنيين بمديرية المصالح الفلاحية لعين تموشنت وكان جميع سكان الولاية والولايات المجاورة لا يجدون صعوبة في شرائه وكان هناك من يتحصل عليه بالمجان ولكثرته يتم الاستنجاد باليد العاملة الموسمية من خارج الولاية لتلبية الطلب في قطفه سنويا و ما ساعد على ذلك الأمطار الغزيرة سنويا على المنطقة في تلك الحقبة من الزمن باعتبار أن الغابات أو المحاصيل الكثيفة تجلب طبيعيا الأمطار **الغرس تقلص من 62 ألف إلى 8 آلاف هكتار إلا أن المساحة تقلصت سنة 1987 إلى 35 ألف هكتار بعد أن امتنعت عدة دول عن استيراد العنب المحول عبر معاصر الولاية وشرائه منها فرنسا التي كانت تعد الشريك الأول والأساسي في استيراد هذه المادة من أسواق الجزائر التي كانت تعرف حركة تجارية تضاهي التبادلات التجارية العالمية بالإضافة إلى إسبانيا مما جعل المنتجين محتارين في الكميات الهائلة من العنب الفائضة التي بقيت في المعاصر ويفوق عددها آنذاك المئات دون تسويقها الأمر الذي جعل السلطات المركزية تفكر في حلول جذرية منها على وجه الخصوص التعجيل بقطفه وتعويضه بالمحاصيل الكبرى حيث كان القنطار الواحد من العنب آنذاك يباع بسعر منخفض بلغ 150 دج مقابل 950 دج للقنطار الواحد من القمح وهي المعادلة التي جعلت حسابات الفلاحين تتغير وتتحول أفكارهم من أراضي منتجة للكروم نحو أراضي منتجة للمحاصيل الكبرى لما لهذه الشعبة من مردود فلاحي ومادي في آن واحد وبصدور البرنامج الوطني للتنمية الفلاحية وبداية تطبيقه في الفترة الممتدة من سنة 2000 إلى 2005 أصبح الفلاح بعين تموشنت يتلقى دعما من قبل الدولة مقابل غرسه لعنب التحويل في حين يلغى التدعيم بالنسبة للفلاحين الراغبين في غرس عنب الطاولة ومن هنا بدأت تظهر إشكالية جديدة ما بين الفلاحين وأجهزة الدعم أساسها عنب التحويل وعنب الطاولة فتراجع غرس العنب بشكل مخيف وصل حسب رئيس الغرفة الفلاحية إلى 8 آلاف هكتار *عنب اسبانيا يصنع الحدث و مستثمرة شعبة اللحم نموذج وفي هذه الأثناء توجهت الأفكار والأنظار إلى عنب الطاولة المنتج بطرق وتقنيات أوروبية منها عنب إسبانيا الذي صنع الحدث بولاية عين تموشنت التي فتحت الأبواب على مصراعيها لتشجيع الاستثمار فظهر عنب ذو حجم كبير وناجح في عملية التسويق ومن ضمن المستثمرات التي عرفت نجاحا باهرا وكانت محل معاينة من قبل السلطات المحلية على رأسها الوالي مستثمرة شعبة اللحم بدائرة المالح المعروفة بغزارة المنتجات الفلاحية وفي زيارة للمستثمرة علمنا من عين المكان أنها تعد من ضمن المستثمرات الفلاحية الفردية النموذجية ذات الجودة العالمية العالية في إنتاج أربعة 4 أصناف عالمية من عنب الطاولة المتأخر والمتقدم بمعنى أن هناك أصنافا تنضج بعد موسم الصيف أي في فترة الخريف وبعد هذا الفصل وهناك أنواع تنضج قبل ذلك مثلا في فصل الربيع أو الشتاء وهو يتميز بحجمه الكبير جدا وقد زار الوالي في أول خرجة ميدانية له لدائرة المالح المستثمرة واستمع مليا للشروح التي قدمها له المستثمر بمعية مدير الفلاحة والتي كانت تصب في كيفية تعميم هذه الشعبة وتطويرها عبر طرق مختلفة للاستثمار مع العلم فإن المستثمر تحصل خلال السنوات الماضية على مساحة فلاحية تقدر ب 18 هكتارا يوجد منها حاليا 10 هكتارات قيد الاستغلال وتنتج أجود العنب الذي يحول مباشرة للتسويق ومن المنتظر أن تنتج هذه المستثمرة بعد استكمال العمل بها 250 قنطار في الهكتار ** دراسة معمقة ودقيقة بوسائل من الخارج وحسب صاحب المستثمرة فإن العمل بهذه الشعبة يرتكز على دراسة معمقة ودقيقة بوسائل تم جلبها من الخارج فحتى شتلات العنب تم استقدامها من بلد أوروبي ونفس الأمر بالنسبة للعتاد المستعمل في تركيب وتجهيز المستثمرة التي تظهر للعيان من أرقى المستثمرات الفلاحية على المستوى الوطني وهي تضاهي تلك الموجودة بالبلدان الأجنبية كإسبانيا مثلا مع تطبيق وسيلة السقي عن طريق التقطير و جميع الأصناف الموجودة حاليا بالسوق جلبها صاحب المستثمرة من الخارج ويتعلق الأمر بصنف يسمى (الرد قلوب ) وآخر يسمى( فكتوريا ) و(إيطاليا ) و(ميشال ) وتتميز هذه الأصناف بلونين أساسيين هما الأحمر والأبيض وهي أصناف يقول عنها القائمون على المستثمرة أنها نبيلة ذات جودة عالمية وحسب أحد التجار قدم من مدينة الأخضرية فإن هذا المنتوج يعد من أجود المواد الاستهلاكية ذات الطلب الواسع بالسوق خاصة في فترة الصيف والأشهر التي تليها حيث لديه خاصية وهي أنه يحفظ طويلا ويعد من المحاصيل المبكرة والمتأخرة حسب نوعية كل منها وهو يقوم بتوسيع هذه المادة عبر كامل التراب الوطني عن طريق وكلاء وتجار يتهافتون على هذا النوع من العنب **الضاتي وسبال والسانسو والمادلان تقليد عائلي وبولاية عين تموشنت أصبحت الأسواق الأسبوعية واليومية تعج بهذا النوع الذي أصبح مطلبا لعديد العائلات وهو يباع حاليا بأسعار تتراوح مابين 200 إلى 250 دج للكيلو الغرام الواحد وعليه فإن الإستراتيجية الجديدة لغرس العنب مع تحديد إن كان عنب الطاولة أو عنب التحويل أصبحت شرطا يقتضي به كل مستثمر يريد الولوج في عالم إنتاج الكروم حيث تتجه الأنظار حاليا لما هو أكثر مردودية من حيث الكسب المادي وعليه فإن الاتجاه أصبح منصبا حول عنب الطاولة ذي الجودة العالمية ونجد عدة حقول من هذا الطراز بعدد من البلديات مثل سيدي بن عدة في حين تحتفظ بلديات رائدة في إنتاج عنب الطاولة المحلي القديم كبلدية وادي برقش والمالح وحمام بوحجر وأولاد بوجمعة وأولاد الكيحل ومن ضمن الأنواع السائدة نجد الضاتي وسبال والسانسو والمادلان وبالرغم من تقلص مساحة العنب المزروعة بولاية عين تموشنت من أكثر من 60 ألف هكتار إلى حوالي 11 ألف هكتار فإن جل العائلات التموشنتية القاطنة عبر البلديات الريفية خاصة منها الساحلية تحتفظ بتقليد خاص بها يتمثل في غرس الدالية (العنب ) داخل منازلها وهناك من تقوم ببيع كمية معتبرة منه بسبب إنتاجه الوافر في فترة الصيف وما بعد الصيف كما تقوم الأمهات وربات البيوت بتجفيفه لتتحصل على مادة الزبيب ويقوم أبناؤها ببيعه عبر مختلف الأسواق الأسبوعية منها وحتى اليومية كما يتجه معظم المستثمرين خاصة الذين عاشوا فترة زمنية معتبرة بأراضي الغربة (إسبانيا )إلى النوع الجديد من غراسة العنب بعدما تحصلوا على تقنيات عصرية لهذه الفاكهة التي لم يقتصر بيعها في فصل الصيف بل عبر جميع فصول السنة بدليل تواجدها بالأسواق في الوقت الراهن لكن بأسعار نوعا ما مرتفعة.