اللفحة النارية تقضي على المنتوج وتوقع جني 40 ألف قنطار * برزت خلال هذه الصائفة مشكلة أخرى تتعلق بالمحصول الفلاحي الخاص بالعنب والذي إنخفض هذه السنة بنسبة 65 بالمائة حسب ما صرح به ممثل الفلاحين بالغرفة الفلاحية لولاية عين تموشنت . وتعود أسباب هذه النكسة حسب الإختصاصيين إلى اللفحة النارية التي ضربت كل المحاصيل الفلاحية الموسمية في بداية فصل الصيف وبالضبط محصول العنب الذي أتى عليه الميديوم (فحة نارية ) عن آخره، وقد شهد شهر جوان المنصرم هذه الظاهرة حيث يبدأ الضباب في الإنتشار مبكرا قبيل طلوع الشمس ومع بروز أولى الأشعة الشمسية تتحرق الورقة وتصاب الثمرة بالعطب أي الجفاف ثم يأخذ لونها في التغيير من اللون الأخضر إلى الأسود مباشرة. وهي ظاهرة لم تقتصر على البعض من مناطق ولاية عين تموشنت بل شملت كل البلديات المنتجة، ونخص بالذكر العامرية وضواحيها، وأولاد بوجمعة وتارڤة والحساسنة ووادي برقش وهي بلدية معروفة بعنبها ذو الجودة العالمية المسمى »ذاتي« ناهيك عن البلديات الأخرى المنتجة لعنب التحويل مثل عين الطلبة والمساعيد وسيدي بن عدة وعين الكيحل وحمام بوحجر . وتفيد آخر الأرقام من مديرية المصالح الفلاحية بأنه تم غرس هذه السنة 13.898 هكتار من الكروم منها 4319 هكتار من مساحة مخصصة لعنب الطاولة و8837 هكتار تم تخصيصها لعنب التحويل . واستطعنا أثناء تجوالنا ببلدية حمام بوحجر أن نقف على مستثمرة فلاحية للسيد (ن. محمد) الذي يملك هكتارين آخرين تم الإعتناء بها بتكاليفه الخاصة وحسب هذا المستثمر فإن تكاليف قص ومعالجة هكتار واحد من الكروم إلى غاية جنيه يكلف 7 ملايين سنتيم ، ومن جانب آخر هناك من الفلاحين من نفس البلدية من يملك حوالي 15 هكتارا مما يكلفه خسارة تقدر بأكثر من 100 مليون سنتيم، وهو ما وقع فعلا حيث خسر كل فلاح هذا المبلغ وهو متأكد أنه لا يسترجعه بسبب رداءة المنتوج. وإذا كان منتوج السنة الفارطة قد قدر ب 100 ألف قنطار فإن هذه السنة يتوقع العارفون بقضايا الفلاحة، أن الإنتاج لا يتعدى ال 40 ألف قنطار كما يتوقع أصحاب المعاصر دخول 150 بالمائة من المحصول مقارنة بالسنة الفارطة حيث تم ادخال 6 بالمائة من المحصول. وبدائرة المالح خاصة شعبة اللحم، اشتكى الفلاحون من تدهور عنب الطاولة خاصة النوعية الجيدة مثل »الكاردينال« و»الذاتي« و»المادلان« و»الشانسو« و»الصابال« حيث لم يجنوا سوى القليل منه، وقد بيعت هذه الأنواع بأسوام جد غالية إذ بلغ سعر الكاردينال (نوع جيد من العنب) إلى 15 دج للكلغ الواحد، وهو سعر جد مرتفع نظرا لحلول شهر رمضان الكريم. مشكل رداءة العنب خاصة عنب الطاولة أصبح حديث التجار الذين أعدوا العدة لإقتنائه من ولايات مجاورة مثل مستغانم والبليدة وحسب أحد الوكلاء بسوق المدينة، فإن هاتين الولايتين ستمولان عين تموشنت خلال شهري أوت وسبتمبر القادم بإعتبار أن عنب عين تموشنت سيعرف النفاذ بسرعة شديدة عكس السنوات الأخرى. ويفضل جل الفلاحين الذين إلتقيناهم بغرفة الفلاحة لعين تموشنت قلع ونزع الكروم وإستبدالها بالأشجار المثمرة لكن مثل هذا الإجراء لا يتم عشوائيا بل هناك إجراءات وتدابير قانونية يجب إتباعها، حيث يفضل المهندس الفلاحي تقليم »الدالية« وإستبدال نوع بنوع آخر دون المساس بسلامتها، بإعتبار أن مساحات شاسعة تمولها الدولة بمبالغ طائلة، وعليه لا يعقل أن يتم نزع الدالية بصورة مباشرة أوغير مباشرة. كما حدثتا مهندس آخر عن إمكانية معالجة ظاهرة اللفحة النارية وذلك بإستعمال الموبيدات خلال الشتاء، وهو ما سيعمل عليه المهندسون خلال هذا الموسم حيث سيقومون بتحسيس الفلاحين بأهمية معالجة »الدالية« قبل أن تبزر الأوراق ومن تم الثمرة.