توصّل تيلمتين عمّار الأستاذ الباحث بقسم الإلكتروتكنيك بكلية الهندسة في جامعة الجيلالي اليابس بسيدي بلعباس إلى ابتكار 3 أجهزة علمية هامة يمكن استخدامها في أغراض شتّى، آخرها الإبتكار الذي عرضه مؤخرا بجامعة ورڤلة، أثناء افتتاح السنة الجامعية (2010-2011) من طرف السيد رئيس الجمهورية. ويتعلق الأمر بجهاز معالجة الماء بواسطة الأوزون بدل مادة الكلور التي لا زالت تستعمل على نطاق واسع، إذ يعمل على القضاء على الجراثيم والبكتيريا باعتبار أن الأوزون مادّة مطهّرة لا تخلّف وراءها ترسّبات ضارّة فضلا على أنها تتلاشى وتنمحي بمجرد ما تنتهي من آداء وظيفتها ولا تترك أي أثر. السيد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي أشرف على افتتاح الموسم الجامعي بورڤلة زار رفقة عبد المالك سلال وزير الري والموارد المائية معرض الإبتكارات المقام بهذه المناسبة والذي اقتصر هذه المرة على 5 أجنحة ضمّت إنجازات علمية مبتكرة: 3 منها تتبع لمراكز بحث متخصصة متواجدة بالجزائر العاصمة ورابع لمخبر بحث جامعي من الشلف. وخامس من جامعة الجيلالي اليابس كما سبق ذكره، وشدّ إنتباهه جهاز معالجة الماء بواسطة الأوزون حيث راح يستفسر مبتكره تيلمتين ومعه رمضاني يوسف مدير المخبر عن كيفية استخدامه وعن حجم الماء الممكن معالجته مهنّئا ومشجّعا إياهم على هذا الإبتكار الهام. هذا وأوضح تيلمتين ل »الجمهورية« قائلا: إننا أخضعنا هذا الجهاز الجديد إلى تجارب كانت مقنعة جدّا وننوي استعماله في تطهير مياه واد مكرّة لأجل استغلالها في السقي الفلاحي وأيضا في تنقية المسابح وحتى الآبار والبرك المائية المحيطة بالمدينة. وأضاف من قبل كنا قد توصّلنا إلى تجسيد ابتكارين إثنين: الأول عبارة عن جهاز موجّه للفصل والفرز بين مادتين مختلطتين (بين الحديد والبلاستيك) و(بين البلاستيك والبلاستيك) وأيضا (بين الحديد والحديد). وتطبيقاته موجّهة بالأساس إلى معالجة النفايات الدقيقة للمواد السالف ذكرها وكذا في الصناعة المنجمية. أما الجهاز الثاني فيختص في تصفية وتنقية الهواء الملوّث بحيث يزيل ويقضي على سائر المواد المتسببة في التلوث كالغبار والدخان... وما إلى ذلك بنسبة عالية جدّا ومن هنا تتجلى أهمية استخدامه في مصانع الإسمنت والمحاجر وورشات التلحيم وفي كثير من المواقع الصناعية بغرض حماية البيئة والحفاظ عليها. ملاحظا في هذا السياق بأن الإبتكارات الثلاثة تعتمتد بالأساس على التوتّر العالي بقوّة كهربائية انطلاقا من 10 آلاف فولت ف: 20 ألف فولت و30 ألف فولت. أما رمضاني يوسف مدير مخبر البحث ERECOM (تفاعل الشبكة الكهربائية والمحولات والآليات)، الذي ينشط فيه شلة من أساتذة قسم الإلكتروتكنيك ومعهم تيلمتين الذي يتكفل بالجانب التقني منذ سنة 2000 تاريخ اعتماده من قبل الوزارة الوصية يؤكد من جهته أن مخبره أودع على مستوى المديرية العامة للبحث العلمي بالعاصمة ملفين يتعلقان بابتكارين إثنين من أصل الثلاثة لإدراجهما ضمن البرنامج الوطني للبحث العلمي يخصّان جهاز معالجة المياه بواسطة الأوزون.. وجهاز الفصل بين مادتين مختلطتين من النفايات، مذكّرا في هذا الصدد بتسجيل مشاركته في عديد التظاهرات العلمية الوطنية منها تلك التي احتضنها فندق الأوراسي بالعاصمة وجامعة سطيف ومقر المديرية العامة للبحث العلمي بحضور جمع من المتعاملين الإقتصاديين والصناعيين والمسيرين، ومشيرا في ذات السياق إلى النشر الواسع لهذه الإبتكارات على صفحات مجلات علمية ذائعة الصيت عالميا في الولاياتالمتحدةالأمريكية وفي كندا وغيرهما. وأنهى حديثه معنا بالتعبير عن تفاؤله بمستقبل واعد لمثل هذه الإبتكارات نظرا للإهتمام البالغ الذي أضحت المدرية العامة للبحث العلمي المنشأة حديثا تعطيه لمجال البحث والإبتكار وذلك من خلال التحفيرات والوسائل التي ستضعها بين أيدي الباحثين الجزائريين.