"زيدان"، "نجمة"، "الزاوش"، "شيطانة"، "البوق" و"البركان"... هي ليست أسماء نجوم كرة قدم، متعامل من متعاملي الهاتف النقال ، أو آلة موسيقية معروفة ولا حتى مخلوق من مخلوقات الله عزّ وجل ، بل هي أسماء لمفرقعات وألعاب نارية وجدناها في سوق المدينة الجديدة الشعبي بوهران ، كان الإقبال عليها كبيرا من قبل المواطنين ، ولاسيما الأولياء منهم، حيث وبالرغم من حملات التحسيس الإعلامية وحتى الدّينية عبر مختلف مساجد الولاية والوطن، لمخاطر هذه المفرقعات والألعاب النارية، إلا أن ذلك لم يمنع المشترين من اقتناء هذه المعروضات لأبنائهم وبناتهم. وبالمناسبة فقد مكّنتنا الزيارة التي قمنا بها صباح أمس بمختلف أسواق مدينة وهران ولاسيما بالمدينة الجديدة ، من معرفة واقع هذه التجارة المربحة، مصدرها، أنواعها ومن يسوّقها ولماذا لم تختف نهائيا من الأسواق بالرغم من حملات وجهود الأسلاك الأمنية ولاسيما الجمارك منهم، لحجز وضبط هذه السلع المهددة للصحة العمومية والمواطنين في بلادنا ، حيث ونحن نتجول في أزقة السوق ، لاحظنا وجود العديد من الشباب وهم يعرضون طاولاتهم المليئة بمختلف صنوف المفرقعات ، الشموع ، الألعاب النارية وحتى الدربوكات، وقد اقتربنا من أحدهم وسألنها عن أثمانها، فرد علينا تريدون "زيدان" أم "البركان"؟ ... لكن ننصحكم بشراء "البوق" لأنه جديد و فعال، لاحظنا ونحن نتأمل في طاولة هذا الشاب الذي كان سنه في حدود ال32 عاما، ويرتدي بدلة رياضية رمادية اللون، أنها كانت مليئة بالمفرقعات ولاسيما الشموع منها، حيث وجدنا الصغيرة الحجم، المتوسطة وحتى الطويلة والكبيرة، وأما الشموع ذات الحجم الصغير ومحلية الصنع فكانت تتراوح ما بين 30 إلى 50 دج، وأما ذات النوعية الجيدة والمستوردة من الصين، فوجدنها ما بين 100 إلى غاية 250 دج للواحدة، وأما المفرقعات فقد تنوعت بين "زيدان" حيث وجدناها تباع عند هذا الشاب ب150 دج للعلبة و30 دج للمفرقعة الواحدة ، أما "نجمة" فقد حدد البائع سعرها ب100 دج بعدما كانت في السنة الماضية ب50 دج، وأما "الزاوش" فقد بلغ ثمنها مثلما كشفنه لنا هذا الشاب، 40 دج بعدما كانت في حدود ال20 دج في العام المنصرم، وأما الألعاب النارية التي كانت ذات أشكال وأحجام متنوعة، فقد علمنا أنها باتت تشهد إقبالا كبيرا من قبل الشباب، لاسيما في الأعراس والمناسبات الدينية على غرار المولد النبوي الشريف الذي هو على الأبواب، حيث ارتفع ثمن "البوق" إلى 500 دج بعدما كان في 2014 ب100 دج فقط، أما الألعاب النارية الأخرى العادية التي اعتاد الزبائن على شرائها فوجدناها تتراوح ما بين 100، 150 وحتى 200 دج للقطعة الواحدة، أما "البركان" والذي تنبعث منه مجموعة من الألوان المضيئة فقد وجدناها ب200 دج للعلبة الواحدة، فضلا عن الدربوكات التي اختلفت حسب النوعية والحجم وحتى المصدر، فقد شهدت هي الأخرى ارتفاعا محسوسا في ثمنها بخلاف الأعوام الماضية، وهذا ربما لزيادة الطلب عليها وثانيا استيراد دربوكات من دول مجاورة على غرار تونس التي دخلت هي الأخرى على الخط وباتت تنافس منتوجاتنا المحلية، حيث وجدنا الدربوكة المصنوعة في بلادنا تتراوح ما بين 80، 100 وحتى 200 دج، أما التونسية فوجدناها تتراوح ما بين 150 إلى 250 دج. أعوان الجمارك بالمرصاد للعلم وحسبما أكده لنا هؤلاء الباعة الذين وجدناهم يسوّقون هذه السلع المحظورة، في مختلف أسواق المدينة، فإن العرض لم يعد كبيرا مثلما كان عليه في السنوات الماضية، وهذا بسبب جهود رجال الجمارك الذين كثفوا من حملات حجز هذه المواد غير القانونية، حيث تناقص بشكل محسوس عدد تجار الجملة الذين كانوا يجنون أموالا طائلة من هذه التجارة المربحة، ولكن بالرغم من ذلك لا يزال البعض منهم وبطرقه الخاصة يستورد هذه المفرقعات والألعاب النارية من دول آسيا ولاسيما الصين بأسعار رخيصة ويبيعها بأثمان مضاعفة وغالية، ليبقى المواطن والمستهلك الجزائري هو الخاسر في النهاية، حيث كثيرا ما تسببت هذه السلع المحظورة قانونا في وقوع عدة حوادث خطيرة وصلت إلى حد بتر أصابع الأيادي، العمى والجروح الخطيرة والبليغة، بالرغم من حملات التحسيس الكبيرة التي لا تزال تقوم بها العديد من وسائل الإعلام، الجمعيات وحتى أئمة المساجد الذين وفي كل مرة يؤكدون أن الاحتفال بالمولد النبوي لا يجب أن يكون باستخدام هذه الألعاب النارية والمفرقعات الخطيرة... فمتى يا ترى يتم القضاء على هذه التجارة بشكل نهائي، تفاديا لحدوث هذه الحوادث الخطيرة والمأساوية في مجتمعنا ؟ المختصون يحذرون ومما لا شك فيه فإن تفجير المفرقعات يسبب الكثير من الأذى لجهاز السمع لدى الإنسان حسب ما أشار مختصون في المجال، حيث أنه خلال تفجير الألعاب النارية يمكن أن يبلغ مستوى ذروة الضجيج قوة ما بين 130 إلى 160 "ديسيبل" وهو ما يتجاوز عتبة الألم المحددة ب 120 "ديسيبل"، و يتم الإحساس بالردود السلبية بنفس الطريقة في شعاع ب 10 متر، و لتوضيح الخطورة التي قد تسببها الألعاب النارية على سمع الطفل يشير إلى أن تفجير الألعاب النارية يشكل أحد الأضرار السمعية التي تهدد صحة الأجيال الصاعدة التي يجب حمايتها باعتبارها مستقبل المجتمع، وعلى الرغم من أنه تم اتخاذ جميع الإجراءات لمنع بيع هذه المنتجات النارية التي غالبا ما تخترق حدود البلاد ، إلا أن الاحتفال بذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، يجب أن لا يكون باستعمال هذه الألعاب الخطيرة والتي تحدث ضجيجا كبيرا، حيث وكباقي السنوات الماضية ، فإن مختلف المراكز الصحية بالولاية وخارجها ستستقبل حالات عديدة للحروق نتيجة إشعال فتيل المفرقعات والألعاب النارية، لذا يجب على الأولياء أن يساهموا في إنجاح حملة محاربة استعمال هذه الألعاب النارية التي فضلا عن كونها تسبب الإزعاج للمسنين وتهيج الرضع تظل تمثل مشكلا حقيقيا للصحة العمومية.