كان لخبر وفاة المجاهد والمناضل من أجل القضية الوطنية إبان الاحتلال الفرنسي الراحل آيت أحمد الحسين ، كبير الوقع على نفوس كل الجزائريين والجزائريات ، وكل الوطنيين والأحرار في العالم لما وسم به هذا الرجل الفذ مساره الثوري والنضالي من وقفات مشرفة تستحق كل التقدير والاحترام . وأبرزت الطبقة السياسية بالجزائر ، خصال آيت أحمد ودوره الريادي في تحرير الجزائر من مخالب الاستدمار ، حيث حيت فيه جبهة التحرير الوطني الرجل ذي القيم الراسخة والمنافح الشرس لقضايا التحرر والمدافع المستمت عن حقوق الانسان في العالم ... أما الجبهة الوطنية الجزائرية ، وصفته بالرجل الذي وقف مبكرا ضد الاستعمار ومن الذين وهبوا حياتهم خدمة للحركة الوطنية ، أما حركة مجتمع السلم ، فأشادت بآيت أحمد المجاهد والرمز من أجل استرجاع السيادة الوطنية من خلال عمله وتخطيطه لإنجاح ثورة التحرير المجيدة (...) أما حزب العمال فوصف الفقيد بأحد الرجال العظماء الذين حضروا وفجروا الثورة ، حيث واصل معركته من أجل احقاق وتكريس الديمقراطية ودولة القانون ، وبدوره حزب التجمع الوطني الديمقراطي حيا فيه الرمز والقدوة للأجيال في حبه و إخلاصه لوطنه الجزائر ، وفي سياق متصل أشادت المنظمة الوطنية لابناء الشهداء في برقية تعاز لعائلة الفقيد بالمسار الذي رصعه المجاهد آيت أحمد لاسيما نذره لشبابه من أجل تفجير الثورة وكسر شوكة الإستبداد الاستعماري كما تلقى حزب تاج بحزن وأسى كبيرين خبر الوفاة ، مؤكدا تنازل الرجل عن مباهج الحياة وهو في ريعان الشباب بهدف التضحية في سبيل الأمة الجزائرية. أما الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين فأكد في برقية التعازي على ضرورة أن يتحلى الشباب بالرجل القدوة والاستلهام من ثقافته وخبرته السياسية ، الى جانب فكره الثوري المستتير ، كما عبّر الرئيس السابق ليامين زروال عن فقدان الجزائر لرمز من رموز الحركة الوطنية من أجل الاستقلال لاسيما خلال توليه قيادة المنظمة السرية المسلحة التي كان لها شرف تفجير الثورة كما اعتبر حزب الفجر الجديد ، أن آيت أحمد يظل رمزا من رموز الجزائر وثورتها المجيدة ، كما أن حزب عهد 54 اعتبره "الأب المؤسس" للأمة الجزائرية مشيدا بحياته التي كانت كلها نضال في سبيل العدالة والحرية. ومن جهته ، أعرب الاتحاد العام للعمال الجزائريين على لسان أمينه العام سيدي السعيد أن حسين آيت أحمد ، وجه من الوجوه التاريخية للجزائر ، حيث اتسم بثبات أفكاره ومبادئه (...). وبدوره أكد الوزير الأول عبد المالك سلال ، في برقية تعزية ، أن المرحوم مناضل وزعيم وطني ، ووصفه بفقيد الجزائر ، معبرا في ذات البرقية عن عظيم مواساته وخالص عزائه للعائلة ، أما مدير ديوان رئاسة الجمهورية أحمد أويحيى فأعلن أن الرجل ستنظم له جنازة تكون في مستوى قيمته (...) رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح أكد أن آيت أحمد رائد من رواد الجزائر التاريخيين وشخصية وطنية كبيرة وأشاد من جهته رئيس الغرفة السفلى للبرلمان محمد العربي ولد خليفة برصيد الراحل الفكري والوطني. وبدوره عدد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي مناقب الراحل آيت أحمد ودوره الحاسم في قضايا التحرر في العالم ، منذ أن كان سفير وممثلا لجبهة التحرير الوطني ، بالأمم المتحدة بنيويورك كما حيا مجلس الجامعة العربية في وقفة اجلال ، المآثر المجيدة للفقيد من أجل تحرير الجزائر. الصحافة الوطنية من جهتها كانت كل عناوين صفحاتها الأولى بارزة بخبر وفاة الزعيم آيت أحمد ، حيث أشادت بمساره ووقوفه منذ ريعان شبابه ضد المستعمر الغاشم وجرأته في قول الحق والصدح به. أما الصحافة الفرنسية ، فوصفته بالزعيم التاريخي للجزائر ، مذكرة بماضيه الثوري والنضالي على غرار "لوموند" ، و"ليمانتي".