أجمع العديد من المتتبعين للمجال السياحي بتلمسان على أن النّفس الطويل لهذا القطاع مرهون بالرفع من مستوى السياحة و النزهة الحموية بالمحطات المعدنية الثلاثة المعروفة والمتعلقة بحمام بوغرارة و الشيقر و سيدي العبدلي التي لم ترق بعد إلى الشهرة الحقيقية وطنيا لما لها من نقائص كثيرة جعلتها مهملة في نظر محبي هذا النوع من السياحة. والذين امتعضوا من الصورة التي شابت جزءا هاما من أجنحة الاستحمام و الانتظار وغيرها من اللواحق التي يلجأ إليها الزائر و يجدها تقريبا منعدمة في خدماتها المتدهورة مما جعل العزوف عنها يلحق بهذه المرافق رغم نجاعة العلاج بمياهها المدعومة بالمواد الكبريتية الطبيعية التي لم تعط لها الأهمية القصوى للإقبال عليها بسبب تأخر عملية الترميم و التأهيل الكلي مع أن هناك نداءات كثيفة رفعت في شأن حماية وصيانة الموروث السياحي الحموي الذي يضيع أمام أعين المسؤولين بالولاية و استغرقت مدة النهوض بها فترة طويلة لحين تبدّد صيت الحمامات فتراجعت سياحتها بدون منازع كون إطلاق إعادة التأهيل يزحف بطريق متأرجح استاء منه السواح. هذا الإشكال الذي يراود المحطات المعدنية من حيث تباطؤ عملية الترميم أثار حفيظة المجتمع المدني و أعيان مدينة مغنية باعتبار التسيب مسّ أهم مورد بالحدود الغربية يمكن الاتكال عليه في ازدهار السياحة الحموية بهذه المواقع العتيقة خاصة حمام الشيقر "الأثر الروماني " الذي يئن بعيدا عن مسؤولية بلدية حمام بوغرارة لأنه غير مدرج ضمن التأهيل و لم يخصص له إطلاقا أي قيمة مادية تحسّن من صورته القديمة الباقية كما هي منذ عقود خلت و التي يرفضها المجتمع المدني جملة و تفصيلا و حسب ممثليهم أن حمام "الشيقر " بحلته الرثة المتمثلة في بناياته القديمة أخل بالسياحة عوض حماية التراث الحموي الممزوج بمعالم رومانية محضة لا يريدون طمسها من مغنية خاصة و أنها وجهة حدودية مع البلد المجاور و معبر ساحلي في نفس الوقت و عليه يمكن جعل ذات المحطة معروفة وطنيا و مغاربيا مثل سيدي حرازم و سيدي يعقوب بالمغرب الأقصى التي تعطي لهما بعد التفسح بشكل مثير للغاية و لهذا على حدّ إشارتهم إقحام الحمام تحت غطاء التسيير الصحيح الذي يصون حرمة المعلم فمياهه دواء وزيارته تجلب البركة والشفاء، ذاع صيته حين أفتتح للوهلة الأولى في سبعينيات القرن الماضي ** طوابير بالشيقر لملء الدلاء أما اليوم فيشهد تسيب حجمه زاد من طينة التخريب الذي طاله في العشرية السوداء لغاية عام 2005 حيث رممّ بصفة ضيقة و مع هذا استعاد عافيته المفقودة طيلة سنين جلب زوار كثيرون فاق عددهم 70 ألف معالج في السنة و ما يصل إلى 400 زائر خلال اليوم و يتضاعف في فصل الشتاء بالنسبة للمصابين بأمراض الكلى الذين يتضررون من برودة الطقس فيهم النساء و الرجال و شرائح أخرى صغرى تخضع للاستشفاء بالمياه و فيهم ألاف الأشخاص امتثلوا للشفاء التام و تغاضوا عن العمليات الجراحية والتصفية بفضل مثابرتهم على شرب الماء و الاغتسال به لتنقية البشرة من الإصابات الجلدية لذا يرى الزائر لمغنية تلك الطوابير للأشخاص يقصدون حمام شيقر لملء الدلاء على أشكالها و أحجامها . و قال عنه السيد أعمر فوزي "مير بوغرارة "أنهم ينتظرون من الوزارة الوصية دعمهم للتكفل الجيد بالمحطة المعدنية للشيقر خصوصا و أن المرحلة الدراسية التي وضعتها مديرية السياحة خلصت و خرجت بمبلغ 28 مليار سنتم لكن لم تنطلق عملية الترميم بعد و ميزانية البلدية ليست مستعدة وحدها للبدء مع أنهم قاموا بتهيئة "البنقالو" و حمام الرجال و لكن لا يستطيعون توسيعها لجهات أخرى . **تهيئة مطعم و مقهى ببوغرارة أما بالنسبة لحمام بوغرارة الكائن بإقليم دائرة مغنية انتهت به دراسة الاستحداث و الترميم التي أمرت بها وزارة السياحة والصناعات التقليدية و أشرف عليها مكتب دراسات إسباني الذي وضع بطاقة تقنية لتوسعة و تطوير كل ما يتبع المحطة و استهلكت إزاء هذه العملية المهمة ما مقداره 60 مليون دج لتأهيل 16 مبنى به 64 سريرا على مستوى الحمام و تجديد و تهيئة "الفندق المتكون من 30غرفة بمعدل 60 سريرا" زيادة على مجمع البنقالو" الذي يضم أيضا و بالموازاة 56 سريرا و كذا تهيئة مطعم ذو طاقة 200 مكان و مقهى تسع ل ل65 مقعدا و بجنب الهياكل المذكورة التي سيعنيها التأهيل الموسع يوجد كذلك الحمامات "دوش" الجماعية والفردية كما سيخصص غلاف مالي للعتاد المعدني للحمام برمته والوسائل الخاصة بالإقامة و المطبخ بلوازمه الآلية و زواياه حسب مصدرنا المسؤول بمؤسسة التسيير السياحي الذي أكد لنا أن المحطة المعدنية لحمام بوغرارة ستتغير و تزدهر خدماتها الحموية بمشروع العصرنة الذي سيشمل كافة الجوانب الحساسة داخليا وخارجيا المتمثلة فيما أشرنا له أعلاه لأن المرفق قديم و يعود لعام 1974 ويستحق الترميم بعدما توفر فيه المال لإنعاشه و رد الاعتبار لسياحته التي لا تزال قائمة قبالة العدد الهائل من القاصدين للحمام والبالغين 438ألف زائر في العام ممن يستحمون و 584ألف الذين يعالجون بالمياه المعدنية التي تفوق حرارته 43 درجة يعني يصل رقم كلاهما في اليوم ما بين 1200 إلى 200 مواطن يتبرك بالمياه و يتداوى بها في نفس الوقت وسيتصاعد العدد في المستقبل القريب بعدما تستكمل الترميمات التي تبدأ شهر جانفي الحالي لتحديث أجنحته وفقا للدراسة العصرية المكلفة 750 مليون دج حيث سترقى السياحة بخدماتها المطلوبة تقريبا بخارج الوطن بعدة مرافق مستثمرون خواص من العاصمة يرغبون في الاستثمار بسيدي العبدلي **نفس الشيء لمحطة سيدي العبدلي التي يبقى تسييرها محصورا عند البلديات . و ما إستقيناه من ملف سياحي حديث الإنجاز اطلع عليه وزير السياحة و الصناعات التقليدية فقد تبين أن هناك دراسة تقنية تخص التهيئة في إطار موجه "لحمام الشيقر "و قيل أنها في مرحلتها الثالثة و التي بدأت بتاريخ 20_7_2014 و منح لها مبلغ 3 ملايين دج غير أن الواقع يعكس تماما هذه النهضة المتجددة للمحطة حسب ما لاحظناه وأردنا من خلالها الاستفسار عن صحة واقع يجهله الزائرون لهذا الأخير أمام ما ينقصه من ترميم تحفظ رونقه القديم كما وجدنا بالملف السياحي الذي تسلمنا نسخة من مؤسسة التسيير السياحي فإنه يؤكد أيضا أن حمام سيدي العبدلي خصص له مبلغ 2 ملايين دج بتاريخ 25_8_2013 و أنها انتهت عام 2014 من شهر جوان لكن علم من المجلس الشعبي لسيدي العبدلي أن هناك مستثمرين خواص قدموا من الجزائر العاصمة لإحياء المحطة بطريقتهم الاستثمارية غير أن لا جديد يذكر و تجمد دوره السياحي و لم تتصل أي هيئة مسؤولة في القطاع . وولاية تلمسان بها ثمانية حمامات معدنية يستغل منها لحد الآن هذه المحطات الثلاثة التي ذاعت شهرتها أما الخمسة المنتشرة بالربوع فيجدها المهتم بالسياحة الحموية المحلية من مرضى الروماتيزم و الجلد كمنبع سيدي بلخير بمغنية الذي يقدر تدفق مياهه إلى 120 لتر في الثانية و درجة حرارته تقف على 36 درجة ومنبع تاجميت بأوزيدان التي يتداوى بها المصابون بالجهاز البولي زد لهم منبع عين الحمام بمدينة سبدو مياهه تنهمر بنسبة 205 لتر في الثانية و غنية بالبيكاربونات الصوديوم و المغنيزيوم الصالحة للجلد و تتوفر بالولاية منابع طبيعية معدنية كعين سيدي رحو ببلدية الحنايا وسيدي بركاني بأولاد ميمون .