استفادت المحطة المعدنية لحمام بوغرارة بدائرة مغنية بولاية تلمسان من مبلغ مالي قدره 750 مليون دج للقيام بأشغال التهيئة وعصرنة مختلف التجهيزات الطبية والعلاجية بهذه المحطة في إطار ترقية السياحة الحموية، حسب مدير القطاع للولاية. وستسمح هذه العملية التي تندرج ضمن برنامج وطني يرمي إلى النهوض بهذا النوع من النشاط السياحي بتوسيع طاقة استقبال هذه المحطة التابعة لمؤسسة التسيير السياحي لتلمسان وتحسين خدماتها السياحية والعلاجية كما أوضح السيد تيجاني لحسن. يذكر أن المحطة المعدنية لحمام بوغرارة تتوفر إجمالا على 180 سريرا تتوزع على 30 غرفة و14 بنغالو و16 شقة فضلا عن مطعم يقدم 200 وجبة يوميا ومقهى وفضاءات للتسلية والراحة. وبالنسبة للمنشآت الطبية فإن المحطة تضم عيادة وفضاءات صحية للتدليك والعلاج المعدني بطاقة 160 حصة علاجية في اليوم كما بامكان حماماتها استقبال 1200 شخص يوميا. وتنساب المياه المستعملة في العلاج من ثلاثة منابع أساسية ذات حرارة تصل الى 45 درجة وبتدفق 5ر6 لتر في الثانية .كما تعد هذه المياه غنية بالمواد المعدنية التي تفيد لعلاج العديد من الأمراض المتصلة بالمفاصل والبشرة. وإلى جانب هذا الحمام المعدني فإن ولاية تلمسان تزخر بعدة منابع حموية ذات قيمة صحية هامة الشيء الذي جعلها تعرف على مدار السنة اقبالا كبيرا من طرف الزوار الذين جربوا نجاعتها العلاجية. غير أن أغلبية هذه المنابع التي تختلف في مستواها التدفقي ودرجات حرارتها ومكوناتها الكيميائية مستغلة بطريقة تقليدية محضة كما لاحظ مدير السياحة لذي أوضح أن ثلاثة منها فقط مستغلة من طرف القطاع ويتعلق الأمر بحمام بوغرارة وحمام الشيقر وسيدي العبدلي. ولا تزال باقي المنابع الحموية الأخرى "في وضعها الطبيعي" رغم أنها أثبثت منافعها على الصحة .وفي مقدمة هذه المنابع يوجد ينبوع سيدي بلخير بناحية مغنية وينبوع عين الحمام على بعد 6 كلم عن مدينة سبدو حيث يتميز ماؤه بالتدفق الكبير وبحرارة تقدر ب 25 درجة وغني بالبكاربونات والمغنزيوم ويفيد في علاج بعض الأمراض الجلدية. ويضاف إلى هذا الموقع ينبوع سيدي رحو الواقع غرب مدينة الحناية ومنبع سيدي بركاني بأولاد ميمون اللذان يمتازان بحرارة تتراوح ما بين 25 و30 درجة مئوية وكذا "تحماميت " قرب ناحية أوزيدان (دائرة شتوان) الذي كان في السابق مستغلا بطريقة تقليدية من طرف السكان حيث كانوا يقصدونه للنزهة وطلب العلاج لما تتوفر عليه مياهها من فوائد علاجية .ويشهد هذا الموقع انخفاضا في منسوب المياه الشيء الذيجعل الزوار يهجرونه. و"مهما يكن فإن هذه المنابع بحاجة إلى المزيد من الأبحاث والاهتمام من أجل استغلالها في الاستثمار السياحي والعلاج" كما يقول ذات المسؤول الذي أكد أن البرنامج الوطني للنهوض بالسياحة الحموية سيولي عناية خاصة بهذه المواقع العلاجية والصحية.