بعد مرور أكثر من شهر من الدخول الجامعي الرسمي وإلتحاق الطلبة الداخليين بإقاماتهم ومع التغييرات الجديدة التي عرفها قطاع الخدمات الجامعية هذا الموسم مع استلام هياكل جديدة وحركة التحويلات الواسعة التي لجأت إليها الإدارة لتخفيف الضغط على الإقامات القديمة وبالمقابل تقريب الطلبة من معاهدهم ومن تم التخفيف من حدّة مشكل النقل الذي لطالما إحتج عليه الطلبة الداخليين زيادة على جملة مشاكل أخرى تأتي في مقدمتها خدمات الإسكان في ظروف جيّدة والإطعام وخدمات الترفيه والنوادي وقاعات الأنترنيت والمطالعة واستمرت رغم ذلك حملة احتجاجات الطلبة المنضوية تحت لواء بعض التنظيمات الطلابية ولا سيما مع بداية الدخول وتعرفهم على ظروف الإقامة خلال هذا الموسم وهو ما إتضح بقوة من خلال الإحتجاجات والاعتصامات التي كانت تنظم في كل مرة وخاصة من طرف الطلبة المقيمين بالإقامات الجامعية الجديدة التي فتحت هذا الموسم إحتجاجا على بعض النقائص والخدمات غير الموفرة. وإن كانت مثل هذه المطالب لا تزال تشكل محور اللقاءات الدائمة التي تعقدها هذه التنظيمات الطلابية مع مدراء الإقامات من جهة ومدراء الخدمات الجامعية في كل مرة إلا أن الملاحظ أيضا أن حدّة مثل هذه الإحتجاجات تقلصت مؤخرا مع التمكن من حل العديد من هذه المشاكل غير أن نقائص أخرى لا يزال يطالب بها الطلبة بإقاماتهم ويعترف بوجودها مسؤولي القطاع د ون أن تغضّ النظر بدليل ما وقعت عليه من خلال إجرائهن لهذا التحقيق عن الكثير من التحسينات التي شهدتها الخدمات الجامعية خلال هذا الموسم أولها القضاء على مشكل الإكتظاظ الذي كان ومنذ سنوات وسمة عار عليه ما سمح بالتوجه نحو تحسين الخدمات وإعتماد بعض الإجراءات الجديدة التي عرفت التطبيق لأول مرة وهذا مع الإشارة إلى أن هذا الدخول عرف هو الآخر إلتحاق عدد كبير من الطلبة الجامعيين الداخليين الجدد. أسرّة كافية إذ أن أكثر من 16963طالب وطالبة مقيمين بمختلف الإقامات الجامعية بوهران والبالغ عددها 14 إقامة وهذا بعد استلام ثلاث إقامات جديدة خلال هذا الدخول وغلق إقامتين بحي إيسطو وهذا لترميمها واستلامها مع الدخول المقبل. هؤلاء الطلبة موزعون على الإقامات حسب التخصص الجامعي الذي يدرسونه وهذا لتقريبهم من المعاهد والكليات التي يدرسون بها مع العلم أن الإقامات أيضا تخضع لتوزيع إختصاص إقليمي بين مديريتين للخدمات الجامعية وهي مديرية الخدمات الجامعية وهران شرق وتضم الإقامة الجامعية حي البدر، الإقامة الجامعية للبنات C6 زدور ابراهيم ،الإقامة الجامعية للذكور زدّور ابراهيم C1 ، إقامة بئر الجير للذكور C5 وإقامة الذكور الأمير عبد القادر C2 زيادة على إقامة 19 ماي 1956 (C3) وإقامة ألف سرير للبنات C4 المغلوقتان للترميم، أما مديرية الخدمات الجامعية: وهران غرب فتضم إقامة "بلبيوري سعيد" إقامة الذكرى الثلاثون، إقامة 2000 سرير مرافال، إقامة 1000 سرير IGCMO ، إقامة 2000 سرير إيسطو، إقامة المتطوع زيادة على الإقامات الجامعية الجديدة التي استلمت مع هذا الدخول الجامعي وهي حي بلقايد 01، بلقايد 02 وبلقايد 03 . تتوزع الطاقة الحقيقية لإقامة هؤلاء الطلبة بين الإقامات الجامعية التابعة لمديرية وهران شرق والتي يقيم بها 5300 طالب وطالبة والإقامات التابعة لمديرية وهران غرب والتي يقيم بها 11663 طالب وطالبة بما في ذلك الثلاث إقامات الجديدة والمتمثلة في إقامة بلقايد 1 والتي تأوي حاليا 1021 طالب في إنتظار إستلام 1000 سرير بها مع الدخول المقبل زيادة على إقامة بلقايد 02 التي تضم 2000 سرير وهي تأوي حاليا 766 طالب وإقامة بلقايد 03 والتي تضم أيضا 2000 سرير وهي تأوي حاليا 1147 طالب منهم 203 طلبة قدماء حولو من إقامات أخرى و944 طالب جديد. استلام هذه الإقامات الجديدة خلص إدارة القطاع من مشكل لطالما عانت منه وهو مشكل الإكتظاظ الذي لم يشر إلى وجوده أحد خلال هذا الدخول إذ أن جميع الإقامات الجامعية تسير براحة كبيرة من حيث تناسب طاقة استيعابها النظرية والحقيقية بدليل أن عدد الأسرة الذي تعمل به مديرية الخدمات الجامعية بوهران وهو ما يمثل الطاقة النظرية يتقارب تماما مع عدد الطلبة المقيمين بهذه الإقامات وهو هدف مثالي تم التمكن من تحقيقه مع إستلام الثلاث إقامات الجديدة ما سمح بالتخفيف من معدل شغل الغرف من 4 إلى 3 طلبة بالغرفة ومن 3 إلى 2 طلبة بالغرفة بأغلب الإقامات الجامعية. غير أن القضاء على مشكل الإكتظاظ لم يمنع حسب آراء وتصريحات الطلبة استمرار وجود مشاكل أخرى ونقائص لا يزالون يطالبون بالقضاء عليها. المطالبة بالأحسن إذ ورغم اعترافهم بوجود تحسن ملحوظ ولا سيما من حيث مشكل الإكتظاظ الذي شهد على وجوده الطلبة القدماء خاصة، غير أن حديثهم عن استمرار وجود نقائص كبيرة في الخدمات المقدمة لهم داخل الإقامات الجامعية لم يتوقف عند مطلب واحد إذ أنهم تحدثوا لنا عن مشكل سوء الوجبات التي تقدم لهم والتي اعتبرها البعض غير جيدة إضافة إلى قدم العتاد والتجهيزات داخل الغرف كالأسرة والطاولات والكراسي والدواليب وغيرها ناهيك عن عدم توفر شروط النظافة بالمقاييس المطلوبة ببعض الإقامات سواء للتأخر في رفع النفايات أو لإهتراء قنوات الصرف وعدم التنظيف الدائم للمراحيض، زيادة عن مشكل النقل وعدم كفاية الحافلات التي تتكفل بنقل الطلبة أو تغيب بعض السائقين عن مواعيد النقل. مع العلم أن مجمل الإقامات تعمل بنظام التعاقد مع الخواص في هذا المجال كما أشار الطلبة أيضا إلى نقص خدمات الترفيه ولا سيما بالإقامات الجامعية الجديدة كنوادي الأنترنيت وقاعات المطالعة وقاعات التلفاز وقاعات اللعب والملاعب الرياضية زيادة عن الرحلات التي يقتصر تنظيمها عن المبادارات التي تقوم بها بعض التنظيمات الطلابية. نظام حديث ولكن؟ غير أن للإدارة حول وجود هذه المشاكل تبريراتها أيضا فأما من حيث الوجبات المقدمة فقد أكد لنا كل من مدير الخدمات الجامعية وهران شرق ومديرة الخدمات الجامعية وهران غرب بأن الوجبات كاملة من حيث التكوين كما أنها تخضع للمراقبة الطبية بصفة دائمة إذ تقدم هذه الخدمات عبر 14 مطعم، كما أن مشكل نقل الطلبة أصبح أقل حدة مع استلام هياكل إقامة جديدة داخل القطب الجامعي الجديد ببلقايد ما يمكن الإدارة من تفادي توفير الحافلات للطلبة القريبين من المعاهد التي يدرسون بها وفي هذا السياق تشير الإحصائيات والأرقام المستقاة من المدير إلى نقل 23715 طالب وطالبة يوميا بالنقل الجامعي سواء الداخليون المقيمون بالإقامات الجامعية أو الخارجيون المقيمون ببعض البلديات المجاورة وهذا عن طريق النقل الحضري، شبه الحضري وكذا النقل بالسكك الحديدية. أما فيما يخص المشاكل التي كانت تعاني منها الإقامات الجامعية الجديدة بحي بلقايد فقد أكدت لنا مديرة الخدمات وهران غرب على أن مشكل الإطعام قد حل بعد ربط الإقامات بشبكة الغاز أما مشكل غياب نوادي الأنترنيت فسيحل قريبا إذ أن العملية حاليا في مرحلة تركيب كوابل الشبكة الهاتفية كما أن نوادي الترفيه وقاعات المطالعة سيتم فتحها قريبا، من جهة أخرى أشار مسؤولو القطاع بالولاية إلى الإجراءات المهمة التي عرفها هذا الدخول والمتمثلة أهمها في تعميم البطاقة الممغنطة وتوزيعها على الطلبة . تحسينات ونقائص إذ تم إستحداث نظام جديد للمراقبة عبر جميع الإقامات الجامعية والمتمثل في تجديد بطاقتي الدخول والإطعام وتبديلها ببطاقة ممغنطة واحدة تحمل هوية الطالب وهي غير قابلة للتزوير أو التداول بين الطلبة فيما بينهم وهذا لضمان أمن الإقامات الجامعية وكذا الحفاظ عليها إذ شرع في تجهيز مختلف الإقامات بهذه الخدمة وهذا بتوفير أجهزة قارئة وقد انطلق في العملية بكل من الإقامة الجامعية 1000 سرير للذكور IGCMO بالسانيا وبإقامة زدور ابراهيم للبنات C6 بإيسطو مع العلم أنها تندرج في إطار عملية وطنية كما أنها ستعمم على كل الإقامات إذ أن آخر أجل لذلك قد حدد بتاريخ 15 ديسمبر. من جانب آخر استفادت مختلف الإقامات الجامعية خلال هذا الدخول من مشاريع إعادة تهيئة وتجهيز إذ تم تدعيم بعض الإقامات كحي البدر وحي C1 وC2 بعتاد داخل الغرف كما تم الشروع في العمل بتوزيع الملاعق والشوكات على الطلبة أثناء تقديم الوجبات ناهيك عن توفير موزعات آلية للقهوة والحليب وهي عملية ستعمم بكل الإقامات فمن جهة إن توفير مثل هذه الخدمات جيد ومشجع ويؤكد على وجود تحسن في مستوى الخدمات لكن تبقى إحتجاجات ومطالب الطلبة تعبر عن عدم استعجالية مثل هذه الإجراءات مقابل وجود نقائص أخرى يطالبون بالقضاء عليها كظروف الإقامة والإطعام والنقل وغيرها. فبين شكاوي الطلبة وتبريرات الإدارة وجملة التحسينات التي أنجزتها يبقى القطاع بحاجة إلى دعم أكبر لإحتواء جملة المشاكل التي يعرفها تماما، كما تم القضاء على مشكل الإكتظاظ.