استضافت جريدة «الجمهورية» أمس المؤرخ والكاتب والمحاضر الفرنسي آلان أولمي الذي دأب على زيارة الجزائر منذ الاستقلال والذي اختار قبيل 1962 أن يكون كما قال ناطقا ومدافعا عن الشعب الجزائري لدى السلطات المدنية الاستعمارية آنذاك بناحية سطيف ثم منطقة الأربعاء بولاية البليدة حاليا. ضيف مؤسسة الأمير عبد القادر الذي شرع أمس في زيارة إلى وهران رفقة زوجته جاء يتتبع «الخطى الايجابية» كما قال والتي بإمكانها أن تحقق المزيد من التقارب بين ضفتي البحر الابيض المتوسط. وقد أسهب آلان أولمي الذي رافقه إلى جريدة «الجمهورية» السيد بوطالب شاميل رئيس مؤسسة الأمير عبد القادر وكذا أمينها العام السيد ڤنون أسهب بمنظار المؤرخ في سرد مسار العلاقات الجزائرية الفرنسية قبل الغزو الفرنسي للجزائر في 1830 من خلال المراسلات الديبلوماسية بين نابوليون بونابرت ومصطفى باشا أيام الحكم العثماني للجزائر. كما أشاد بمناقب الأمير عبد القادر والمكانة التي يحظى بها إلى اليوم لدى المؤرخين والمثقفين الفرنسيين. ويناضل آلان أولمي مثلما أكده لنا أمس من أجل السلام من خلال موقعه الالكتروني حيث يؤكد على أنه اختار أن يكون «حليفا لقوى السلم بدلا من قوى الحرب» كما أوضحه خلال زيارة المجاملة هذه التي تعرف من خلالها على جريدة «الجمهورية» وأقسامها ومصلحة أرشيفها الغنية بوثائقها وصورها التي تعود إلى أيام «ليكو دوران» منذ 1844. آلان أولمي كان كذلك في بداية الثمانينيات يعمل مهندسا في الهندسة المدنية لصالح شركة «آلف آكيتان» في إطار الشراكة في مجال المحروقات بمنطقة حاسي الرمل. كما عمل آلان أولمي في مجال المحروقات ب24 بلدا وزار 26 بلدا آخر عبر العالم حيث تمكن كما قال من التعرف عن قرب بمختلف الأجناس والأعراق البشرية. ويستعمل آلان أولمي إسم «جان كيرسكو» كما علمنا منه في مجال نشاطه الثقافي والعملي وفي سعيه إلى التعريف بمسعاه في تحقيق «الاتحاد بين المتوسطيين» وفي حواراته ومحاضراته التي يهديها «لجنوب المتوسط بكل المعنى الواسع الذي تحمله الكلمة» كما أردف وكما يظهر في موقعه الالكتروني الذي يحتوي عل شهاداته من خلال تواجده بالجزائر في الفترة الممتدة بين 59 و1961 والتي اختصرها في كتاب بعنوان «لما يصفر الوطواط» (Quand le mérle sifflera) كعصارة لتجربته في صراع السلم والحرب. آلان أولمي ستكون له الفرصة خلال تواجده بالجزائر لزيارة العديد من المواقع السياحية والمعالم التاريخية بوهران ومعسكر فيما سيقوم بتنشيط 4 محاضرات بالمركز الثقافي الفرنسي وكراسك وهران.