نشط مساء أول أمس الدكتور شاميل بوطالب رئيس مؤسسة الأمير عبد القادر ندوة صحفية بمعية حفيد الشخصية النضالية والسياسية العالمية الأمير عبد القادر السفير السابق لهيئة الأممالمتحدة السيد الإدريس الجزائري وهو رئيس شرفي للمؤسسة. الندوة الصحفية كانت متشعبة من حيث المواضيع التي تم التطرق إليها بدء بأسئلة الأسرة الإعلامية والأجوبة التي كانت تأتي تارة على لسان الدكتور شاميل وتارة أخرى من عند السيد الإدريس الجزائري. وقد إعتبر الدكتور شاميل أن عين تموشنت تعد محطة هامة في تاريخ مسيرة الأمير عبد القادر بدء بمعاهدة تافنة الشهيرة الممضاة بين الأمير والجنرال بيجود بتاريخ 30 ماي1837 بمنطقة رشقون وهو ميلاد لدولة جزائرية معاصرة إستطاع من خلالها الأمير أن يتحصل على نصفي التراب الوطني وصولا إلى قسنطينة هذه الأخيرة وقعت فيها معارك خالدة صرح بشأنها الدكتور شاميل أنه في صدد تأريخها وتدوينها على شكل كتاب. ولعل أهم شخصية تاريخية صاحبت الأمير عبد القادر في مشواره التاريخي هو أبو عبد الله البوحميدي حيث قال عنه حفيد الأمير السيد إدريس الجزائري أنه من الشخصيات البارزة التي تركت آثارها جلية في دولة الأمير عبد القادر كيف لا وهو الذي ظل مكافحا إلى جانبه في المقاومة التي خاضها من أجل تحرير بلاده من الإستعمار الفرنسي منذ أن وطأت أقدامه الجزائر سنة 1830 فبعد مبايعة الأمير عبد القادر كقائد وزعيم للدولة الجزائرية في 3 رجب 1248 ه الموافق ل 27 نوفمبر 1832 عين الأمير أبو عبد الله البوحميدي خليفة على تلمسان وهو منصب هام في الدولة ورفض السيد إدريس الجزائري في سياق الندوة فكرة أن الأمير يكون قد إستسلم للفرنسيين مؤكدا أن سعيه وإجتهاده يصبان في محو هذه الفكرة الخاطئة لأن الأمير أملى شروطا لتوقيف القتال وتوجد حاليا وثيقة بأرشيف شييون تعتبر دليلا قاطعا بإعتبارها الرسالة التي بها شروط الأمير والتي من بينها الذهاب إلى عكة أو الإسكندرية والمحافظة على المال لكي يعيش . وأكد السيد إدريس الجزائري في نفس الندوة التي حضرها رئيس بلدية عين تموشنت أن الأمير عبد القادر ما زال حيا في أذهان الجزائريين وهو أول إنسان على وجه المعمورة من لفظ كلمة أو جملة حقوق الإنسان إذ أن الأمير كان رائدا في مجالين الأول يتعلق بقانون الإنسان عندما نظم مؤتمر سنة 1843 للمصادقة على الدفاع عن الأسرى وفي سنة 1862 تم تأسيس الصليب الأحمر وهو نتيجة حتمية للمؤتمرالسابق الذكرأي بمعنى آخر أن الهلال الأحمر الجزائري ولد قبل الصليب الأحمر أما المجال الثاني الذي كان فيه الأمير رائدا فيتعلق بحقوق الإنسان فالتاريخ يذكر موقف الأمير سنة 1860 عندما أنقذ المسيحيين وقد عبر عن هذا الموقف بقوله أن الإسلام حثنا على ذلك وقد عاب كل من الدكتور شاميل والدكتور إدريس الجزائري التهميش الذي تعرفه شخصية الأمير بدء بقبره الموجود بمقبرة العاليا حيث وعد المرحوم الرئيس هواري بومدين أن يكون دفنه في هذا المكان بعد إستقدام جثمانه مؤقتا سنة 1996 في إنتظار تعيين مكان آخر منفرد لشخصه العظيم والفذ وهو مطلب ألح عليه كل من حفيد الأمير وكذا رئىس المؤسسة حيث أكد كل منهما وبصريح العبارة أن الجزائر لم تعط الحق والقيمة الكاملة للأمير عبد القادر ولم تسلط عليه الأضواء كما ينبغي وهو الشخصية التي وجدت إسمها عبر جميع بلدان المعمورة في حين نجد أن الإحتفالات بالمبياعة مثلا تقصر على بعض الوجوه فقط ومن ضمن أهداف المؤسسة هو إقامة يوم وطني لمقاومة الأمير ودار الأمير عبر كل ولاية ونشر كتب الأمير وقد تأسف الدكتور شاميل كون أن النشاط الفعلي لمؤسسة الأمير عبد القادر ينحصر على ثلاث ولايات وهي وهران وعين تموشنت وسعيدة بشكل ضعيف.