يبقى مشكل التسرب المدرسي والاكتظاظ داخل الأقسام عبر ولاية تيارت من أهم العوائق التي يعاني منها المتمدرسون والأساتذة والمربون على حد سواء، الولاية تضم حاليا 509 ابتدائية و135 متوسطة و54 ثانوية ويلتحق بمقاعد الدراسة 64 ألف تلميذ لكن المهم أن تيارت تعرف حاليا تذبذبا كبيرا في التحصيل المدرسي إذا ما تحدثنا عن الاكتظاظ نجد أن 23 متوسطة تعاني من هذا الإشكال أي بمعدل 40 تلميذا في القسم و50 متنقلا فيما تبقى المؤسسات التربوية في جنوبالمدينة أو عاصمة الولاية تعاني أيضا من هذا الاكتظاظ الذي تمخض عنه ما يعرف بالتسرب المدرسي وإن لم يكن العامل الوحيد إلا أن تيارت تعاني منه كثيرا بنسبة مئوية تتجاوز ال02%. و التسرب المدرسي حاليا يضرب جميع الأطوار الثلاث والأكثر تضررا الطور الثانوي ثم يليه المتوسط ويخص المناطق الريفية والتي يكون التلميذ مجبرا على قطع مسافات طويلة للالتحاق بمؤسسات تربوية في ظل نقص النقل فالولاية بها 146 حافلة فقط تعمل عبر 42 بلدية مما أدى إلى تأخر التلاميذ للالتحاق بمقاعد دراستهم فهم مجبرون على تركها لذا فإن هذه المناطق البعيدة كالأرياف يتخلون عن الدراسة مما تسبب في التسرب المدرسي دون أن ننسى أن الفقر الذي يضرب حاليا دواوير والقرى البعيدة هو كذلك عامل لا يمكن التغاضي عنه باعتبار أن تلاميذ الابتدائي هم الأكثر عرضة للتسرب فهم يفضلون العمل بقارعة الطريق من بيع الخبز ومادة الحليب أما آخرون فيختارون التنقل إلى أسواق المدينة لممارسة هذا النشاط وكسب لقمة العيش وفي ظل غياب لجان مختصة تتكفل بهذا المشكل المطروح وبحدة يجد التلاميذ أنفسهم خارج الأقسام فحتى أولياء التلاميذ ربما لا يتدخلون مباشرة في حال علمهم بأن أحد أبنائهم قد توقف عن الدراسة أو حتى محاولة الاتصال بالمؤسسة التربوية ونشير أن هناك حالات يتم طردها من المؤسسة التعليمية بسبب غياب لم يبرر أو دون إبلاغ ولي أمر التلميذ هو محل طرد, مما يفرض هنا إيجاد حلول تتكفل بمثل هذه الحالات والتي بدأت تنتشر عبر العديد من المؤسسات التربوية بتيارت . وبالمقابل فإن أبناء البدو الرحل هم كذلك عرضة للتسرب المدرسي إن لم نقل أن نسبة كبيرة منهم لا يلتحقون بمقاعد الدراسة ولذا تسعى حاليا مديرية التربية على إنجاز نصف داخليات أو داخليات حتى يتمكن أبناء البدو الرحل من مزاولة دراستهم وهذا شأن تلاميذ الشحيمة وإن تسجل حاليا نسبة نجاح وصلت إلى 100%. وما أشار إليه أحد الأساتذة المتقاعدين أن اللغة الفرنسية قد غابت تماما إذا ما تحدثنا عن تدريسها بجميع الأطوار الثلاث وأصل المشكلة حسب محدثنا تدور أساسا حول ضعف التكوين لدى الأساتذة الجدد الذين لم يتلقوا جيدا تكوينا قاعديا في اللغة الفرنسية ما يفرض إعادة النظر في كيفية إيجاد طرق علمية دقيقة يمكن للأستاذ المؤطر أو المدرس أن يستغلها في تلقين هذه المادة بطريقة سليمة كما أشار الأستاذ المتقاعد أن تلاميذ الأرياف حاليا لم يعودوا يفقهون شيئا في تدريس هذه اللغة ربما نظرا لطبيعة المنطقة أنها ريفية ولها طابع اجتماعي خاص بها فاللغة الفرنسية من أصعب اللغات والمواد للتدريس ومن المفروض أن توفر لها كل الإمكانيات سواء من التأطير البيداغوجي وتفعيل دورات تكوينية للأساتذة في الأطوار الثلاث وبشكل دوري. **دروس الدعم لإنقاذ التلاميذ قصد معالجة الاختلالات فيما يخص التدريس أمرت مديرة التربية فيما يخص الاختبارات أن تكون حسب الرزنامة الوزارية المعمول بها مراعاة طريقة تقديمها وإشراك التلميذ فيها ليبقى التركيز حاليا على الاستدراك وكذا تكثيف دروس الدعم لمحاربة التسرب المدرسي وتقليص نسبة الإعادة في الطور المتوسط والثانوي فدروس الدعم حاليا ستساهم في رفع نسبة النجاح في امتحان شهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا دون أن ننسى أن دروس الدعم تتكفل بها مباشرة وزارة التربية بالإضافة إلى مساعدة الوالي في تقديم دعم مالي إضافي وتمويل الدعم المدرسي سيكون كفيلا مستقبلا في الاهتمام بالدورات الاستدراكية وبما فيها دروس الدعم ونشير فقط أن الامتحانات الاستدراكية في جميع الأطوار ستجرى ابتداء من 12 جوان المقبل