تحصلنا على المركز الثالث في مهرجان الوطني برج بوعريريج دعا المسرحي بوبكر حداد من ولاية البيض إلى ضرورة إدراج المسرح المدرسي في المنظومة التربوية بصفة دائمة، فهو شبه غائب في المؤسسات التعليمية كما أنّه بات مناسباتيا وغير مقنن، رغم أنه يساهم في عمليات التفكير والاستنتاج، ويجعل الطفل قادرا على التصور والتخيل والتمثيل، وكذا إعادة تشكيل الثقافة المسرحيّة لديه بوعي، كما أوضح السيد بوبكر حداد في التصريح الذي خص به جريدة الجمهورية لدى زيارته أمس إلى المقر أنّ المسرح المدرسي ومسرح الطفل هما جنس واحد باعتبارهما موجهان للطفل، غير أنهما يختلفان في نقطة معينة، وهي أن مسرح الطفل يتم خارج المدرسة أي خارج الأطر التربويّة ويوجّه للطفل ولفئات عمريّة معينة، بينما المسرح المدرسي هو تلك العروض التي تتم داخل المؤسسة، وأبطالها هم التلاميذ أنفسهم ممن لهم ميول في الفن الركحي، والهدف منها خلق الأفكار التربويّة بالعمل على مسرحة المناهج، وفك قيد الجمود، وتحريرها من النمطية في التناول، وكذا جعل المادة مستساغة سهلة الهضم، كما يعمل المسرح المدرسي، حسبما كشفه محدثنا على تنمية ثقافة المتعلم وتطوير ذوقه وقدراته الإبداعيّة والتحاوريّة، بينما مسرح الطفل يتحرر من المادة التعليمية ويحلق في فضاءات الحياة الاجتماعية، ويقدم داخل المدرسة وخارجها أعمالا فنية، وأن المسرح المدرسي في الدول المتحضرة يحتل موقعا مهما ضمن الاهتمامات التربوية كوسيلة تربوية تعليمية مثلى، أكثر من كونه غاية أدبيّة أو فنيّة، فالمدرسة تقوم بتوظيف المسرح من أجل تنمية قدرات وإمكانات هؤلاء الصغار. من جهة أخرى كشف بوبكر حداد أن فرقة مديرية الشباب والرياضة للبيض التي يعمل بها كموظف شاركت مؤخرا في المهرجان الوطني المدرسي للأوبيرات ببرج بوعريريج، وتحصلت على المرتبة الثالثة بأوبيرات " الوصية والكنز الثمين" الذي قام هو بتأليفها وإخراجها، وقد شارك فيها عدد من الأطفال الممثلين منهم بلفوضيل سندس، بن علي محمد ، بلحكل وليد ،يوسفي إسراء ، بلعبيد نائلة ، تومي علياء، طيبي خيرة وغزالي رانية ، مع العلم أن بوبكر حداد قد شارك كممثل في عدّة مهرجانات ومسابقات، وتحصل على الجائزة الأولى في المهرجان الوطني الأول للشباب في 1985 بأوبيرات "الجزائر"، اشتغل في المسرح إلى غاية 2002 ،حين طُلب منه المساعدة في تنشيط تلاميذ متوسطة ابن باديس بالبيض، فبدأ عملية تجديد معلوماته الأكاديمية، حيث قرأ عن تاريخ المدارس المسرحية، وتعمّق في مسرح الطفل ، ليشارك في عدّة تربّصات كانت تقام على هامش المهرجانات، إلى غاية سنة 2010 ، حيث قام بتنفيذ مشروع ثقافي داخل متوسطة "سي قدور بن نعيمي" التي مازال متطوعاً فيها إلى يومنا هذا، فأنشأ ونشط عدة ورشات كورشة المسرح، الموسيقى ، الأشغال اليدوية، التعبير والكتابة، التنظيم والتأطير، لكن منذ عام 2011 بدأ في تنشيط ورشة المسرح فقط، وشارك سنة 2012 للمرّة الأولى في المهرجان الوطني للمسرح المدرسي بمستغانم، وكان لهذا الاحتكاك فائدته بالنسبة له، حيث أنه في 2015 توجت مشاركة فرقته بالمرتبة الأولى بمسرحية مدينة النّور .