يتأهب الاتحاد العام للعمال الجزائريين إلى تنظيم حفل متميز بمناسبة عيد الشغل تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة وبإشراف الأمين العام للمركزية النقابية عبد المجيد سيدي السعيد ضمن برنامج ثري وموسّع بداية من يوم الجمعة 29 أفريل. وقد وقع الاختيار هذه السنة على مدينة وهران لاحتضان هذا الإحتفال الرسمي الضخم وبالتحديد بميناء الباهية الذي يعتبر إحدى قلاع النضال النقابي إبان الفترة الاستعمارية فيما تم وضع كل الترتيبات التنظيمية لإطلاق قافلة تضامن مع الشعب الصحراوي المكافح لاسترجاع سيادته على أراضيه المحتلة منذ 40 سنة من قبل المغرب. وستنطلق هذه القافلة بعد غد من ساحة أول ماي بالعاصمة باتجاه وهران التي سيحل بها عشية عيد العمال يوم السبت 30 أفريل وفد رسمي صحراوي ضيفا على الجزائر يقوده الوزير الأول للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية بينما تلتقي جموع الضيوف صبيحة أول ماي في حشد تضامني أرادت من خلاله المركزية النقابية تجديد دعمها المطلق وكذا دعم الجزائر اللامحدود لقضية الشعب الصحراوي الشقيق وحقّه في تقرير مصيره بكل حرية طبقا لقرارات الشرعية الدولية مثلما تؤكد عليه الجزائر منذ سنة 1975 تاريخ غزو قوات الاحتلال المغربي أقاليم الساقية الحمراء ووادي الذهب. وتأتي الاحتفالات الرسمية بالفاتح ماي هذه السنة في ظروف استثنائية يطبعها الوضع الدولي المضطرب عقب التجاذبات الجيواستراتيجية في أعقاب التداعيات المدمّرة لما سمي بالربيع العربي وما أفرزه من حسابات طارئة على مستوى الوطن العربي في ظل التحالفات الجديدة التي بدأت تتشكل ضمن محور الرياضباريس والرباط. وفي الوقت الذي أبانت فيه الجزائر هذه الأيام عن ردّة فعل ديبلوماسية على محور مواز تحسبا للمناورات المناوئة لبلادنا ولمواقفها الثابتة و«غير المنحازة» وفاء لمبادئها تجاه القضايا العادلة وعدم التدخل في شؤون الدول. احتفال وهران يأتي ضمن هذا المنظور الذي اختاره الإتحاد العام للعمال الجزائريين سليل مؤسسه عيسات إيدير في أوج حرب التحرير الوطني وقياديوه أمثال عبد القادر بن نيقوس والطيب بلخضر ومولود أومزيان ودمان دبيح وعبد الحق بن حمودة وكلهم في عداد أفذاذ الجزائر رحمهم الله جميعا.