بدأ الانتداب البريطاني على فلسطين في 1920 و استمر إلى 1948 و قبل هذه الفترة بكثير كانت عديد التنظيمات الارهابية الصهيونية تشتغل على مشروع جديد قلب موازين القوى في الشرق الأوسط و العالم العربي عموما الذي كان يرزح تحت نير الاحتلال الأوربي ، فعند بداية فترة الانتداب أعلنت بريطانيا هدفا له تحقيق وعد بلفور ، أي فتح الباب أمام اليهود الراغبين في الهجرة إلى فلسطين وإقامة "بيت وطني" يهودي في فلسطين . ظهر الارهاب الصهيوني في فلسطين بتأسيس منظمة الهاغانا الاسرائيلية في 1921 بمدينة القدس ، هذه المنظمة يدل عليها اسمها الذي يعني " الدفاع " و كان لها الفضل الأول في أن تبنت مشروع إقامة دولة اسرائيل و الدفاع عنها و قد ساعدتها في خطة الاحتلال دول كثيرة منها بولونيا التي كانت تهدف إلى التخلص من الجاليات اليهودية و قد كانت هذه الأخيرة أفقر طبقات المجتمع و رأت وارسو آنذاك ضرورة التخلص منهم بإجلائهم من أراضيها عن طريق تقديم السلاح و العتاد للمنظمات الارهابية الناشطة في الأراضي الفلسطينية و ساهمت في عمليات تهجير اليهود إلى فلسطين قبل جلاء الانتداب البريطاني و بعده . و تفطن قادة المنظمات الارهابية و قد كان من بينهم محاييم بيغن و بن غوريون و موشي ديان في الحرب العالمية الثانية إلى ضرورة الوقوف إلى جانب الحلفاء ضد النازية التي هددت وجود اليهود حسب زعمهم فدفعوا بالشباب إلى ساحات القتال في أوربا فاكتسبوا عطف الحلفاء و المهارة القتالية التي وظفوها في حربهم على فلسطين و أيضا في إ قامة جيش اسرائيل الذي ذابت فيه المنظمات الارهابية مثل الهاغانا و بلمح و أرجون و غيرها بعد أن حلها بن غيريون . قام كيان صهيوني و قوامه شتات اليهود الذي جاء من كل أصقاع الأرض لتعمير أرض غير أرضه و التوسع جغرافيا عبر الديمغرافيا فكانت دولة اسرائيل و أصبحت فلسطين محتلة حيث نفذت هذه التنظيمات الارهابية مئات الهجمات و الأعمال التخريبية في حق الفلسطينيين و ممتلكاتهم و سجلت ردود فعل من شخصيات دولية وصفتها بالإرهاب . 68 سنة مرت على قيام الكيان الصهيوني و 68 سنة مرت على اغتصاب أرض فلسطين بمباركة دول كبرى في 1948 منها الولاياتالمتحدة التي هنأت تل أبيب في ظرف ثلاث ساعات من قيام الكيان و أيضا فعلت روسيا بعد ثلاثة أيام . مرت أزمنة و لم تتغيّر سوى أرقام سنوات الاحتلال و أعداد شهداء فلسطين التي تشق طريق نضالها في كل الاتجاهات وحدها ، من الحرب إلى السياسة إلى الدبلوماسية تتحقق لها الانتصارات و الانكسارات أيضا ، و بعد سنوات من الجهود المضنية اكتسبت فلسطين صفة الدولة المراقبة غير العضو في هيئة الأمم و رفع علمها في نيويورك و من المفارقات أن اعترفت الأممالمتحدة بالكيان الصهيوني دولةً كاملة العضوية في هيئتها و اكتفت بأن أسست منظمة للغوث و تشغيل اللاجئين الفلسطينيين ( أصحاب الأرض ) و الذين تستمر معاناتهم اليوم وسط تحولات سياسية و استراتيجية دولية جديدة تحاول الإيقاع بدول الوطن العربي و إلهاءَها عن القضية الجوهرية بأضحوكة سايكس بيكو جديدة لبست رداء ربيع عربي .