توفي أمس الملاكم الأمريكي محمد علي كلاي عن عمر يناهز 72 سنة بعد معاناته الطويلة مع المرض، حيث انتشر خبر وفاة ملك القفاز العالمي صباح أمس عبر جل الوسائل الإعلام العالمية، ليغادر من جلس على عرش الملاكمة العالمية لمدة 32 سنة العالم تاركًا من ورائه تاريخًا حافلا بالإنجازات. يُعد الملاكم الأمريكي محمد واحداً من أبرز الملاكمين الذين شهدتهم حلبات الملاكمة، فهو صاحب أسرع لكمة في العالم والتي وصلت سرعتها 900 كم/سا، كما حقق العديد من الانتصارات التي أهلته للفوز بلقب "رياضي القرن" ، حيث توج ببطولة العالم للوزن الثقيل ثلاث مرات على مدى عشرين عاماً. ولد محمد علي كلاي و اسمه الحقيقي كاسيوس مارسيلوس كلاي جونيورز يوم 17 جانفي 1942 من أسرة مسيحية في مدينة لويفيل بولاية كنتاكي، لتهز وجدانه الرسالة المحمدية ويتأثر بمعاليم الشريعة الإسلامية بعدما حركت الآيات القرآنية ضمير كلاي الذي اقتنع ان لهذه الأرض خالق ، ليعلن إسلامه ويغير اسمه من جينيورز إلى محمد على كلاي. الحياة الشخصية للأسطورة ، شهدت عدة أحداث ، فبغض النظر على أنه تزوج أربع مرات ، الأولى كانت عام 1962 من نادلة الكوكتيل صونجي روى ، إلا أنهما انفصلا عام 1966 ليتزوج في العام التالي من بيلندا بويد التي أسلمت بعد الزواج وأصبح اسمها خليلة علي، ولكن انتهى زواجهما أيضاً بالانفصال عام 1977 أي عقب حوالي 10 سنوات زواج أنجبا خلالهما 5 أبناء، وذلك بسبب زواجه من فيرونيكا عام 1975 . زواج كلاي من فيرونيكا باء أيضاً بالفشل حيث أعلنا انفصالهما عام 1986 بعد أن أنجبا ابنتان، ليتزوج للمرة الرابعة من يولندا علي عقب صداقة بدأت عام 1964 في لوزيفل وتبنوا طفلا ً واحدا ً اسمه أسعد، بالإضافة إلى إنجابه لابنتان من علاقات أخرى. الملاكم الأمريكي محمد علي كلاي احترف رياضة الملاكمة عام 1960 وكان عمره 18 عاما بعد أن أحرز للولايات المتحدة الميدالية الذهبية في دورة روما الأوليمبية. رفض اداء الخدمة العسكرية فمنع من ممارسة الملاكمة سنة 1967 وفي عام 1964 صدم العالم عندما استطاع إقصاء الملاكم سوني ليستون عن عرش الملاكمة وهو لا يتجاوز 22 عاماً. إلا أنه في قمة انتصاراته في عالم الملاكمة تم سحب اللقب منه في عام 1967 بسبب رفضه الالتحاق بالخدمة العسكرية في جيش الولاياتالمتحدة أثناء حرب فيتنام اعتراضاً منه على الحرب شأنه شأن الكثير في ذلك الوقت.وسجن وجرد من الألقاب التي حصل عليها ومنع من ممارسة الملاكمة لثلاث سنوات ونصف السنة قبل أن يصبح مجددا بطل العالم في 1974 حسب تصنيف الجمعية العالمية والمجلس العالمي بفوزه بالضربة القاضية في الجولة الثامنة على جورج فورمان في ما أطلق عليه تسمية "معركة في الأدغال" في كينشاسا بزائير التي أصبحت اليوم جمهورية الكونغو الديموقراطية. اعتزل الملاكمة بسبب مرض الرعاش وفي عام 1974 هزم "كلاي" الملاكم القوي "فورمان" ليستعيد بذلك عرش الملاكمة في الولاياتالمتحدةالأمريكية والعالم بأسره حيث بلغ رصيده حوالي 56 انتصاراً منها 37 بالضربة القاضية، ولكن إصابته بمرض الشلل الرعاش من جراء لعبه الملاكمة حرمته من الاستمرار في ممارسة رياضته المفضلة حيث اعتزل الملاكمة عام 1981 إلا أنه لا يزال رمزاً رياضياً محبوباً حتى الآن. أما عن قصة إسلامه فقد فاجئ الجميع بإعلانه الانضمام إلى جماعة أمة الإسلام وتغيير اسمه إلى محمد علي، وكان وراء تلك الحركة المفكر الأمريكي مالكوم اكس المتحدث الرسمي لجماعة أمة الإسلام الذي كان صديقا مقربا له ليعلن اعتناقه الدين الإسلامي عام 1975. وكان محمد علي كلاي قد أدخل إلى المستشفى عامي 2014 و2015 بسبب التهاب في الرئة و في الجهاز البولي ، لتعاوده الأزمة الأسبوع الفارط اضطرت عائلته لنقله إلى المستشفى بعد معاناته من ضيق التنفس وتدهور حالته الصحية ، أين وضع في العناية المركزة منذ ذلك الحين، إلا أن الطاقم الطبي عجز عن استعادة الملاكم الأمريكي وجعل حالته مستقرة، ليدخل في غيبوبة لغاية صباح الجمعة أين أعلن بوب غونل الناطق باسم العائلة ان محمد علي كلاي توفي عن 74 عاما بعد صراع مع داء باركنسون دام 32 عاما. كان شغوفا بالأدب و كتابة الشعر حصل محمد علي على لقب "رياضي القرن"، الذي تمنحه مجلة سبورتس الأمركية، وعلى لقب "شخصية القرن الرياضية" من بي بي سي.وفضلا عن مهاراته الفنية وبطولاته على حلبة الملاكمة، تميز، محمد علي، بوصفه شخصية عالمية في الدفاع عن حقوق الإنسان.وعرف بشغفه بالأدب وكتابة الشعر، وبلطافته وبردوده الطريفة.وعندما سئل عن الخصال التي يتمنى أن يتذكره الناس بها، قال أتمنى يتذكرني الناس بأنني "الرجل الذي لم يبع شعبه أبدا، وإذا كان ذلك كثيرا علي، فاذكروا أنني كنت ملاكما متميزا، ولن أغضب إذا نسيتم كم كنت وسيما".