أبدى وزير الصحة والسكان السيد جمال ولد عباس غضبه الكبير من تصرفات الممون الألماني سيماش للتجهيزات الطبية الموجهة إلى المؤسسة الإستشفائية الفاتح نوفمبر بإيسطو بحيث خسرت الخزينة العمومية مبالغ مالية كبيرة جدا من جراء وصول تجهيزات معطلة ومحطة أهمها جهاز الفحص (IRM) الذي كلف شراءه 15 مليارا سنتيم وأوضح الوزير بأن ضمانات هذه الأجهزة قد إنتهت مدتها لأن شراءها تم في 2006 . وخلال الزيارة التفقدية التي قادت الوزير بهدف التدشين الرسمي لمصلحة الإستعجالات الفاعلة منذ الفاتح جانفي الجاري وجه عدة تعليمات صارمة بشأن المعدات الطبية بحيث التي تحطمت أو تأخرت بحيث أمر بمتابعة الشركة الألمانية قضائيا في حال عدم إحترامها لبنود الإتفاقية وإستدعى ممثليها إلى مقر الوزارة الأسبوع المقبل لتسوية الإشكال. وفي حال عدم إستجابتهم لذلك في ظرف أسبوع هدد الوزير بحرمان شركة سيماش من صفقة كبيرة جدا لإقتناء حوالي 60 جهازا طبيا يستعمل في علاج السرطان (AXELERATEUR) في إطار البرنامج الوطني لمكافحة السرطان علما أن كل جهاز يكلف أكثر من 250 مليون دج. وفي السياق ذاته وعد الوزير بإمداد مستشفى أول نوفمبر بجهازين (2) من هذه الصفقة في حال تمكنت إدارته من إنشاء مركز لمكافحة السرطان. وكان ذلك إحدى تعليمات ولد عباس أمس، وقع الإختيار على الطابق تحت أرضي لإحتضان المركز الجديد. عدة نقاط سوداء أشار إليها ذات المسؤول من مستشفى أول نوفمبر أهمها قضية إختفاء كاميرتين (2) لتصوير العمليات الجراحية من هذه المؤسسة، وأعطى تعليمات لمدير الصحة لولاية وهران بفتح تحقيق حول ظروف إختفائهما علما أنهما يكلفان 280 مليون دج. وفي حديثه عن أهمية هذه المؤسسة الإستشفائية ورغبة رئيس الجمهورية في جعلها مرجعا وقطب إمتياز على المستوى الإفريقي، منع الوزير المسؤولين على قطاع الصحة بولاية وهران إرسال أي مريض للتداوي والعلاج إلى مستشفيات العاصمة مهما كانت حالة وخطورة صحته. وأسهب الوزير كثيرا في حديثه عن تحويل مستشفى أول نوفمبر إلى مؤسسة صحية بإمتياز تتم بها العمليات الجراحية الدقيقة بالإضافة إلى تطوير قطاع البحث فيه، وهو نفس مسعى مدير المستشفى الذي أكد في تداخله أمام الصحافة بأن المؤسسة الإستشفائية أول نوفمبر لا تغطي نقائص مستشفى بن زرجب، وأشار المدير أيضا بأن مؤسسته تعمل بنسبة 100 ٪ و42 مصلحة إستشفائية مفتوحة وتستقبل المرضى. فعند تنصيبي كمدير يقول كانت تعمل ب 800 مستخذم من أطباء وشبه طبيين أما اليوم فيوجد 1800 عامل. طائرات لنقد المرضى: ومن جملة المشاريع الهامة الموجهة لقطاع الصحة هي إقتناء طائرتين (2) و(5) مروحيات لنقل المرضى المستعجلين، وسيحصل مستشفى أول نوفمبر على مروحية واحدة، كما وعد الوزير أيضا بتوفير العدد الكافي من سيارات الإسعاف. وللتذكير فإن مستشفى أول نوفمبر قد تدعم منذ مطلع هذه السنة بمصلحة إستعجالات وفرقة للإعانة الطبية المستعجلة (SAMU) وتشير أرقام رسمية بأن هذه المؤسسة قد كلفت خزينة الدولة حوالي 24 مليار دج منها 14 مليار دج للتجهيز فقط علما أن حجر أساسها قدوضعه رئيس الجمهورية في نوفمبر 2000 وأرادها أن تكون مرجعا طبيا حقيقيا لقطاع الصحة على المستوى الإفريقي، ومتخصصة في مختلف عمليات جراحة وزرع الأعضاء. أول عملية زرع الكبد نهاية جانفي أعلن المدير العام للمؤسسة الإستشفائية الفاتح نوفمبر أمس عن إجراء أول عملية زرع كبد يوم 29 جانفي الجاري سيجريها البروفيسور بن معروف أحمد نور الدين رئيس مصلحة جراحة الكبد الصفراوي وزرع الكبد حصريا للجمهورية بأن العملية ستتم في حدود الساعة الثامنة صباحا وسيرافقه فرقة طبية متخصصة من فرنسا يترأسها البروفيسور (DENIS CASTAING)الذي أجرى لوحده 3 آلاف عملية مماثلة، وأوضح ذات البروفيسور بأن عملية مماثلة تكلف 300 ألف أورو بفرنسا. وقد تمكن الطاقم الطبي للمستشفى والمرافق بأطباء متخصصين آخرين من العاصمة مثل البروفيسور ڤرابة عبد العزيز من توفير المتبرعين وهما زوجان، وحاليا تأخذ هذه الأعضاء من الأحياء في إنتظار صدور قانون يسمح بأخذ الأعضاء من الأموات صرح الوزير على هامش زيارته الميدانية بدل شرائها من الخارج وهي تكلف الخزينة أموالا طائلة، كما يرتقب كذلك زرع رئة نهاية هذه السنة.