ابتهالات ومحاضرات بالمسجد القطب ابن باديس وبالزاوية البلقايدية يحتفل الجزائريون الليلة وسكان ولاية وهران، بذكرى المولد النبوي الشريف، في أجواء تملأها الفرحة والبهجة بخير البرية والأنام، ولأن العائلة الوهرانية متمسكة بتقاليدها وعاداتها الحميدة، فقد سارعت هي الأخرى إلى التحضير لهذه السانحة الدينية بمختلف الأطباق والحلويات المعروفة، حتى تزين مائدتها احتفاء بهذه الذكرى العزيزة على كل مسلم ومسلمة، والمتجول في مختلف أسواق ومحلات الولاية. يشاهد ذلك الإقبال الكبير على مختلف أنواع الشموع والحناء، بالرغم من سعرها المرتفع، لكن وحسبما أكدته لنا إحدى السيدات وجدناها رفقة أبنائها وبناتها الصغار، تشتري في الشموع وبعض الألعاب النارية المضيئة، أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، يعتبر شيئا مقدسا بالنسبة لها، حيث وككل عام تسارع إلى تحضير الحلويات التقليدية على غرار طبق "التقنتة" و«الرفيس" و«البغرير"، فضلا عن مأكولات أخرى اعتاد سكان الغرب الجزائري على تحضيرها مثل :«الرقاق" و«الكسكسي" و«الحريرة" وغيرها من الأكلات الشهيرة، مضيفة قامت مثلها مثل باقي ربات البيوت بشراء الشموع حتى تشعلها في الليل، رفقة أولادها الصغار، مع استحضار بعض الأناشيد الدينية والابتهالات، وهو نفس الأمر الذي أكده لنا أحد المواطنين الذي وجدناه رفقة زوجته، يهم بالانصراف من سوق الحمري، قد انتهى من شراء جميع أغراضه التي يحتاجها للاحتفال بهذه الذكرى النبوية الشريفة، موضحا أنه كلما حلّت هذه المناسبة العطرة، يلبس أجمل الثياب ويتطيب بالمسك ويذهب للمسجد لتلاوة القرآن ومن ثمة متابعة مختلف الدروس التي يلقيها إمام مسجد الحي. وتجهزت مختلف المؤسسات التربوية، ومنذ مدة لإحياء هذه السانحة الدينية الزكيّة، حيث قامت المدارس بتنظيم مسابقات فكرية وحفلات دينية رفقة الأطفال المتمدرسين، حيث يغرس المعلمون في نفوسهم شمائل النبي السمحاء والوسطية، هذا طبعا دون أن ننسى تنظيم مختلف المساجد والجوامع بالولاية، لسلسلة من الدروس والمحاضرات والابتهالات احتفاء بسيد الخلق أجمعين محمد صلى الله عليه وسلم، أولهم الجامع القطب عبد الحميد بن باديس، الذي سيكون هو الآخر في الموعد من خلال استضافته لنخبة من الأئمة والشيوخ الأجلاء القادمين من مصر، حيث من المنتظر أن تكون الليلة روحانية، صوفية ومناسبة لتذكر خصال الرحمة المهداة والعمل قدر المستطاع للاقتداء بها والتزود بها في هذه الدنيا، للتغلب على مختلف الصعاب التي تواجهنا في الحياة، والأمر سيان بالنسبة للزاوية البلقائدية الهبرية بسيدي معروف، التي تجهزت كما ينبغي لإحياء هذه المناسبة الدينية العليلة، من خلال ختم القرآن، وتقديم دروس ومداخلات لمختلف الشيوخ والأساتذة المحاضرين، المختصين في السيرة النبوية الغراء. هذا طبعا دون أن ننسى مختلف الجمعيات والحركات الجمعوية الفاعلة في هذا الشأن، والتي ستقوم وكباقي الأعوام السابقة بتكريم حفظة القرآن وختان الأطفال وتكريم المسنين والمرضى في مختلف المستشفيات والعيادات الطبية.