* تكريم الفائزين وحفظة القرآن في سيدي بلعباس والأغواط عندما كانت الإنسانية تعيش في ظلام وجاهلية سطع نور الرسالة المحمدية بكلمة »إقرأ« التي تدعو إلى العلم والنور والمعرفة وإدراك أن هناك إله واحد أحد خلق الكون والبشر وسائر المخلوقات الأخرى لعبادته وترك حمل معجزة الكون لآخر الرسل سيدنا محمد عليه ألف صلاة وكانت أحلى معجزة في قوة وعذوبة القرآن الكريم الذي حمل قصص الأولين واكتشافات التي لاتزال تظهر مع كل عصر والتي كانت قوتها في العلم والمعرفة بأول كلمة نزلت على خير الخلق سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم). ورغم ما تحمله سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) من بطش وجبروت قريش وغيره من الأقوام إلا أنه صبر وتحمل في سبيل رؤية رسالة اللّه تصل إلى العالمين رحمة والحمد للّه بعد قرون من الزمن لازال المسلمون يحتفلون بالمولد النبوي عليه ألف صلاة من باب الحب والصلاة عليه والحفاظ على رسالة الإسلام والقرآن الذي أقسم رب العزة بالحفاظ عليه إلى يوم رفعه من الأرض إلى السماء. والشعب الجزائري مثل باقي الأمم الإسلامية يحتفل بهذه المناسبة العزيزة على قلبه بتلاوة القرآن في المساجد والبيوت ويتذكر سيرته العبقة، ولاتزال العائلات الجزائرية في كل بقعة من هذا الوطن تحافظ على عاداتها وتقاليدها الأصيلة التي توارثتها أجيالها عبر الزمن لإحياء ميلاد خير الأنام الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) وتزامنا مع حلول شهر ربيع الأول تبدأ العائلات بتنظيف البيوت وإقتناء أغراض منزلية جديدة للتبرك بهذا الشهر الفضيل مع عقد جلسات بحضور الأهل والأقارب والجيران خاصة على مستوى الاحياء الشعبية تتخللها تناول الشاي والحلويات التقليدية وإلقاء قصائد شعرية في مدح الرسول الكريم لتتواصل إلى غاية الثلث الأخير من الليل. وخلال ليلة المولد النبوي الشريف يجتمع أفراد العائلة خصوصا الأطفال حول مائدة من الشموع ويرددون أناشيد وقصائد دينية على إيقاع الطبول لتختتم بوضع الحنة للأطفال كما تستقبل النسوة فجر 12 من ربيع الأول بالزغاريد. وفي نفس اليوم تعكف ربات البيوت على طهي مختلف الأكلات التي عادة ما تحضر عند إزدياد مولود جديد مثل »البركوكس بالدجاج« و»الرفيس« و»التقنتة« أو كما تعرف بالطمينة الممزوجة بالحلويات والفول السوداني وغيرها إلى جانب طهي إحدى الأكلات الشعبية المشهورة بالمنطقة وهي الرقاق بالدجاج وبعد مرور أسبوع يجتمع الأهل والأقارب للاحتفال ب»السبوع« حيث تقدم أكلة »البركوكس« مع احتساء الشاي والقهوة بالحلويات التقليدية على غرار القريوش والمقرود. وتشهد مختلف المساجد والزوايا قراءة الهمزية للشيخ النبهاني التي تضم ألف بيت حول الرسول الكريم من مولده إلى وفاته مع قراءة القرآن الكريم وقصائد المدح لتختتم ليلة المولد بختم القرآن. من جهة أخرى وإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف بسيدي بلعباس بدأ يوم الخميس المنصرم بتنظيم حفل ديني بهيج خاص بالنساء وذلك بدار الثقافة حيث تناول خلاله الشيخان بوبكر بدراني ونسيم بلمصطفى خصال وشمائل المصطفى الكريم أعقبتهما المجموعة الصوتية التي شنفت أسماع الحاضرات بأناشيد دينية متنوعة ثم فرقة مسجد بن تيمية التي رددت ابتهالات دينية تفاعل معها الجميع. أما أمس السبت فالموعد كان بمسجد زيد بن ثابت وبحضور السلطات المحلية أين جرى تكريم الفائزين العشرة الاوائل في مسابقة حفظ القرآن الكريم بينهم الطفل بن ضياف أيوب (7 سنوات ونصف) الذي يستوعب 60 حزبا ومن اليافعين بلحاج عبد الكريم وتميز الحفل بأن رتل المقرىء رياض الجزائري بصوته الشجي آيات من الذكر الحكيم بينما السيد مشنان مدير مركزي بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف تطرق في محاضرته إلى إبراز جوانب من السيرة العطرة لسيد الأنام محمد (صلى الله عليه وسلم) وتوج بإكراميات تضل بها سكان الحي الذي يتواجد فيه مسجد زيد بن ثابت لفائدة الضيوف. للإشارة فإن الاحتفال بذكرى مولد سيد الخلق شمل جل مساجد الولاية من خلال إلقاء الدروس الدينية وترتيل القرآن الكريم وتكريم المتفوقين في مسابقات حفظ القرآن الكريم كما شمل أيضا عديد الزوايا كالزاوية العلوية والزاوية التيجانية والزاوية الهبرية والزاوية البلقايدية التي دأبت على إقامة سهرات دينية مفعمة بالذكر والخشوع والإيمان تمتد إلى ساعة متأخرة من الليل في أجواء روحانية. ومن جهة ثانية سطر ديوان مؤسسات الشباب بالاغواط برنامجا احتفاليا واسعا بمناسبة المولد النبوي الشريف يتم إجراؤه عبر مختلف الملحقات التابعة له بالولاية حيث تضمن برنامجه جملة من المعارض المتنوعة، والمسابقات الفكرية، الثقافية منها والدينية تخص حفظة الاحاديث النبوية الشريفة ومرتلي القرآن الكريم من مختلف الاعمار والجنس، إضافة الى تنظيم دورات رياضية بين الأحياء في كرة القدم والكرة الحديدية، ومسابقات في الرسم والخط العربي والصحافة الاسلامية تحت شعار موروثنا الاسلامي في جيل خمسينية الاستقلال، تتخللها توزيع مطويات تعكس الاعتزاز بالمناسبة، كما تجري التحضيرات بدار الشباب المنار لاحتضان الحفل الاختتامي الذي سيتوج بتكريم الفائزين في مختلف المسابقات المسطرة، وبالموازاة مع ذلك تشهد دار الثقافة عبد اللّه بن كريو المهرجان الولائي السادس للمديح الديني بمشاركة فرق محلية من أبرزها فرقة القبس، والفردوس للإنشاد والموشحات وفجر السلام والإسراء للإنشاد والطرب ومن المتوقع حسب محافظ المهرجان محمد ميساوي مشاركة منشد الشارقة عبد الحميد سراج، تكون مسبوقة بمحاضرة للأستاذ محمد عقاقنة. كما تتواصل ومنذ حلول شهر ربيع الأول الاحتفالات الدينية عبر المؤسسات الدينية والتربوية في إجراء مسابقات وحلق للذكر واستلهام العبر من الدروس المحمدية.