ضيّع المنتخب الوطني للمحليين أمس فرصة كبيرة لضمان التأهل إلى الدور المقبل بعد تعادله (2 2) أمام المنتخب الغابوني في إطار الجولة الثانية من البطولة التي تقام بالسّودان. ووجد أبناء المدرب عبد الحق بن شيخة صعوبة كبيرة للدخول في المباراة رغم الضغط الطفيف الذي فرضوه على المنافس في الدقائق الأولى خلال الشوط الأول، حيث غابت الفعالية والتركيز عن هجوم »الخضر« في هذه المرحلة، حال التسرع دون فتح باب التسجيل، حيث تمركزت الكرة أكثر في وسط الميدان وكان الحذر سيّد الموقف بين المنتخبين أبرز فرصة في الشوط الأول أتيحت للخضر في الدقيقة 34، وبعدها بأربعة دقائق فقط، اللاعب إيبانڤا من جانب الغابون يتلقى البطاقة الحمراء ويُطرد بعد عرقلته لسوداني، لكن هذا الطرد لم يأت بالجديد لتنتهي المرحلة الأولى بنتيجة التعادل السلبي. مع بداية الشوط الثاني لم يطرأ على تشكيلة بن شيخة أي تغيير، وبينما الجميع يترقب استغلال الخضر النقص العددي للمنافس من أجل فتح باب التسجيل، حدث ما لم يكن في الحسبان، حيث استفاد لنغوالاما من سوء المراقبة في دفاع المنتخب الوطني ليسدّد نحو المرمى معلنا تقدم الغابون بهد ف دون ردّ، هذا الهدف غيّر من مجرى اللقاء حيث اكتسب »الفهود« ثقة أكبر في النفس وتمركزوا في الدفاع للحفاظ على عذرية شباكهم، وكانت التغييرات التي أجراها الناخب الوطني عبد الحق بن شيخة في محلها عموما، إذ وبعد دخول حاج عيسى في الدقيقة 27 مكان جليط، إنتعش وسط ميدان »الخضر« وأتيحت لرفقاء لموشية عدة فرص لم يحسن مهاجمو المنتخب ترجمتها إلى أهداف، كما نزل ڤاسمي مكان جابو الذي لم يظهر كثيرا في هذه المباراة، وكان ذلك في الدقيقة 63، لكن البديل الثاني لم يكن في المستوى وتميز أداؤه ببطء كبيرعلى الجهة اليمنى واضطرّ أنصار »الخضر« للإنتظار إلى غاية الدقيقة 70 أين قام حاج عيسى بعمل كبير وسط الميدان مرّر على إثره الكرة على الجهة اليسرى إلى يخلف، هذا الأخير بدوره يقدم فتحة نحو سوداني الذي أسكن الكرة بإحكام في مرمى المنافس برأسية ليعدّل النتيجة في وقت جدّ مناسب، حيث عاد هجوم الخضر ليفرض ضغطا رهيبا على دفاع الغابون وكاد مسجل الهدف الأول سوداني أن يضاعف النتيجة في الدقيقة 77 بعد قذفة تصدّى لها الحارس الغابوني بصعوبة منقذا مرماه من هدف محقق، بعد هذه اللقطة أجرى عبد الحق بن شيخة آخر تغيير له عندما أقحم فهام بوعزة اللاعب اللاعب السابق لمولودية وهران والحالي لوفاق سطيف مكان مسعود الذي كان ظلا لنفسه طيلة 78 دقيقة، هذا التغيير سرعان ما أتى بثماره، حيث قدم بوعزة توزيعة من ذهب وجدت سوداني مرة أخرى في استقبالها ليضع الكرة في الشباك قبل دقيقة فقط من انتهاء الوقت الرسمي لتصبح النتيجة (2 1) لصالح الجزائر، لكن الوقت بدل الضائع حمل مفاجأة غير سارّة لعشاق الكرة الجزائرية، حيث تمكن الغابونيون من تعديل النتيجة بعد خطأ فادح من الحارس زماموش الذي لم يحسن إمساك الكرة. وبهذا التعادل المخيب يكون المنتخب الوطني قد رهن حظوظه في التأهل إلى الدور المقبل، وأصبح أمام حتمية الفوز في المباراة الثالثة أمام البلد المنظم السودان إذا أراد التأهل والذهاب بعيدا في هذه المنافسة.