في سنة 2004 ولمعالجة ظاهرة البطالة التي تفشت بشكل ملفت ، خاصة بعد العشرية السوداء ، اتخذت الدولة خطوة جريئة تهدف من ورائها تجفيف منابع البطالة ، حيث راحت تنشأ وكالات عدة كلها في خدمة الشباب خاصة منها الفئات المحرومة ، ومن بين الوكالات التي كان ولا زال لها الفضل في معالجة قضايا الشباب ، الوكالة الوطنية للتسيير القرض المصغر / Angem ، التي ظهرت في سنة 2004 إلا أنها لم تدخل العمل إلا في سنة 2005 مقرها الجزائر العاصمة . وتعمل تنسيقية ولاية مستغانم مع أكبر عدد ممكن من الفئات الضعيفة الموجودة في المجتمع منها مثلا الفئة المنعدمة أو ضعيفة الدخل ، تليها فئة ذوي الاحتياجات الخاصة تتبعها فئة خريجي السجون دون أن تنسى فئة الحراقة وأخيرا المرأة الماكثة في البيت ، هذه المجموعات المحرومة والتي تعيش في وضع إجتماعي خاص من حيث التمويل المالي والمعنوي استحدثت الدولة لها هذه الوكالة حتى لا تهمش أكثر مما هي عليه من قبل . قيمة الإعانات تتراوح ما بين 30 ألف إلى 400 ألف دينار وبخصوص الإعانات التي تمنحها الوكالة إلى الفئات المذكورة وهي على شكل قروض تتراوح قيمتها ما بين 30.000 إلى 400.000 دينار جزائري أي بمعنى آخر من 3 ملايين إلى 40 مليون ، إضافة إلى أن التنسيقية تمنح كذلك لهذه الشريحة المذكورة أجهزة عدة ، مثلا القروض المصغرة التي يستفيد منها للشباب والتي تساوي 3 ملايين هي سلفة بدون فائدة وتمنح نقدا ، يستخدمها كل من يستفيد منها لشراء المادة الأولية ، على أن يسدد ما اقترضه من الوكالة في فترة أقصاها 15 شهرا ، يستفيد من هذا القرض كل من يريد العمل في مجالات لا تتطلب استثمارا كبيرا في بداية الأمر منها مثلا صنع الحلويات التقليدية ، الطرز ، الخياطة والحلاقة بمعنى كل نشاط بسيط لا يحتاج إلى وسائل ثقيلة ، أما ما تعلق بالقرض الذي تتراوح قيمته ما بين 5 إلى 40 مليون ، فإن الوكالة أو التنسيقية بولاية مستغانم تمنح لكل من يستفيد منها تسديدها في فترة لا تتجاوز 60 شهرا أي بين سنة وخمسة سنوات ، ملاحظة مهمة لا تمنح هذه القيمة المالية نقدا كالقرض الأول المذكور آنفا وإنما يستفيد منها الشباب الذين تقبل الوكالة ملفاتهم ، حيث تمنح لهم قرضهم على شكل عتاد ، حيث يختار الأدوات التي يريد أن يعمل بها وينطلق في المشروع الذي يختاره ، تكون لهذه السلفة لكل ما له علاقة بالخدمات ، مثلا قاعات الهواتف المتعددة الخدمات أو قاعات الإنترنات وحتى الأكل الخفيف أو ما يعرف بالوجبات الخفيفة ، وكذا ما يتعلق بالطلاء ، البناء والعمل في الجبس ... الفلاحة هي الأخرى حاضرة ، حيث تقدم التنسيقية الولائية لولاية مستغانم " angem " مساعدات للشباب تخص مثلا تربية النحل والزراعة الإرتوازية وكذا تربية الأرانب والدواجن وحتى إقامة مشتلة خاصة بالزهور ، أما ما تعلق بالصناعة الخفيفة فإن التنسيقية تمول مثلا كل شاب يريد العمل في كهرباء السيارات أو الميكانيك أو التلحيم ، الملاحظ في كل هذا أن ما ذكر ما هي إلا عينات صغيرة عن ما يمكن أن يقوم به الشباب لإيجاد مكان حقيقي في الساحة الإجتماعية والإقتصادية ، هذه الإستراتيجية التي انتهجتها الوكالة سمحت لها في الأخير أن تمول 4531 مؤسسة مصغرة أو مستفيد بمبلغ 3 ملايين ، أما عدد المشاريع التي تمول بالعتاد والتي تتراوح قيمتها بين 5 إلى 40 مليون فقد بلغت إلى حد الساعة 646 مشروع موزع عبر تراب الولاية ، بخصوص الحراقة فقد مونت التنسيقية الولائية 9 مشاريع ، ما تعلق بخريجي السجون ساهمن في تمويل 54 مشروعا ، أما بخصوص بالمرأة الماكثة في البيت فإن الوكالة قدمت لها دعما خاصا بالقرض المصغر ، وإلى غاية هذه الساعة استفادت ما لا يقل عن 1700 امرأة ، استفاد 20 شابا من ذوي الإحتياجات الخاصة من القروض بعدما سويت ملفاتهم ووافقت عليها اللجنة. دور التحسيس في وسط الشباب وفيما يتعلق " بمحلات رئيس الجمهورية " فقد منحت الأولوية للمستفيدين من مختلف مؤسسات أجهزت الدعم على غرار [ angem ] مديرية التشغيل بما فيها [ anem ] الوكالة الولائية للتشغيل و[ ansej ] الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب و[ cnac ] الصندوق الوطني للتأمين ومديرية التكوين المهني ، للوكالة أو التنسيقية الولائية أهداف تأمل تحقيقها خلال السنوات القليلة القادمة خاصة منها رفع عدد المستفيدين من القرض المصغر ، بلوغ هذه النتائج لن تأتي إلا بإستراتيجية موفقة خاصة تكون مرتكزة على اقترابها أولا من الشباب تحسيسه بمختلف الأدوار التي تقوم بها الوكالة أو التنسيقية الولائية حيث العمل بالتنسيق مع الوكالات المذكورة سابقا ، حيث أن هذه العملية هي جارية اليوم وعلى قدم وساق خاصة على مستوى مراكز التكوين المهني والتمهين وكذا من خلال قيام ما يعرف بحملات التشغيل والتي تندرج في إطار مساعي محاربة البطالة على مستوى الولاية ، من ذلك مثلا القيام بحملات تحسيسية وسط شباب مختلف البلديات الموزعة عبر تراب الولاية ( 32 بلدية ) حيث تشترك في الخرجات الميدانية كل الوكالات الموجودة في الساحة ، مما يسمح لهذه الوكالات تعريف الشباب عن مختلف آليات وميكانيزمات التشغيل المتواجدة على مستوى الولاية بما فيها أجهزة الدعم ، كما أنها تعمل في نفس الوقت على الإكثار من الحملات الإعلامية سواء عبر وسائل الإعلام كالصحافة أو الإذاعة المحلية " إذاعة الظهرة " أو الأبواب المفتوحة والأيام التحسيسية وهذا كله من أجل السعي إلى تنظيم معرض للبيع وهو ولائي يشمل بعض المستفيدين من الجهاز المصغر على مستوى الولاية مما يسمح لهم بتسويق منتجاتهم وإيجاد زبائن محتملين .