عرفت مساحات الأشجار المثمرة بولاية الشلف تراجعا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة نتيجة الحرائق المتكررة التي أتت على العديد من الهكتارات، إلى جانب الآثار السلبية المترتبة عن الظروف الأمنية التي شهدتها الولاية في وقت مضى والتي انعكست سلبا على العناية بالأشجار المثمرة و بالفلاحة عموما، و قد أدى هذا الوضع إلى تضاؤل إنتاج الولاية في هذا الصدد، الأمر الذي دفع بالمسؤولين إلى تبني استراتيجية واضحة لتدارك النقص المسجل وإعادة الاعتبار للغطاء النباتي والثروة الغابية للولاية، لا سيما الأشجار المثمرة، حيث حظيت الولاية ببرنامج هام يرمي إلى غرس مساحات هائلة من مختلف الأشجار المثمرة غير أن الأولوية أعطيت لزراعة الزيتون بحكم خصوصياته الطبيعية ومنافعه الإقتصادية حيث سجل في هذا الشأن برنامج يهدف إلى غرس ما لا يقل عن 10 الاف هكتار من أشجار الزيتون على مدى 5 سنوات لتوسيع مساحات هذه الزراعة في غضون الخمس سنوات المقبلة منها غرس 1500 هكتار خلال السنة الجارية كمرحلة أولى، حيث انطلق في تجسيدها بالمناطق النائية قصد رفع إنتاج هذا المحصول. ومن جهة أخرى العمل على تثبيت سكان المناطق الريفية في قراهم الأصلية و مساعدتهم على خلق مداخيل إضافية لتحسين ظروفهم المعيشية و دعم الاقتصاد الوطني وكذا تموين وحدات التحويل بالزيتون لإستخراج زيوته، وهو نفس البرنامج الذي سيمس أشجار الحمضيات وتوسيع المساحات الخاصة بها عبر كافة المناطق النائية لإعادة إحياء سنوات إنتاج هذا النوع من الأشجار المثمرة، ومن أجل ذلك وجهت الأولويات نحو الاعتماد على المخزون الحيوي بسدي سيدي يعقوب بأولاد بن عبد القادر وسد وادي الفضة وأربع حواجز مائية لضمان توسيع المساحات الخضراء المسقية و مضاعفة الإنتاج الفلاحي وامتصاص البطالة في وسط الشباب وتحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي في أوساط سكان المناطق الريفية وسيتم في هذا السياق غرس وبصفة تدريجية نحو ألفي شجرة سنويا إلى غاية نهاية العملية في آفاق 2014، حيث تندرج العملية في إطار برنامج التنمية الريفية المندمجة، وقد اختيرت ولاية الشلف كولاية نموذجية لتجسيد هذا البرنامج الطموح، إذ أوضحت مصالح محافظة الغابات لولاية الشلف إلى أنها حرصت على توفير كل الظروف الملائمة من أجل ضمان تجسيده، حيث تم اختيار المناطق التي ستغرس بها هذه الأشجار وهي تلك التي تضررت من الحرائق أو التي تعرف بإنتاج قليل للزيتون، بمعنى أنها تحوي حوالي 70 شجرة بكل هكتار واحد. واستنادا إلى توضيحات ذات المصالح، فإن الهدف من هذه العملية التي سخرت لها المديرية كل الظروف من أجل ضمان تجسيدها على أرض الميدان، هو العمل على تدارك العديد من الهكتارات التي فقدتها البلديات بسب ألسنة الحرائق التي أتت على مساحات من الأشجار المثمرة، خاصة منها أشجار الزيتون، ما يعمل على تدارك النقائص وتشجيع الاستثمار، إضافة إلى مباشرة الحملات التحسيسية السنوية من أجل حماية الثروة الغابية التي تصاحبها عدة نشاطات منها غرس أشجار وحملات لتنظيف الوسط الغابي من كل ما يؤدي إلى تدهورها ويشكل خطرا عليها فيما بعد، خاصة الحرائق ، وتسعى كل من مصالح مديرية الغابات والفلاحة بالولاية، إلى تشجيع الفلاحين على الاعتناء بالأشجار بمختلف أنواعها، خاصة منها المثمرة لضمان وفرة الإنتاج، حيث يرتقب جني إنتاج تقدره المصالح هذه السنة بنحو 600 ألف قنطار من الزيتون، ما يسمح بعصر أكثر من 10 آلاف لتر من زيت الزيتون.