أكد وزير الداخلية والجماعات المحلية السيد دحو ولد قابلية مساء الاثنين ان غلافا ماليا يفوق 5ر6 مليار دج قد تم رصده لتمويل البرنامج الخاص بتنمية المناطق الحدودية ببرج باجي مختار و تيمياوين (ادرار). وأوضح السيد ولد قابلية خلال لقاء مع اعيان هاتين المنطقتين الواقعتين في اقصى جنوب ولاية أدرار على بعد كيلومترات من الحدود الجزائرية-المالية ان هذا الغلاف المالي المعتبر سيخصص لتحسين الظروف المعيشية للسكان المحليين وكذا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة. ويندرج هذا البرنامج الموجه لهاتين المنطقتين الحساستين في إطار نشاطات السلطات العمومية الهادفة الى التكفل بالمناطق الحدودية لاقصى جنوب البلاد. وقال انه تم الاعلان عن برنامج مماثل في عين قزام بجنوب تمنراست بينما ستستفيد المناطق الحدودية لولاية ايليزي من برنامج واسع النطاق. واعتبر ان هذه الحركية الجديدة "ليست لها خلفية سياسية أو ديبلوماسية محلية أو جهوية. انما تمثل فقط حصتكم من التنمية". كما اشار السيد ولد قابلية الذي كان مرفوقا بوزير الموارد المائية السيد عبد المالك سلال خلال هذا اللقاء الذي جرى في اطار زيارة عمل وتفقد للمنطقة إلى أن عشرة ورشات قد حظيت بالموافقة من أجل تجسيد هذا البرنامج الخاص. ويتعلق الامر بقطاعات المياه و الاشغال العمومية و الكهرباء والتربية والتكوين والصحة والسكن والفلاحة والتشغيل و الشباب. وفيما يخص التربية و التكوين ذكر الوزير بانجاز اكمالية مزودة بمطعم بقدرة 200 وجبة يوميا واقتناء تجهيزات التكييف الهوائي وإنجاز مركز للتكوين المهني و التمهين. وفي مجال الصحة اعلن السيد ولد قابلية عن انجاز عيادة متعددة الاختصاصات مزود بمصلحة الامومة لوضع حد لمعاناة نساء المنطقة اللواتي يجبرن على قطع مسافة 1000 كم لوضع مولودهن بمدينة أدرار مع كل الأخطار التي تتضمنها وكذا اقتناء سيارات الاسعاف رباعية الدفع. وبشأن الكهرباء أشار الوزير إلى اقتناء 400 مجموعة من المستلزمات الخاصة بانتاج الطاقة الشمسية بالموازاة مع إنجاز شركة سونلغاز لمحطة كهربائية بطاقة 400 كيلوفولط تعمل بالمازوت مما سيسمح بتقليص إنقطاع التيار الكهربائي المتكرر خاصة في فترة الحر الشديد. الموارد المائية في الصدارة وفي مجال الموارد المائية يتضمن البرنامج حفر بئرين عميقين و نحو عشرة آبار مخصصة للمواشي و انجاز خزان بسعة تقارب 1000 متر مكعب و انجاز شبكة تطهير وكذا ترميم وتوسيع شبكة صرف المياه الى جانب اقتناء شاحنتي صهريج من تمنراست التي أصبحت في غنى عنهما بعد انجاز المشروع الضخم لتحويل المياه من إن صالح الى تمنراست. وفيما يخص هذه النقطة اعلن السيد سلال مخاطبا الاعيان ان منطقة برج باجي مختار ستستفيد في اطار نفس البرنامج من تحويل المياه انطلاقا من تقراوت على بعد 80 كم بقيمة ملياري دينار منها قيمة مليار مسجلة في اطار هذا البرنامج. وفيما يتعلق بالاشغال العمومية من المقرر ترميم جزء بمسافة 50 كلم من الطريق الرابط بين برج باجي مختار وتيمياوين الذي يضاف الى جزء بمسافة 200 كلم يتم تنظيم اعلان عن مناقصة بشانه و تحسين هياكل مطار برج باجي مختار و اقتناء تجهيزات لصيانة الطرقات لفائدة المنطقتين. و فيما يتعلق بالسكن يتضمن البرنامج الخاص إنجاز 200 سكن ريفي مع إمكانية رفع عددها إلى 300 سكن وفقا للاحتياجات المعبر عنها و 50 سكنا وظيفيا فضلا عن إعادة تأهيل الأحياء الموجودة و ترميم شبكة الطرقات و مختلف الشبكات. كما يتعلق الأمر بدراسة لتهيئة و إنشاء قريتين على مستوى النقطة الكيلومترية 200 و النقطة الكيلومترية 400 على الطريق الرابط بين برج باجي مختار و رقان. و أوضح السيد ولد قابلية أنه خصص لقطاع الفلاحة غلاف مالي بقيمة 1 مليار دينار مضيفا أنه سيتم تحديد الإجراءات الخاصة بتطبيقه بالتشاور مع الفاعلين على مستوى المنطقة. و فيما يتعلق بالشباب و التشغيل تقرر فتح مناصب جديدة لفائدة الشباب الجامعيين و حاملي الشهادات في إطار عقود ما قبل التشغيل لمدة ثلاث سنوات يستفيد هؤلاء الشباب بعد انقضائها من إدماج كلي فضلا عن تسهيل الحصول على قروض مصغرة وتأهيل المسيرين الشباب في المهن المرتبطة بالتسيير الإداري وفقا لاحتياجات المنطقتين. كما يضم هذا البرنامج الخاص الهام عمليات أخرى لاسيما بناء مكتب بريد بكلتا المنطقتين و بناء مذبح و تقديم 1000 خيمة و 10000 بطانية للبدو الرحل و بناء مركز تخزين و توزيع المواد الغذائية ببرج باجي مختار وإرسال كل شهر إلى هذه المنطقة قافلة تضامن مكونة من أطباء. التمسك بالوحدة الوطنية من جهة أخرى تدخل ممثلو وأعيان المنطقة بعد مداخلة السيد ولد قابلية بحيث أعربوا عن ارتياحهم للمحتوى الهام لهذا البرنامج الطموح. كما أعربوا عن مجموعة من الانشغالات المتعلقة أساسا بالتكفل بالجزائريين المولودين في شمال مالي من حيث الحصول على وثائق الحالة المدنية ووثيقة الجنسية وكذا إعادة تأهيل وترميم المساجد والمدارس القرآنية فضلا عن مرافقة الحرفيين بتوفير المواد الأولية. وفي رده التزم السيد ولد قابلية بنقل انشغالاتهم للحكومة و التكفل بها. واعترف بصعوبة حل مسألة الجزائريين المولودين بمالي في الوقت الحالي لأنها تستدعي -كما قال- دراسة معمقة بالتشاور مع الأعيان الذين بإمكانهم تحديد أصل الأشخاص المعنيين وتأكيد جنسيتهم الجزائرية. وأعرب الوزير عن ثقته في التزام سكان مناطق أقصى جنوب أدرار بالوحدة الوطنية بالرغم من الرهانات التي تشهدها المنطقة. وأوضح قائلا "لا أخشى أي تدخل أجنبي (في هذه المنطقة) بفضل الالتزام القوي للسكان بالوحدة الوطنية" مشيرا إلى أن جماعات إرهابية ستحاول التسلل إلى الجزائر عبر الحدود الجزائرية-الليبية مستغلين وضعية اللااستقرار في ليبيا. وجاء اللقاء بين ممثلي الحكومة و أعيان برج باجي مختار عقب يوم تميز بزيارة إلى هذه المنطقة و إلى منطقة تيمياوين حيث أشرف الوزيران على التشغيل الجزئي لسد جوفي لتخزين المياه الجوفية بتيمياوين وتفقد مراكز متقدمة لشرطة الحدود والجمارك بالمنطقتين المجاورتين لمالي. وتبلغ طاقة استيعاب سد تيمياوين 10 مليون متر مكعب يمكن توسيعها إلى 15 مليون متر مكعب. وسيكون السد عمليا بصفة كلية خلال الصيف المقبل.