وقع المئات من الناشطين في قطر والكويت والسعودية والبحرين عريضة تطالب بوقف التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، وتفعيل قوانين المقاطعة، ردا على ما شهدته بعض الدول الخليجية مؤخرا من زيارات رسمية لمسؤولين في حكومة الاحتلال، ومشاركة “رياضيين إسرائيليين” في أنشطة وبطولات رياضية أقيمت فيها. وأكد الموقعون على العريضة بصفاتهم الشخصية، وهم ناشطون في جمعيات مناهضة التطبيع مع إسرائيل، في دول الخليج العربية، وحركة مقاطعة إسرائيل، رفضهم المساومة على القضية الفلسطينية، مطالبين الحكومات في الخليج العربي ب”الوفاء بالتزاماتها التاريخية والأخلاقية، واتخاذ خطوات عملية وملموسة لنبذ التطبيع على كافة المستويات الرسمية وغير الرسمية، وعلى رأسها إعادة تفعيل قوانين مقاطعة الكيان الصهيوني في الخليج، تماشياً مع تطلّعات شعوب المنطقة، وذلك لمنع كافة أشكال التطبيع، وعلى رأسها المقابلات الرسمية وغير الرسمية مع مسؤولي العدو، وعدم إرسال وفود رسمية أو حتّى السماح لوفود غير رسمية لا تمثّل الدولة بزيارة الكيان الغاصب واللقاء مع مسؤوليه”. كما طالب الموقعون على العريضة، وهم ناشطون من قطر والكويت والسعودية والبحرين، ومن المتوقع أن ينضم إليهم في وقت لاحق ناشطون إماراتيون وعمانيون، ب”عدم السماح للإسرائيليين بالمشاركة في أي فعاليات رياضية أو ثقافية أو أكاديمية في دول الخليج العربي، وعدم السماح لمواطني الخليج العربي بالمشاركة بأي فعاليات من نفس النّوع تُقام في الكيان الغاصب، أو تحت إشرافه، وقطع كافة أشكال التواصل الرياضي والثقافي والأكاديمي الخليجي مع الكيان الغاصب”، و”معاقبة كل من يقوم بمخالفة ذلك بناءً على قوانين مقاطعة العدو الصهيوني في دول الخليج العربي والقوانين التي تمنع السفر إلى الكيان الغاصب”، واتخاذ كافة الخطوات اللازمة لتشجيع ودعم حركة “مقاطعة إسرائيل” في سياق سحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها. واعتبر الموقعون على العريضة، الذين ناهز عددهم حتى الآن نحو 500 ناشط وناشطة، أن زيارة بنيامين نتنياهو لسلطنة عمان في 26 أكتوبر 2018، واستقباله من قبل السلطان قابوس، شكلت صدمةً كبيرةً لشعوب دول مجلس التعاون الخليجي، حيث كشفت هذه الزيارة عن “المدى المخجل الذي تذهب إليه بعض الحكومات للتطبيع مع كيان مغتصب وعنصري يحتل أراضي عربية، ويمارس يوميًا أبشع عمليات القتل والتهجير تجاه شعبنا العربي في فلسطين المحتلة”. كما لفتوا إلى استضافة دولة قطر رياضيين إسرائيليين، بعضهم جنود سابقون، شاركوا في بطولة الجمباز العالمية التي أقيمت في الدوحة، ومشاركة فريق إسرائيلي في بطولة للجودو أُقيمَت في أبوظبي بحضور وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية، اليمينية ميري ريغيف، المعروفة بعنصريتها وكرهها الشديد للعرب، وتجوّلها في بعض المعالم السياحية في الإمارات. كما نبهوا إلى استمرار التطبيع خلال هذا العام، إذ شارك رياضيون من كل من الإمارات والبحرين في طواف إيطاليا للدراجات والمعروف باسم “جيرو دي إيطاليا” الذي أُقيمَ هذا العام في القدس، كما شارك فريق إسرائيلي في بطولة العالم المدرسية لكرة اليد التي أقيمت في قطر، وإلى استمرار الزيارات التطبيعية، حيث استضافت وزارة الخارجية القطرية وفدًا إسرائيليا للمشاركة في مؤتمر إثراء المستقبل الاقتصادي للشرق الأوسط، الذي نظّمته الوزارة، وضم ثمانية إسرائيليين يعملون في مختلف قطاعات حكومة الاحتلال، وترأس الوفد إيفال جيلادي، وهو رجل أعمال إسرائيلي كان عميدًا في جيش الاحتلال لمدة عشرين عامًا.وفي دبي، شارك وزير الاتصال الإسرائيلي أيوب قرا، في مؤتمر نظّمته واستضافته المدينة. وأكد الموقعون على العريضة رفض الشّعوب في الخليج العربي للتّطبيع مع الكيان الصهيوني، وهو ما أكدته في أكثر من مناسبة، وبشتى الوسائل المتاحة، وقالوا إن “هذه الخطوات تتسارع بالتوازي مع إمعان الكيان الغاصب في توسيع احتلاله للأراضي الفلسطينية، وتعميق وتيرة تهويد الأراضي الفلسطينية وحصار غزة، واستمرار التمييز ضد الفلسطينيين العرب داخل أراضي فلسطين التاريخية، وتزايد جرائم الكيان المحتل في حق الشعب الفلسطيني”. وانتشر على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، هاشتاغ خليجيون_ضد_التطبيع، لدعوة الشعوب في دول الخليج العربية للتوقيع على العريضة.