أكد وزير المجاهدين الطيب زيتوني، السبت بالجزائر العاصمة،”أن مسألة حماية الذاكرة الوطنية تعد اليوم أكثر من ضرورة حيوية” لكونها تشكل “العرفان الدائم لأولئك الذين صنعوا التاريخ”. وقال السيد زيتوني، خلال إشرافه على افتتاح ندوة احتضنها متحف المجاهد بمناسبة إحياء الذكرى 64 لاستشهاد البطل ديدوش مراد، أن “مسألة حماية الذاكرة هي اليوم أكثر من ضرورة حيوية، لأن الذاكرة ليست مجرد صورة أو كتابة أو مشافهة أو أحداث ووقائع عابرة، إنما هي تلك الروح التي تشعر الشعب الجزائري بالوجود والعظمة والعرفان الدائم لأولئك الذين صنعوا التاريخ”. كما أكد السيد الوزير، أن الاحتفال بذكرى استشهاد رموز الجزائر يرمي إلى “المحافظة على الأمانة” وذلك من خلال “تكريس القيم والمبادئ التي استشهد من أجلها ملايين الشهداء من 1830 إلى 1962″، مبرزا أن إحياء هذه المناسبات يندرج في إطار”تجسيد برنامج رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في ميدان الحفاظ على الذاكرة الوطنية وحماية التراث التاريخي والثقافي المرتبط بالمقاومة الشعبية والحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954 المجيدة”. وأضاف أن هذه المحطات التاريخية تشكل فرصة “لاستحضار بطولات وتضحيات الشهداء الذين كتبوا مجد الجزائر بسطور من ذهب وجعلوا من تضحياتهم قدوة ونبراسا ينير طريق الأجيال المتعاقبة في الحفاظ على الوطن وخدمته والتضحية في سبيله”. وبالمناسبة، أشاد وزير المجاهدين بالمسيرة النضالية للشهيد الرمز ديدوش مراد الذي وصف ب “قطب النضال الذي قدم تضحيات جسام في سبيل الحرية”، مذكرا بدوره في “التخطيط للثورة التحريرية حيث كان من ضمن مجموعة 22 التاريخية وكذا ضمن ال6 التاريخيين الذين أعدوا العدة لتفجير شرارة ثورة الفاتح من نوفمبر وهوالقائد الأول للمنطقة التاريخية الثانية (الشمال القسنطيني)… “. كما عرج الوزير على دور الشهيد في الكشافة الإسلامية الجزائرية وتاريخ الحركة الوطنية والمنظمة الخاصة، مذكرا في هذا المقام، بالوصف الذي قدمه رئيس الجمهورية في حق مسيرة الشهيد، حيث نعته رئيس الدولة ب “الفتى الخارق الصفات … كان كشافا ورياضيا وسياسيا وعسكريا في المنظمة الخاصة، وقائدا منظما وخطيبا مقنعا”. وتميزت هذه الندوة، التي شهدت حضور ممثلين عن الأسرة الثورية وممثلين عن الأسلاك الأمنية والمجتمع المدني، بتقديم محاضرات حول مسيرة الشهيد، ركزت في مجملها على الحنكة السياسية والعسكرية للبطل، مع التذكير بأقواله منها “يجب أن نكون على استعداد للتضحية لكل شيء بما في ذلك حياتنا… فإن استشهدنا، حافظوا على مبادئنا”. كما تم عرض بالمناسبة، شريط وثائقي حول حياة الشهيد الذي سقط في ميدان الشرف بمنطقة السمندو (زيغود يوسف حاليا)، بعد معركة غير متكافئة مع العدو، دامت قرابة يومين، وانتهت باستشهاد البطل رفقة ستة مجاهدين وذلك في 19 يناير 1955، ليكون بذلك العقيد ديدوش مراد أول قائد منطقة يفوز بالشهادة وهو في ريعان شبابه.