نظم أمس، مئات المواطنين وقفة احتجاجية في ساحة البريد المركزي وسط العاصمة، احتجاجا على تشكيلة حكومة تصريف الأعمال الجديدة. وعبر المحتجون الذين خرجوا منذ يوم 22 فيفري المنصرم وعلى مدار ست جمعات متتالية مطالبين بالتغيير عن غضبهم وعدمرضاهم على الوجوه الجديدة التي أعلن عليها أول أمس، باعتبارها تمثل النظام ذاته، ولا يوثق في قدرتها على تسيير المرحلة الحالية بكل حيادية، رافعين شعار “يتنحاو قاع”. من جانب آخر، أثارت تشكيلة الحكومة الجديدة المعلن عنها مساء أول أمس الأحد، جدلا واسعا بين الجزائريين الذين نزلوا بالمئات إلى الشارع معلنين رفضهم القاطع للحكومة المقترحة، موجة الرفض في الشارع، قابلتها حملات واسعة من الانتقاد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما الفايسبوك ضد الوزراء الجدد، وكان لوزيرة الثقافة مريم مرداسي، ووزير العلاقات مع البرلمان فتحي خويل، حصة الأسد من تعليقات ومنشورات تباينت بين سخرية وتهكّم وغضب. ورغم إسقاط الطاقم الجديد للحكومة لوجوه مغضوب عليها شعبيا، على غرار وزيرة التربية نورية بن غبريت، وزير العدل الطيب لوح.. فشلت الرئاسة في كسب رضا الشارع الجزائري، ليس بسبب سحب الجزائريين لثقتهم من رئيس الجمهورية فقط، ولا بسبب الإبقاء على 6 أسماء من الحكومة السابقة، بما فيها وزيرة البريد وتكنولوجيات الاتصال إيمان هدى فرعون، ولكن أيضا بسبب ما تضمنته التشكيلة الجديد من أسماء جديدة، أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي. الوافدة الجديدة إلى مبنى العناصر وزيرة الثقافة مريم مرداسي، صاحبة دار نشر والصحفية السابقة في جريدة “لاتريبين”، وابنة المؤرخ والباحث البروفيسور عبد المجيد مرداسي..، حظيت بحصة الأسد من الانتقادات والغضب الذي وصل حد التشهير باسمها، ونشر صور “فاضحة”، نسبت إليها رغم ظهور الفرق بين ملامحها وملامح الصور المنسوبة إليها. وفيما تدخّل عدد من الصحافيين والمثقفين للدفاع عنها على غرار وزير الاتصال السابق حميد قرين والصحافية صورية بوعمامة والكاتبة أمال زواوي.. لا تزال مريم مرداسي تثير الجدل، حيث قام البعض بالدخول إلى حسابها على الفايسبوك وشرعوا في نشر بعض الصور والمنشورات والفيديوهات التي عبرت فيها مريم مرداسي عن دعمها لحراك الشارع، حيث علقت في أحد منشوراتها على استقالة الصحفية نادية مداسي من تقديم نشرة والأخبار في التلفزيون العمومي تنديدا منها بالتضييق على حرية الصحافة وكتبت مريم مرداسي: “سيدة الشجاعة..صوت جديد للحرية”، فيما كتبت في منشور آخر رافض لانضمام ممثلي أحزاب الموالاة للحراك قائلة: “إذا انظم كل هؤلاء إلى الحراك فانا سأعود للمطالبة بالعهدة الخامسة”. وزير العلاقات مع البرلمان فتحي خويل، هو الآخر تحّول في دقائق الى مادة دسمة لحملات التهكم والسخرية عبر الفايسبوك، ليس فقط بسبب انضمامه الى الحكومة التي رفضها الشعب، ولكن أيضا لكونه ممثلا كوميديا شارك في عدد كبير من السلسلات الكوميدية من بينها سلسلة “عاشور العاشر” و”فتحي يحكي”.. وتداول رواد المواقع مقاطع كثيرة من “السكاتشات” التي قدمها الوزير الجديد، مؤكدين بأن مجرد ترشيحه فيه إهانة كبيرة للجزائريين.حيث كتب أحد النشطاء: “فتحي خويل المهرج وزير للعلاقات مع البرلمان” وكتب آخر: “قبل أيام تمنيت رئيس يضحكنا مثل السيسي فإذا بهم يسمعون ندائي ومباشرة يأتوننا بالضحك شخصيا”،وأرفق المنشور بفيديو لفتحي خويل، الذي نشرت له أيضا صور من قلب الحراك والتي ارفقت باحكام تصفه ب”الخائن”. المجموعة البرلمانية للأحرار تتبرأ من فتحي خويل أعلنت الكتلة البرلمانية للأحرار بالمجلس الشعبي الوطني، عن تبرأها من تعيين "فتحي خويل" وزيرا للعلاقات مع البرلمان في الحكومة الجديدة. وحمّل الاحرار الوزير الجديد تبعات قبوله الانضمام إلى تشكيلة نور الدين بدوي. وجاء في نص البيان الصادر الإثنين 1 عن كتلة الاحرار التي يرأسها لمين عصماني، " بعد تعيين حكومة تصريف الاعمال، نحن رئيس المجموعة البرلمانية للأحرار بالمجلس الشعبي الوطني، لم يكن لدينا علم بحيثيات تعيين النائب فتحي خويل وزيرا بالحكومة. وجاء في نص البيان الصادر الإثنين 1 عن كتلة الاحرار التي يرأسها لمين عصماني، " بعد تعيين حكومة تصريف الاعمال، نحن رئيس المجموعة البرلمانية للأحرار بالمجلس الشعبي الوطني، لم يكن لدينا علم بحيثيات تعيين النائب فتحي خويل وزيرا بالحكومة. وعليه فهذا التعيين لا يمت بتاتا بالمجموعة البرلمانية للأحرار، ويتحمل المعني شخصيا تبعات قبول انضمامه الى هذا الحكومة".