أسفر إطلاق نار ليلة الاثنين الى الثلاثاء وقع في ساحة الاعتصام في الخرطوم عن مقتل ضابط سوداني وخمسة متظاهرين، وفق ما أعلنت فجر الثلاثاء “لجنة أطباء السودان المركزية” المرتبطة بحركة الاحتجاج. وتأتي هذه الحادثة بعد دقائق من إعلان المجلس العسكري وقوى إعلان الحرية والتغيير التوصل لاتفاق على تشكيل “مجلس سيادي” جديد يحل محل المجلس العسكري الحاكم الذي يرفضه المحتجون. قتل ضابط سوداني وخمسة متظاهرين في إطلاق نار وقع مساء الإثنين في ساحة الاعتصام في الخرطوم بعيد إعلان قادة الاحتجاجات والمجلس العسكري الحاكم التوصّل إلى اتفاق على تشكيل “مجلس سيادي”، إذ جاء في بيان “لجنة أطباء السودان المركزية” المرتبطة بحركة الاحتجاج فجر الثلاثاء “بكل الحزن وببالغ الأسى ننقل لكم خبر استشهاد الشهيد السادس لهذا اليوم”. إطلاق نار حي في محيط اعتصام الخرطوم وأحصت اللجنة في عداد هؤلاء القتلى ضابطا برتبة رائد كان المجلس العسكري أعلن في وقت سابق من مساء الإثنين مقتله في الخرطوم برصاص “جهات تتربص بالثورة” لم يسمّها. وكانت اللجنة أعلنت في بيان أول أنّ من أطلق النار هي “ميليشيات النظام الساقط في محاولاتها لفضّ اعتصام الشعب السوداني الباذخ”. ويذكر أن آلاف المتظاهرين بدأوا اعتصامهم أمام مقرّ القيادة العامة للجيش في الخرطوم في السادس من أفريل. وبعد أيام، أطاح الجيش بالرئيس عمر البشير الذي حكم السودان على مدى 30 عاما، وشكّل مجلسا عسكريا من عشرة ضباط يحكم البلاد منذ قال المجلس العسكري أثناء مؤتمر صحافي عقده فجر الثلاثاء بمقر القيادة العامة للجيش “لاحظنا وجود مندسّين مسلّحين بين المتظاهرين”. وأضاف أن “لجنة تقصّي الحقائق ستثبت ذلك”. ونفى المجلس إطلاق “رصاصة واحدة ضد الشعب السوداني”. وكان المتحدّث باسم المجلس الفريق الركن شمس الدين كباشي قال في بيان مساء الاثنين إنّ من أطلق النار هي “مجموعات دخلت إلى منطقة الاعتصام وعدد من المواقع الأخرى وقامت بدعوات مبرمجة لتصعيد الأحداث من إطلاق للنيران والتفلّتات الأمنية الأخرى في منطقة الاعتصام وخارجها والتحرش والاحتكاك مع المواطنين والقوات النظامية التي تقوم بواجب التأمين والحماية للمعتصمين”. وتابع البيان أن “هذه الأحداث أدّت لاستشهاد ضابط يتبع للقوّات المسلّحة (. . . ) وإصابة ثلاثة أفراد أخرين، إلى جانب عدد كبير من الجرحى والمصابين من المعتصمين”. ولم يكشف المجلس في بيانه عن هوية مطلقي النار، مكتفيا بالقول إنّ ما جرى تقف خلفه “جهات تتربّص بالثورة أزعجتها النتائج التي تم التوصل إليها اليوم وتعمل علي إجهاض أي اتفاق يتم الوصول إليه وإدخال البلاد في نفق مظلم”. وفي وقت سابق الاثنين أعلن المجلس العسكري وقوى إعلان الحرية والتغيير التوصّل لاتّفاق على تشكيل “مجلس سيادة” جديد يحل محل المجلس العسكري الحاكم، على أن يتمّ الاتفاق الثلاثاء على نسب المشاركة بين العسكريين والمدنيين والمدّة الزمنية الانتقالية. وقبيل انطلاق الاجتماع، أغلق عشرات المتظاهرين شارع النيل الرئيسي لليوم الثاني على التوالي، وكذلك طريقا مؤديا لحي بحري الشمالي في العاصمة. وجاء الاختراق في المفاوضات بعد أن أعلن مكتب النائب العام السوداني الوليد سيد أحمد أن “النيابة العامة وجّهت اتهاما للرئيس السابق عمر حسن أحمد البشير وآخرين بالتحريض والاشتراك الجنائي في قتل المتظاهرين في الأحداث الأخيرة”. وأوضح المكتب أنّ التهم صدرت في سياق التحقيق في مقتل الطبيب بابكر في منطقة بري بشرق العاصمة الخرطوم. وقتل ما لا يقل عن تسعين شخصا في السودان منذ بدء التظاهرات في 19 ديسمبر ضد نظام، بحسب حصيلة أعلنتها الشهر الماضي لجنة أطباء السودان المرتبطة بحركة الاحتجاج. وهذه الحصيلة أعلى من تلك التي نشرتها السلطات والتي تشير إلى مقتل 65 شخصا.