تمثل الأعمال الدرامية، فرصة كبيرة لاكتشاف المواهب، وتعطي فرص اكبر للمثليين لإبراز مواهبهم وقدراتهم الفنية بطريقة مختلفة عما قدمت من قبل، فهي بذلك تصبح تجربة جديدة، وهذا ما يمكن قياسه على مسلسل “أولاد الحلال” الذي يشكل نقلة نوعية وتجربة استثنائية في الدراما الجزائرية. المتابع لمسلسل اولاد الحلال، يكتشف اننا امام كم هائل من المواهب التي تريد أن ترسخ اسمها في ساحة الفنية، حيث تثبت ذلك تجربة بعد أخرى، وهذا ما سيشكل زاد لمستقبل الدراما في الجزائر، خاصة وأن معظم المواهب هم من فئة الشباب الذي يدرك تماما أن التمثيل هو صناعة تحتاج الى صقل وتجارب عديدة ومتنوعة بعيدة عن التكرار، والاستنساخ، لإعطاء أكثر، والحديث على الاكتشاف والمواهب يقودنا للحديث عن دور المخرج ودور شركات الإنتاج وحتى المنتج المنفذ في متابعة كل ما يقدم وما يعرض ليكتشف الأسماء الجديدة التي يمكن أن يراهنون عليها مستقبل. يضع مسلسل “اولاد الحلال” للمخرج نصر الدين السهيلي، المشاهد امام كم هائل من الاسماء التي يجدر الاشارة إليها على سبيل المثال لا الحصر، الممثل “يوسف السحيري” الذي يقدم دورا مختلف عن ذي قبل، حيث يحقق من خلاله نقلة إضافية، في رصيد مشواره فني، فعبر شخصية “زينو” يذهب يوسف سحيري الى التمثيل بطريقة مختلفة، تلك الشخصية التي تتطلب طابعا خاصا، أداءا مختلفا،ً يتميز بالعمق لأن الشخصية المجسدة تبحث عن الخروج من الحزن والألم العاطفي والنفسي والاجتماعي. وبذكاء واحترافية ومعايشة الشخصية استطاع سحري تحليل وفك شفرات وفتح اسرار وملامح شخصية “زينو” فكان ذلك الأداء الذي تميز به، على صعيد الشكل والمضمون. استطاع يوسف سحيري أن يكسب الرهان في هذا العمل وأن يكسب رضى الجمهور وثقتهم، وأن يجمع تجاربه الممتدة على مدار سنوات ليقدم عملا يشهد له الجميع أنه يشكل نقلة نوعية في مساره الفني، الذي بدأ بالمسرح قبل أن يقرر دخول تجربة السينما لأول مرة وهي التي فتحت له أبواب الشهرة على مصراعيها وكان الفيلم الجزائري التاريخي “العقيد لطفي” بوابة كبيرة في مسيرة سحيري، ففي هذا العمل البطولي لأحد رجالات الثورة الجزائرية استطاع يوسف ان يبصم على شخصيته فنية قوية و عرف بنفسه كمشروع ممثل جزائري واعد، وقد شارك بهذا العمل التاريخي في بعض المهرجانات الدولية والمحلية وبذلك بدا اسم يوسف سحيري في السطوع، وبعد هذا العمل خاض سحيري بعض الأعمال التلفزيونية و هي التي عرفته على جمهور الشاشة بشكل كبير و من بين هذه الأعمال والتي صنع بها الحدث هو المسلسل الجزائري الدرامي “قلوب تحت الرماد”، ومسلسل “قلوب في صراع”، كما خاض تجربة أخرى في فيلم “ابن باديس” للمخرج السوري باسل الخطيب. كما يمكن التنويه من خلال مسلسل “أولاد الحلال” الذي يحقق نسبة مشاهدة عالية الى الممثل “محمد خساني ” الذي تعود عليه الجمهور في أعمال كوميدية الذي يتلقى من خلالها وابل من الانتقادات إلا أنه في هذا العمل الذي غير فيه الممثل محمد خساني بوصلته نحو الدراما نكتشف ممثلا آخرا يمتلك كل مقومات الممثل الجاد والموهوب ليقدم عملا يشهد له، محمد خساني استطاع من خلال شخصية “رضا” أن يحقق الحضور اللافت بادائه العالي رغم أنها شخصية ثانوية، حيث استطاع فك شفراتها وتقمصها، حيث تمكن بموهبته ايجاد تتناسب مع الشخصية، فنقلت محمد خساني من كوميديا إلى بروز لافت في دور تاجر مخدرات في مسلسل “الخاوة” إلى مواطن بسيط يعيش في أجواء التعب والحرمان، بالذات في إطار العلاقات العاطفية التي كتب لها الحرمان، محمد خساني في”أولاد الحلال” ظهر مختلف شكلا ومضمونا، كما ظهر لنا أنه واثق في أدائه، وبقدراته، وإمكاناته، لذا دخل في تجربة جديدة ومختلفة عن ذي قبل، ظهر فيها بوجه مختلف عن أدواره السابقة، اداءه كان مقنعا عفويا بعيد عن التكليف عاش الدور بحضوره وانفعالاته.