جاء متوقعا الرفض الفلسطيني الرسمي للمشاركة في أولى خطوات صفقة القرن الخاصة بعملية سلام الشرق الأوسط، المتمثلة في المؤتمر الاقتصادي الذي تستضيفه مملكة البحرين الشهر القادم ،الموقف الفلسطيني الرسمي الرافض للمؤتمر الذي سيجمع ممثلي حكومات والمجتمع المدني ورجال أعمال من عدد غير معروف من الدول كان متوقعا، لكن الذي لم يكن متوقعا هو رفض رجل الأعمال الفلسطيني بشار المصري المشاركة في المؤتمر. وقال مسؤول أميركي سابق إن رفض السلطة الفلسطينية متوقعا، لكن رفض رجال الأعمال ممن سيعود عليهم الكثير من الفائدة من المشاركة في تجمع البحرين يثير الدهشة”. وعن هذا الموقف يقول المفاوض الأميركي السابق مارتن إنديك “ربما توقع جاريد كوشنر وفريقه أن ترفض السلطة الفلسطينية المشاركة، ولكن أن يرفض رجال الأعمال الفلسطينيون الحضور سيمثل صدمة كبيرة لهم”. وسأل إنديك مستغربا “ما الحكمة من اختيار البحرين لعقد ورشة العمل تلك، خاصة أن البحرين دولة فقيرة بالمعايير الخليجية؟، وماذا لو لم يحضر أي من رجال الأعمال الفلسطينيين؟” مؤكدا أن غيابهم “سيمثل ضربة كبيرة لفرص نجاح المؤتمر”. وأبلغ كوشنر، المشرف على ملف الخطة الأميركية للسلام، محطة “سي أن أن” أن تجمع البحرين سيركز على أربع نقاط، هي البنية التحتية والقطاع الصناعي والاستثمار في البشر وتقويتهم، وأخيرا الإصلاح الحكومي. وبينما أوضح مسؤول أميركي في إفادة صحفية أن الخطة الاقتصادية تشمل منحا مالية وقروضا بفائدة مخفضة واستثمارات خاصة، يرى مدير معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى روبرت ساتلوف -الذي استضاف وحاور كوشنر قبل أسبوعين- أن الخطة الاقتصادية التي لا يشارك فيها المصري سيكون من الصعب نجاحها. وذكرت تقارير إخبارية أميركية أنه تم توجيه الدعوة إلى إسرائيل للمشاركة في لقاء البحرين. ولا يعرف بعد من سيمثل الوفد الإسرائيلي. ورغم عدم خروج إعلان رسمي من مكتب نتنياهو بخصوص المؤتمر، اعتبر المسؤول الأميركي السابق أن حضور إسرائيل مؤكد إذ “إنها فرصة كبيرة للتطبيع الاقتصادي مع الدول العربية وهو ما يمثل أحد أهم أهداف إسرائيل حاليا”. انقسمت مواقف وآراء الدوائر الأميركية حيال خطوة إدارة ترامب للبدء بالملف الاقتصادي في خطته للسلام المعروفة إعلاميا بصفقة القرن. وفي حين تحظى فكرة البدء بالملف الاقتصادي بدعم الخبراء المنتمين لمراكز بحثية يمينية ويُعرف عنهم دعم ترامب وإسرائيل، شكك أغلب خبراء شؤون الشرق الأوسط المعتدلين بمعايير الفريق الأول في جدواها. واعتبر المسؤول السابق في الخارجية الأميركية ديفد آروون ميللر أن الخطوة “ليست صفقة تجارية”، وقال “رغم أهمية الاحتياجات الاقتصادية، فإنها لا تكفي. ربما يساعد تأجيل طرح الخطة السياسية رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، لكنها تضر بالفلسطينيين وتضعف من مصداقية وسطاء عملية التفاوض. الخطة الاقتصادية هامة، لكنها ليست الأهم”أما برايان كاتوليس الخبير بمعهد “التقديم الأميركي” فيرى أن جاريد كوشنر “فعل ما يتقنه وهو الضغط على الحلفاء للحصول على أموال”. وتساءل السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل دان شابيرو عما إذا تم إبلاغ المدعوين لمؤتمر المنامة بالبعد السياسي للصفقة أم لا. وهل سيشارك من لم يطلع على الخطة السياسية، وهل سيرحب بالوفد الإسرائيلي؟ وهل سيشارك الفلسطينيون؟”. من جهته، قال جيري فيرنشتاين السفير الأميركي السابق في دول عربية عدة “إن كل ما يقوم به كوشنر قد تم تجريبه من قبل وكانت نتيجته الفشل. ومن ثم لا بديل عن حل سياسي أولا”. وطرح المسؤول السابق والخبير بمعهد واشنطن ديفد ماكوفسكس سؤالا مختلفا تعلق بكيفية تعامل الدول العربية مع مؤتمر البحرين، وسأل، هل سيغضب العرب واشنطن أم سيغضبون الفلسطينيين؟.