بدأت العشر الأواخر من شهر رمضان، حيث تبدأ مساجد مصر فى إحياء نافلة التهجد، والتهجد هو القيام فى جوف الليل وصلاة التّهجد هى النّوافل التى يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى، ولهذا فهى سنّة لما ثبت عن قيام الرسول صلى الله عليه وسلّم بها، حيث أمره الله تعالى فى سورة المزمل بقيام الليل. حكمها شرعاً سنّة وليست فريضة يدخل وقت التّهجد ما بعد صلاة العشاء، وهى آخر الصلوات التى يصليها المسلم فى الليل إلى قبل طلوع وموعد صلاة الفجر، وأفضل الأوقات لهذه الصّلاة هو جوف الليل ويقال الثلث الأخير من الليل، فالليل فيه ينزل الله تعالى إلى السّماوات ليجيب دعاء من يدعوه فى جوف الليل. من فوائد هذه النوافل تقرّب العبد إلى ربه وإخلاصه ونيل الأجر والثواب والحسنات وإجابة الدعاء، فالمسلم ترك واستغنى عن راحة النّوم إلى طلب الله تعالى والوقوف بين يديه عزّ وجل. هى من النوافل ولا يوجد عدد محدد للركعات التى يجب أن يصليها المسلم، بل عليه أن يُصلّى عدد ما يشاء من الركع، فيقال كان يصلّيها النّبى عليه الصّلاة والسّلام إحدى عشرة ركعة. قبل صلاة التّهجد لا بدّ من النّية الصّادقة للنهوض من النّوم فى جوف الليل، وعلى المسلم أن يتوضّأ ويحسن وضوءه، ثم يفتتح صلاته بركعتين خفيفتين على نية الصّلاة، ومن ثمّ يُصلّى ركعتين ركعتين، كما ثبت عن صلاة النّبى عليه أفضل الصّلاة والسّلام مثنى مثنى. يستحبّ للمسلم أن يوقظ أهل بيته لصلاة التّهجد، وأثناء أداء الصّلاة على المصلى أن يطيل فى ركوعه ويمجّد الله تعالى، ويطيل فى سجوده ويكثر من التسبيح ويسترسل فى طلب الدعاء أثناء خشوعه فى السجود. أثناء صلاة التّهجد لا بدّ من الجهر بالقراءة حتى لا يغلبه النعاس، ويُمكن أن تكون قراءته سريّةً فى جوفه أيضاً فلا بأس من ذلك، وعليه أيضاً أن يطيل من قراءة القرآن الكريم بجزء أو أكثر، وعليه أن يتدبّر القرآن الكريم فإذا مرّ بآية فيها العذاب استجار من عذابها، وإذا كانت آية فيها الرحمة يسأل الله تعالى من فضله ورحمته، وفى الآيات التى فيها تنزيه لله تعالى فعليه أن يُسبّح ويذكر الله تعالى. يُعتبر الوتر آخر ما يختم به المصلّى صلاة تهجده كما ثبت عن النّبى عليه الصّلاة والسّلام لقوله (اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وتراً)، وأمّا فى شهر رمضان الفضيل فالأجر مضاعف، وتُستحب صلاتها بعد صلاة التراويح التى يصليها المسلم بعد صلاة العشاء مباشرة، ولكن فى ليالى رمضان المباركة يتضاعف أجر التّهجد ومن ثم بعد نهاية تهجده عليه أن يوتر.