ودع التونسيون السبت رئيسهم الراحل الباجي قايد السبسي الذي توفي الخميس عن 92 عاما، بمشاركة عدد من قادة الدول بينهم رئيس الدولة عبد القادر بن صالح والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط. وورى السبسي الثرى في مقبرة الجلاز وسط العاصمة تونس. وفي كلمة تأبينية ألقاها خلال مراسم تشييع جنازة الفقيد، قال الرئيس المؤقت عبد القادر بن صالح، خلال تأبين الرئيس التونسي الراحل الباجي قايد السبسي، “إن الجزائريين والجزائريات يتقاسمون مع الشعب التونسي المصاب الجلل الذي ألم بالعائلة الصغيرة والعائلة الكبيرة، مؤكدا أن الفقيد خسارة للجزائر والعرب والمسلمين وكافة محبي السلام عبر العالم، وليس خسارة للعائلة ولتونس فقط”. وأضاف: “عرفناه أيام المحنة وكان إلى جانبنا وناصر قضيتنا.. عرفناه بعد الاستقلال وكان حريصا على تقوية العلاقات بين البلدين.. ربطتني به صلة قديمة آخرها بعد خروجه من المستشفى حيث تبادلنا وجهات النظر حول قضايانا المشتركة”، وتابع: “السبسي كان مدافعا عن الحق والعدالة وعمل على بناء وطنه والدفاع عنه، لذلك نحن نقف اليوم احتراما وتقديرا كي نترحم عليه ونتمنى للعائلة والشعب التونسي الصبر لتجاوز هذا الامتحان”. وأعرب بن صالح عن ثقة الجزائر الكبيرة في أن الشعب الذي أنجب أمثال الباجي قادر على مواصلة المشوار وأن يسير في الخط الذي رسمه الفقيد. وأوضح بن صالح أن هناك علاقة وثيقة تربط بينه والفقيد وصلة قديمة آخرها بعد خروجه من المستشفى، حيث تبادلوا وجهات النظر حول القضايا المشتركة، ووجد فيه الحرص على معرفة أبسط المسائل. وأشار الرئيس الجزائري المؤقت عبد القادر بن صالح إلى أن الرئيس الراحل كان مدافعًا عن الحق والعدالة، وعاملًا على بناء وطنه والدفاع عنه. وإستقبل رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد، صباح أمس، السبت، بمطار تونسقرطاج الدولي، عبد القادر بن صالح، لمواكبة مراسم جنازة الفقيد محمد الباجي قايد السبسي. للاشارة عاد رئيس الدولة، عبد القادر بن صالح، بعد ظهر السبت، الى أرض الوطن بعد مشاركته بتونس في مراسم تشييع جنازة الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي. كما بعث رئيس الدولة برسالة تعزية الى الحكومة التونسية وأسرة الفقيد أشاد فيها بمسار المرحوم ونضاله المستميت في حركة التحرير التونسية والمغاربية وبجهوده في بناء بلاده بعد الاستقلال. .. الأفلان يعزي الشعب التونسي عزّت جبهة التحرير الوطني، الشعب التونسي إثر وفاة الرئيس، الباجي قايد السبسي، معتبرة أنه خسارة للأمة العربية والإسلامية وكل العالم المحب للسلام والديمقراطية. وجاء في بيان التعزية للأفلان حمل توقيع الأمين العام محمد جميعي، أمس: "على إثر هذا المصاب الجلل ونيابة عن قيادة الحزب وكافة مناضليه، أتقدم إلى الشعب التونسي الشقيق بتعازينا القلبية الصادقة وعميق مواساتنا، سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن ينعم عليه بعفوه ورضوانه ويسكنه فسيح جناته". وتنقل وفد من الحزب على رأسهم محمد جميعي وذلك رفقة قياديين لمقر السفارة التونسيةبالجزائر من أجل تقديم واجب العزاء للشعب التونسي. .. التونسيون يودعون رئيسهم في جنازة وطنية أقامت تونس السبت جنازة وطنية لوداع رئيسها الراحل الباجي قايد السبسي أول رئيس ينتخب انتخابا ديمقراطيا مباشرا والذي توفي الخميس، وذلك بمشاركة عدد من قادة الدول. ونقل جثمان السبسي (92 عاما) صباح الجمعة، من المستشفى العسكري في العاصمة تونس إلى قصر قرطاج بالضاحية الشمالية، على متن سيارة عسكرية لفت بعلم البلاد، في ظل حراسة عسكرية وأمنية.وبينما كان ينقل جثمانه، تجمع مئات التونسيين مرددين النشيد الوطني، في حين بكى البعض. وأدى عدد من عناصر قوى الأمن التحية العسكرية لدى مرور موكب الرئيس الراحل. وحددت رئاسة الجمهورية موعد انطلاق الموكب قرابة الحادية عشرة صباحا بمشاركة الرؤساء الفرنسي إيمانويل ماكرون والجزائري (المؤقت) عبد القادر بن صالح والفلسطيني محمود عباس والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط. وانطلق موكب الجنازة من قصر قرطاج في اتجاه مقبرة الجلاز، على بعد نحو25 كيلومترا، حيث يوارى الثرى.وشارك عدد كبير من المواطنين في وداع رئيس تونس الذي تزامنت وفاته مع الاحتفال بذكرى إعلان الجمهورية في 1957. وأكدت وزارة الداخلية الجمعة أنها ستتخذ “احتياطات استثنائية بتسخير كافة الإمكانية البشرية والمادية لتأمين موكب الجنازة في مختلف مراحله، مع الأخذ بعين الاعتبار مواكبة التجمعات التلقائية للمواطنين”.وكتب حافظ قايد السبسي، نجل الفقيد على فيس بوك “الرئيس الباجي قايد السبسي رحمه الله ملك للشعب، وكل تونسي من حقه الحضور في جنازته”. وأعلنت الحكومة التونسية الحداد سبعة أيام ونكست الأعلام وألغت النشاطات الفنية في البلاد. كما أعلنت الجارة الجزائر، وموريتانيا وليبيا ومصر والأردن ولبنان الحداد ثلاثة أيام.وسارع بعض التونسيين إلى تكريم السبسي الجمعة، بوضع الورود أمام قصر قرطاج. وتوالت برقيات التعزية وإحداها من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أشاد بالدور المحوري للرئيس الراحل في “السير نحوالديمقراطية”. وبعد ساعات من وفاة السبسي، أدى محمد الناصر (85 عاما) رئيس مجلس نواب الشعب، اليمين، ليتولى الرئاسة مؤقتا، وفقا لما ينص عليه الدستور. وتوفي السبسي قبل أشهر من انتهاء ولايته أواخر العام الجاري. ويتوجب على الرئيس المؤقت، استنادا إلى الدستور، تنظيم انتخابات خلال مهلة أدناها 45 يوما وأقصاها 90 يوما. وقررت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات إثر وفاة السبسي تقديم موعد الانتخابات الرئاسية إلى 15 سبتمبر مبدئيا، فيما أبقت على موعد الانتخابات البرلمانية المقررة في 6 أكتوبر.