جددت الحكومة الصحراوية دعوتها لاسبانيا من أجل تحمل مسؤوليتها السياسية والقانونية والأخلاقية في التعجيل بتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية وإنهاء مأساة الشعب الصحراوي، التي كانت المسبب الرئيسي فيها بدل “الاستهداف المخجل” لهذا الشعب، حسب ما جاء في بيان لوزارة الإعلام الصحراوية. وأصدرت الوزارة الصحراوية ، بيانا ردت فيه على تصريحات وصفتها ب”المريبة”، أوردتها وزارة الخارجية الاسبانية الأربعاء وحذرت فيها رعاياها من “زيارة مخيمات اللاجئين الصحراويين” متحججة ب”التهديدات الأمنية التي تزعم أنها قد تنجم عما تسميه تنامي اللااستقرار في دولة مالي”. وجاء في البيان أن “الحكومة الصحراوية وجبهة البوليساريوتؤكدان من جديد بأنه لا أساس مطلقا لمثل هذه التحذيرات من زيارة مخيمات اللاجئين الصحراويين، المعروفة بالأمان. أما الإرهاب في منطقة الساحل، فمعروف من يشجعه ويدعمه ويخلق به مشاكل لبلدان المنطقة، كونه يتغذى أساسا من مخدرات المملكة المغربية، أكبر منتج ومصدر لمخدر القنب الهندي في العالم”. وأبدت الحكومة الصحراوية وجبهة البوليساريواستغرابا شديدا ازاء هذه التصريحات والتحذير الذي أطلقته الخارجية الاسبانية واكدتا أنه “ليس له ما يبرره”. البيان الصحراوي تضمن بالمقابل، تشكيكا في توقيت صدور التصريح الإسباني، حيث أشار الى أنه “يأتي مباشرة بعد لقاء جمع وزير الخارجية الإسباني بنظيره المغربي”. رد فعل الحكومة الصحراوية الذي تضمن العديد من عبارات الشجب والاستنكار، تأسف أيضا ل”كون الحكومة الإسبانية لا تزال تطارد اللاجئين الصحراويين حتى بعد أن تسببت في خروجهم مكرهين من ديارهم، منذ أربعة وأربعين عاما، جراء تآمرها مع دولة الاحتلال المغربي، التي سعت إلى إبادتهم تحت وابل النابالم والفوسفور الأبيض، المحرم دوليا”. “من المؤسف أن الحكومة الإسبانية، وهي المسبب الرئيسي في مأساة الشعب الصحراوي، لا تزال تبحث عن إلحاق الأذى بكفاحه النبيل وتشويه الصورة الناصعة المعروفة عن مخيمات اللاجئين الصحراويين، في وقت تتهرب فيه من العمل على إنهاء معاناتهم، بحل المشكل الذي خلقته بنفسها”، يضيف البيان. واعتبرت الحكومة الصحراوية ما جاء في تصريحات الخارجية الاسبانية بمثابة سعي جديد، وللاسف، من قبل هذا البلد ل”خلق الغموض والالتباس، بل ورسم صورة مفبركة عن الرعب والخطر الداهم في مخيمات اللاجئين الصحراويين، وهي التي سعت سابقاً إلى الدفع بالمنظمات الإنسانية هناك لوقف نشاطها، ومن ثم تقليص الدعم الإنساني المقدم لهؤلاء اللاجئين، في تناغم وانسجام كامل مع الحملة التي تقودها في هذا الاتجاه كل من المغرب وفرنسا”.