لم يعد خافيا على أحد، ما بات يتمتع به المدرب الجزائري جمال بلماضي من ثقة في بلاده، بعدما أعاد هيبة الكرة الجزائرية ورونقها في أقل من سنة واحدة تولى فيها تدريب محاربي الصحراء. النجاح السريع الذي حققه ابن مدينة مستغانم مع منتخب الجزائر، وتتويجه بكأس الأمم الأفريقية الأخيرة في مصر، جعل بلماضي مؤهلًا عن جدارة، للالتحاق بقائمة ترشيحات الفيفا لأفضل 10 مدربين في عام 2019. وليس من المستغرب وجوده أيضا ضمن القائمة الذهبية المرشحة لجوائز جلوب سوكر العالمية لأفضل مدربي العام الجاري. ويتنافس بلماضي مع 4 مدربين من الطراز الرفيع على جائزة جلوب سوكر، وهم: الألماني يورجن كلوب (ليفربول)، الهولندي إيريك تن هاج (أياكس أمستردام)، البرتغالي فرناندو سانتوس (منتخب البرتغال)، ماسيميلياو أليجري (يوفنتوس سابقا). ويُقام حفل توزيع جوائز جلوب سوكر، في منتجع جميرا بدبي، 29 ديسمبر الجاري، بالتعاون مع مؤتمر دبي الرياضي الدولي 14، الذي ينظمه مجلس دبي الرياضي. ويلقي نظرة سريعة على سجل بلماضي المميز، وإنجازه القاري في 2019، في السطور التالية. ..انطلاقة مميزة لم يكن ظهور بلماضي في عالم التدريب خافتا، فكما كان نجما للكرة الجزائرية، لاعبا، سار على الدرب نفسه من خارج الخطوط، ومع حصوله على ثقة المسؤولين في لخويا القطري جاءت انطلاقته مميزة، فحصد لقب الدوري القطري في أول موسم له وللنادي الذي كان حديث العهد بالكرة القطرية، ودوري النجوم 2010-2011. وفي الموسم التالي حافظ بلماضي على لقب الدوري الثاني على التوالي (2011-2012) فلفت الأنظار بشدة، لينتقل لاحقا، إلى تدريب المنتخب القطري، الذي نجح معه في التتويج بكأس الخليج 2014 (خليجي 22) عندما هزم السعودية في النهائي بملعب الملك فهد الدولي بالرياض. وعاد بلماضي بعد تجربته الأولى مع المنتخبات، ليدرب الدحيل (النادي الذي أُنشئ من دمج لخويا والجيش) في 2015، قبل أن يتوج معه بكأس قطر في موسم 2015-2016، ثم الفوز بدوري 2016-2017، وأتبعه بالجمع بين لقبي الدوري والكأس موسم 2017-2018. .. قائد انتفاضة المحاربين بعد تعيينه مدربا للجزائر في 18 أوت 2018، وفي أول مؤتمر صحفي له ظهر بلماضي متحديا، قوي الشخصية، كعادته، فقال: “لست سوبر مان، وقد تقولون أنني مجنون، لكنني سأطالب اللاعبين بالفوز بكأس أمم أفريقيا 2019”. بعد أقل من عام واحد على تصريحاته، كانت كتيبة المحاربين بقيادة بلماضي تبتهج فرحًا في القاهرة، بالتتويج القاري الثاني في تاريخ الكرة الجزائرية. إنجاز انتظره الخضر منذ جيل 1990 بقيادة المدرب عبد الحميد كرمالي، ونجومه، رابح ماجر وجمال مناد ومحمد رحيم، وموسى صايب، وكرره باستحقاق بعد 29 سنة، جيل رياض محرز وبغداد بونجاح ويوسف بلايلي وإسماعيل بن ناصر.