اعتبر الوزير الأول نور الدين بدوي الاثنين بان الفنان الراحل محمد العماري “رجل ملأ بعطائه وفرض اسمه في الساحة الفنية الجزائرية” وذلك في رسالة تعزية إلى أسرة الراحل. وقال بدوي أن الجزائر فقدت “قامة من قاماتها الفنية ومطربا تألق بطريقته الخاصة” مضيفا أنه “ترك إلى جانب مجموعة من أعمدة الغناء في عصره، بصمات واضحة ومآثر فنية بارزة” وأنه “سيظل خالدا في الذاكرة الجماعية لشعبنا”. وقدم الوزير الأول تعازيه إلى “أسرة الفقيد ومحبيه جميعا والى كل الأسرة الفنية”. من جهته، أعرب وزير الاتصال الناطق باسم الحكومة ووزير الثقافة بالنيابة حسن رابحي عن تعازيه لعائلة المرحوم والأسرة الفنية واصفا الفقيد بأنه “واحد من أبرز قامات” الفن والذي تمكن حسب بيان الوزير “بفضل عطائه أن يسجل حضورا مميزا”، معتبرا أنه “ستحتفظ له الذاكرة بإسهاماته المميزة في إثراء الأغنية الجزائرية”. توفي الفنان محمد العماري الاثنين بمستشفى عين النعجة العسكري بالجزائر العاصمة عن سن يناهز 79 سنة بعد مشوار فني استمر لقرابة سبعة عقود أدى خلالها أعمالا خالدة. للاشارة، وري الفقيد الثرى عصر أمس بمقبرة القطار بالجزائر العاصمة. ..رحيل الفنان محمد العماري بعد 65 سنة من العطاء ولد الفقيد سنة 1940 بالقصبة بالجزائر العاصمة ونشأ في أزقتها متعلقا بالحياة الجزائرية وخصوصيتها وتفتح وعيه على المقاومة ومشاهد معركة الجزائر ليختار الفن كوسيلة لاثبات الوجود والاختلاف. وشكل العماري إلى جانب مجموعة من الفنانين الرعيل الاول لمطربي الأغنية العصرية الذين اشتغلوا على تطعيم أغانيهم بالشخصية الجزائرية من حيث الألحان والكلمات. أمضى الفقيد 65 سنة من حياته يبهر المستمعين بصوته، وكان فخورا بحنجرته فلا يكف عن الغناء ولا يتردد في ذلك في أي موقف، ورغم أن مسيرته الفنية توقفت قبل سنوات إلا أنه ظل حاضرا في المشهد الفني. تعامل الفنان محمد العماري مع أكثر من جيل من الفنانين الجزائريين، فغنى لمحمد الحبيب حشلاف، ولمحبوباتي ولمصطفى تومي وغيرهم، وأطرب أكثر من جيل حيث أمضى قرابة السبعة عقود يصدح على المسرح. وعلى عكس الكثيرين بدأ ابن القصبة مساره الفني في الحفلات العائلية والأفراح في سن مبكرة، حيث غنى وهوعلى عتبة السنة العاشرة مبهرا جمهوره الضيق في أول خطواته، ولم ينقطع بعدها عن الغناء. استفاد الراحل من الحياة الفنية الصاخبة والغنية التي عاشها العالم والجزائر مطلع الستينات وأثرى ذوقه وميولاته الموسيقية ليصل في النهاية إلى أزيد من 150 أغنية في سجله (ريبيرتوار) الذهبي. تمكن العماري من ايجاد نمط وأسلوب مميّزين في الغناء والظهور، فقد ارتبط اسمه بالشباب الدائم وبالحركة والبهجة، كان يغني عن الحب والفرح ويصر أن يؤكد أننا مختلفون وحاضرون كما فعل في أغنية “رانا هنا”. وكان الراحل صوتا جزائريا في الكثير من الحفلات والمهرجانات خارج الجزائر خلال سنوات الستينيات والسبعينيات، حيث شارك في مواعيد فنية في افريقيا وأوروبا واسيا وأغلب الدول العربية. احتفى العماري بالمرأة الجزائرية في أغانيه على غرار “جزائرية” وغنى للجزائر أكثر من أغنية وأدى إلى جانب المغنية الافريقية الشهيرة مريم ماكيبا أغنية “أفريكا”، وأهذى أغنية لشي غيفارا، فكان لديه مساره الملتزم. كرم الراحل أكثر من مرة ونال وسام العشير سنة 2017 كما أقيمت حفلات تكريمية له من بينها حفل كبير بالمسرح الوطني سنة 2012. حظي العماري باحترام الجمهور الجزائري عموما والعاصمي خصوصا، خاصة وأنه كان متواضعا ومحافظا على حضوره المرح في المقاهي والأماكن العامة بمدينة الجزائر.