وأشار إلى الهدف الاقتصادي من الزيارة قائلاً إن البلدين بحاجة إلى أن يساعدا بعضهما، وإن اقتصاديْهما "يكملان بعضهما" وبإمكانهما تحقيق أقصى قدر من الفوائد عبر تعاونهما. وتعهد أردوغان بدعم جهود أثينا الرامية إلى التعافي من أزمتها المالية الخانقة التي اضطرتها للجوء إلى الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي للحصول على قروض بقيمة 110 مليارات يورو (143 مليار دولار) على مدى ثلاث سنوات، مقابل تخفيضات في الميزانية وتبني تدابير تقشف. وترأس أردوغان ونظيره اليوناني جورج باباندريو اجتماعا وزاريا مشتركا، وهو الأول من نوعه بين البلدين، وأطلقا سلسلة من الاجتماعات السنوية في صورة مجلس تعاون رفيع المستوى يعقد في البلدين بالتناوب. ورافق أردوغان في زيارته نحو 400 عضو، بينهم عشرة وزراء ونحو 150 رجل أعمال. ووقع الجانبان على 21 اتفاقية من بينها اتفاقيات اقتصادية في مجال السياحة والنقل والطاقة والبيئة، إلى جانب الاتفاق على الحد من تدفق المهاجرين غير الشرعيين القادمين عبر تركيا. كما اتفقا على تطوير مشروع خط أنابيب غاز يربط بين تركيا واليونان وإيطاليا. وتضمنت الموضوعات محل النقاش بين الجانبين خفض معدل الإنفاق على التسلح. وأعلنت اليونان مؤخرا في إطار خطتها التقشفية الحكومية الشاملة عن سعيها لخفض الموازنة العسكرية المحددة بستة مليارات يورو (7.8 مليارات دولار) بنسبة 25%، مشيرة إلى أن هذا الخفض لن يؤثر على نشاطها العسكري الرئيسي. يشار إلى أن نسبة ما تنفقه اليونان في مجال الدفاع من حجم الموازنة الحكومية يعد الأعلى أوروبيا، وهو ما يرجع بشكل كبير إلى التوتر بينها وبين تركيا منذ فترة طويلة، الأمر الذي أكد البلدان ضرورة تغييره. يذكر أن العلاقات بين اليونان وتركيا -اللتين أصبحتا على حافة الحرب ثلاث مرات- تحسنا تدريجيا منذ أن ضرب زلزالان متقاربان البلدين عام 1999.