قالت الدكتورة نهلة إمام، خبيرة التراث غير المادي في مصر، إن الدول العربية تجهز ملفاً سيتم تقديمه نهاية مارس المقبل، لمنظمة اليونسكو، لتسجيل فنون الخط العربي ضمن قائمة التراث غير المادي. وأوضحت المتحدثة أن المملكة العربية السعودية تتولى التنسيق لتقديم الملف باسم الدول العربية بعد إعداده، وأشارت إلى أن وزارة الثقافة السعودية استضافت مؤخراً ورشة عمل، واجتماعا تنسيقيا لتسجيل الخط العربي في قوائم “اليونسكو” للتراث الثقافي غير المادي في الرياض. وشارك في ورشة العمل 16 دولة عربية، وأقيمت بالشراكة مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ALECSO). وأكدت إمام أن هذه الخطوة تعزز وجود الخط العربي في المنتديات والمؤتمرات المحلية والدولية، معتبرة أن التفات الدول العربية إلى مسألة تسجيل التراث غير المادي “تحرك إيجابي” لحماية الهوية العربية من الناحية الثقافية. وقالت إنها تلقت تكليفاً من وزارة الثقافة، بالتنسيق مع ممثلي الدول العربية، لإعداد ملف عن الخط العربي وأعلامه وفنونه، استعانت فيه بخبرات كبار فناني الخط، وعلى رأسهم الفنان البارز خضير البورسعيدي، مؤكدة أن الملف نال إعجاب الوفود العربية المشاركة في اجتماع الرياض. وأوضحت أن الدول العربية نجحت العام الماضي في تسجيل “النخل”، والفنون التراثية المرتبطة بالنخيل، في قوائم “اليونسكو”، كما نجحت مصر في تسجيل “الأراجوز” وفنون “التحطيب”. ونوهت بأن هذا الجهد ثمرة من ثمار توقيع مصر وبعض الدول العربية على اتفاقية منظمة التربية والثقافة والعلوم “اليونسكو” لصون التراث غير المادي، التي تم إقرارها في عام 2003. مشيرة بأن تسجيل الفنون والحرف التراثية في حمايتها من الاندثار، إلى جانب دوره في تعزيز وجود العاملين فيه، حيث يعاني أغلب فناني الحرف اليدوية من مخاطر مختلفة، إلى جانب أن التزام الدول بالتعاون مع المنظمات الدولية، يلفت نظر الحكومات العربية إلى قيمة ما لديها من أشكال مختلفة للتراث غير المادي.