دعا رئيس المجلس الشعبي الوطني، سليمان شنين، الثلاثاء بالجزائر العاصمة، الاجيال الصاعدة الى الاستلهام من “القيم النبيلة والبطولات الخالدة والتضحيات الجسام” التي قدمها شهداء الثورة التحريرية في سبيل استرجاع الجزائر لسيادتها الوطنية وحريتها وكرامتها. وقال السيد شنين في تصريح للصحافة بمناسبة احتفالية نظمها المجلس الشعبي الوطني في ذكرى يوم الشهيد المصادف ل18 فبراير من كل سنة، ان “الجزائر التي تحتفل بهذا اليوم التاريخي هذه السنة تعرف في الوقت الراهن تحولات كبيرة تهدف اساسا الى تكريس معنى الاستقلال والحرية لدى الاجيال الصاعدة”، خاصة –كما أضاف– وأن الشعب الجزائري “ما زال متمسكا بمبادئ الثورة التحريرية ومتأثرا بالدماء الزكية التي قدمها هؤلاء الشهداء في الثورة التحريرية العظيمة التي ساهمت ايضا في تحرير الكثير من البلدان العربية والافريقية”. واعتبر السيد شنين هذه الوقفة التاريخية التي اعتاد المجلس على احيائها، بمثابة “فرصة هامة من أجل استذكار تاريخ ومآثر الثورة التحريرية والتضحيات الجسام التي قدمها الشهداء لاسترجاع الحرية والسيادة الوطنية”، مشيرا الى ان “هذا اليوم التاريخي يعد من الذكريات الوطنية الغالية جدا ويذكرنا بتضحيات الشهيد الذي اختار الموت في ميدان الشرف من اجل تحرير وطنه من قبضة الاستعمار حتى يحيا حرا مستقلا وشامخا بين الامم”. وأكد رئيس المجلس في هذا الشأن انه “بفضل تضحيات الشهداء الابرار والمجاهدين الذين اختاروا الكفاح المسلح لدحر الاستعمار، ننعم نحن اليوم بالحرية ونستفيد من خيرات هذا الوطن الابي”، مجددا “التزام الجزائريين بنهج الشهداء وبقيم بيان أول نوفمبر”. وذكر في هذا الاطار ب”تمسك الحراك الشعبي في كل مسيراته بمبادئ بيان أول نوفمبر وبقيم وتضحيات شهداء ومجاهدي الثورة التحريرية التي تبقى راسخة لدى الاجيال الصاعدة وفي ذاكرة الامة، خاصة وان الجزائر ما زالت مستهدفة من طرف عدو الأمس الذي قام في فبراير من عام 2005 بتمرير قانون تمجيد الاستعمار” . وقد تم بهذه المناسبة تنظيم معرض لصور تاريخية تبرز البطولات والتضحيات التي قدمها شهداء ومجاهدو الثورة التحريرية وكذا مساهمة المرأة في تحرير البلاد من الاستعمار، الى جانب تقديم عدد من المؤلفات والكتب التاريخية التي انجزها مؤرخون جزائريون وأجانب من الذين ساندوا القضية الجزائرية.