في إطار سلسلة اللقاءات “فطور الصباح مع الوزيرة” التي تعقدها وزيرة الثقافة الدكتورة مليكة بن دودة مع الفاعلين ومهنييي القطاع، وفي إطار الاهتمامات التي توليها الوزارة للكتاب والكُتاب ودور النشر، التقت السيدة الوزيرة أمس بعدد من الكتاب والمثقفين والناشرين . وجرى اللقاء في جو حميمي ساده النقاش البناء، واغتنمت السيدة الوزيرة المناسبة للحديث عن الظرف التي تعيشه الجزائر على (غرار بلدان العالم) المتمثل في انعكاسات وباء الكورونا على السير الحسن للقطاع والسبل الكفيلة لتفعيل الأنشطة الثقافية حيث دعت السيدة الوزيرة إلى تثمين عبقرية المبدعين من خلال إنجاز تسجيلات سمعية بصرية للشباب حول الوباء وأعمال إبداعية معبّرة في المسرح والغناء ونشر كتب إلكترونية وتنظيم مسابقات رسم للأطفال “الوباء في عيون الأطفال” … أما عن الكتاب وتوزيع الكتاب والكُتّاب ودور النشر فقد طرح ضيوف الوزيرة جملة من المشاكل والاقتراحات خاصة فيما يتعلق بسعر الكتاب والَّدور الذي يجب أن تلعبه المكتبات الذي هو اليوم في تراجع كبير … وفي هذا الشأن تحدثت السيدة الوزيرة عن رهان اليوم الذي يتمثل في كيفية خلق الحاجة إلى الكتاب. كما تطرق الحضور إلى مسائل اخرى مثل قانون الكتاب والمعرض الدولي للكتاب وضرورة إعادة النظر في آليات التنظيم . سنسعى للتكيف مع الوضع والتكفل بالثقافة بشكل مختلف اعتبرت وزيرة الثقافة أن مصالحها “تسعى للمساهمة بحملة للتوعية باشراك تشكيليين وموسيقيين قصد اضفاء طابع جمالي يخفف من الخوف ويساهم في بعث الهدوء”. وأكدت الوزيرة في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، أن الوزارة “ستفكر وتتجه إلى طريقة لمواصلة رعاية الفعل الثقافي خارج الأطر والفضاءات التقليدية” وهذا انسجاما مع الوضع العام الذي تعيشه البلاد والعالم, مؤكدة أن الامتحان الحالي هو “فرصة لإعادة اكتشاف البيت والعائلة”. وفي سياق العمل الاداري والتنظيمي للوزارة اعتبرت بن دودة أن مصالحها ستستغل الوضع “لتنظيم بيت الثقافة بهدوء وبعيدا عن القرارات الاضطرارية والاستعجالية” وهو “فرصة لمتابعة وحل مشاكل وبعث ديناميكية جديدة للثقافة”. وعن أهم القرارات التي ستتخذ قصد الحفاظ على الفعل الثقافي بعد تعليق الأنشطة الثقافية أكدت السيدة بن دودة أن الوزارة ستطلق “مسابقات قراءة نوعية ومتعددة ومدروسة لاشراك الجمهور خلال هذه الفترة”. وأضافت الوزيرة أن “الواقع الحالي يفرض علينا اختبار مسارات ظلت مهملة”, موضحة أنه يمكن “اعادة تأمل مشاكل وعوائق الرقمنة” وهو حسبها “دافع لتفعيل المنصات التفاعلية ولما لا تقديم عروض تفاعلية في القريب”. وخلال استقبالها لبعض الفاعلين في مجال الكتاب قالت السيدة بن دودة أن وزارتها في حالة “بحث دائم عن أصحاب الافكار الذين يمكنهم صناعة التغيير وتقديم الأفضل للثقافة الجزائرية في كل مجالاتها” مشددة أن لها “إيمان شخصي بطاقات الشباب في شتى المجالات الثقافية”. وعبر الفاعلون في مجال الكتاب عن تذمرهم المستمر من واقع الكتاب في الجزائر, “خاصة ما تعلق بالصعوبات التي تواجه النشر والتسويق”, ودعوا إلى “ضرورة فتح ورشات تفكير في المجالات الثقافية” ومراجعة “الضريبة على الكتاب”. وفي سياق متصل نقل ضيوف الوزيرة انشغال الكتاب إلى الوزيرة, حيث اشتكوا من “غيابهم القانوني” كأصحاب “منتوج ثقافي مهم” ودعوا إلى “تفعيل دور الهيئات المعنية بالكتاب وعلى رأسها المركز الوطني للكتاب”. وتنظم الوزيرة مليكة بن دودة استقبالا للفاعلين في مختلف المجالات الثقافية في جلسات نقاش لتسليط الضوء على مشاكل القطاع وسبق لها أن استقبلت بعض المكتبيين والناشرين للحديث عن مشاكل الكتاب في الجزائر.