نقلت وسائل إعلام عن نائب زعيم جماعة حزب الله اللبنانية قوله إن انخفاض الليرة لمستويات قياسية أمام الدولار يعني أن هناك "أخطاء متراكمة وأداء سلبيا" من مصرف لبنان مضيفا أن "حاكم مصرف لبنان يتحمل المسؤولية فيما وصلنا إليه لكن ليس لوحده". ونقل تلفزيون الجديد عن الشيخ نعيم قاسم: "موقف حزب الله من موضوع الحاكم واضح وهو ضرورة مناقشة مسألة المصرف المركزي داخل الحكومة وليس في الإعلام حتى يتخذ القرار المناسب في هذا الإطار على أساس تقديم مصلحة البلد على أي شيء آخر". وتخيّم حالة من انعدام الاستقرار في الأسواق الاقتصادية والمالية اللبنانية، مع استمرار صعود الدولار متجاوزا 4 آلاف ليرة في السوق الموازية، بينما تتقاذف السلطات المسؤولية عن تردي الأوضاع. ومنذ 17 أكتوبر الماضي، يشهد لبنان احتجاجات شعبية واسعة ترفع مطالب سياسية واقتصادية واجتماعية، ويغلق المحتجون من حين لآخر طرقات رئيسة ويلاحق الناشطون رجال السياسة، إذ يتهمونهم بالفساد وبسرقة الأموال. وخلال الأيام الماضية، ارتفعت حدة الاتهامات المتبادلة بين مسؤولين يمثلون أحزابا وتيارات، حول تدهور اقتصاد البلاد، وتراجع سعر صرف العملة المحلية لمستويات غير مسبوقة. .. الشارع الطرابلسي ينفجر غضبا ضد الجيش والمصارف وانفجر الغضب الاجتماعي في عاصمة الشمال طرابلس، إثر وفاة أحد المتظاهرين فواز السمّان نتيجة إصابته بجراح نتيجة التصادم مع الجيش اللبناني الذي أطلق الرصاص المطاطي محاولاً منع المحتجين من إحراق عدد من المصارف في المدينة، بالتزامن مع تحليق أسعار الدولار صعوداً قياساً إلى الليرة اللبنانية وارتفاع أسعار السلع الغذائية والمواد الاستهلاكية. وأدّت المواجهات في طرابلس إلى جرح عدد كبير من المدنيين والعسكريين. وتواصلت الاحتجاجات الثلاثاء تزامناً مع انعقاد جلسة مجلس الوزراء في السراي الحكومي للبحث في اتخاذ تدابير فورية لمكافحة الفساد وتقديم مشروع معجّل لاسترداد التحويلات المالية إلى الخارج. وتركّزت الأنظار تحديداً على طرابلس حيث أقدم محتجون بعد تشييع الشاب البالغ من العمر 26 عاماً على إحراق مصرفين جديدين في طرابلس هما "بنك التمويل العربي" و"الاعتماد اللبناني"، ما هدّد الأبنية السكنية المجاورة، كما أشعلوا الإطارات. وتدخّلت قوة من الجيش لتفريق المتظاهرين وإبعادهم عن شارع المصارف مستخدمة القنابل المسيّلة للدموع والرصاص المطاطي، فيما لم يتسن بعد تحديد حجم الخسائر الناجمة عن ذلك.