أكد الدكتور والناقد الجزائري اليامين بن تومي أن الأدب الجزائري أدب ثري وغني ولكنه مازال يعاني من تبعات الاستعمار الفرنسي، مشيرا إلى أنه مازال بحاجة ماسة لتخليصه من الأثر الأجنبي ليكون أدبا عربيا جزائريا أصيلا. قال الكاتب الجزائري اليامين بن تومي خلال مشاركته في المؤتمر الافتراضي الدولي الذي نظمه مركز الدراسات العربية والإفريقية، بجامعة جواهر لال نهرو، نيو دلهي بالتعاون مع أكاديمية التميز بالهند، والمنظمة العالمية للإبداع من أجل السلام بلندن، والتي قدم فيها محاضرة حول "الأدب الجزائري من الآباء المتعالين إلى الأبناء المؤسسين" والذي سلط فيها الضوء على الأدب الجزائري قديما وحديثا، إن الأدب الجزائري أدب ثري وغني ولكنه مازال يعاني من تبعات الاستعمار الفرنسي، فهناك حاجة ماسة لتخليصه من الأثر الأجنبي ليكون أدبا عربيا جزائريا أصيلا، كما أبراز الناقد من جهة أخرى أبرز المحاضر أهم محطات الأدب الجزائري ومميزاته وقد اختار الكاتب الجزائري هذا المحور تماشيا مع أهداف المؤتمر الذي حاول من خلاله المتدخلون إبراز صورة عامة عن الأدب العربي المعاصره بشتى أجناسه وأصنافه فاتخذ من "الأدب العربي المعاصر: الآفاق والرؤى" كمحوراً له، واستضاف ستة من كبار المبدعين والشعراء والباحثين العرب لإلقاء المحاضرات والمداخلات حول الشعر والقصة والرواية والمسرحية والنقد في الأدب الرعبي الحديث على مدى يومين. وقد افتتح مدير المؤتمر الأستاذ الدكتور مجيب الرحمن اشغال المؤتمر الافتراضي ورحب بالمحاضرين والمشاركين من أنحاء العالم أساتذة وطلابا وباحثين وباحثات إلى هذا المؤتمر التاريخي الذي أقيم في ذكرى أحد صروح اللغة العربية في الهند ألا هو فقيد العربية ولي أختر الندوي وأبرز مساهماته وخدماته في اللغة والثقافة العربية، وألقى الضوء على محاور وأهداف المؤتمر، وبعده جرى عرض فيلم عن حياة وشخصية الشاعر المغربي محمد بنيس الحائز على جوائز دولية كثيرة من قبل الفريق التقني لأكاديمية التميز بالهند التي تعاونت مع قسم اللغة العربية في الجامعة في إقامة المؤتمر وقدمت الدعم التقني واللوجستي المتميز للمؤتمر، ثم ألقى الشاعر محمد بنيس مداخلته القيمة حول الشعر العربي المعاصر وأبهر الحضور بخطابه الثري والرائع جدا، وتطرق في مداخلته إلى أهم المحطات في تطور الشعر العربي المعاصر، وأبرز خصوصاً تطور الشعر الحر، و مراحل تطور الشعر العربي ورواده وإشكاليات وموقع الشعر العربي المعاصر، وقد تفاعل الحضور تفاعلا جيدا مع المحاضر من خلال طرح تساؤلات ومداخلات حول عرضه، من جهته تحدث الأستاذ الدكتور نبيل أحمد عبد العزيز رفاعي من جامعة الأزهر الشريف عن القصة العربية القصيرة المعاصرة وأثار في مداخلته القيمة قضايا عديدة منها أن التراث العربي عرف القصة بجميع أشكالها وأن الغرب تأثر بالقصة العربية في العصور الوسطى وأن القصة تطورت عن طريق الترجمة من الآداب الغربية، وذكر أن القصة تطورت من الناحية الأسلوبية من الواقعية إلى التعبيرية والتجريدية، وأشار إلى أن جيل السبعينات والثمانينات استخدم في قصصه التقتيات الحديثة كتيار الوعي والحوار الداخلي، وتحدث أيضاً عن القصة الرقمية والفرق بينها وبين الورقية ولقيت محاضرته استحسانا كبيرا من الجمهور. وفي اليوم الثاني من المؤتمر والذي تدخلت فيه الشاعرة الجزائرية عائشة بنور، فقد شدد مدير الندوة الدكتور مجيب الرحمن في كلمته الافتتاحية على ضرورة تضافر الجهود من أجل تحقيق رؤية واضحة في إرساء أسس الثقافة العربية في الهند، ثم عُرض فيلم تعريفي حول شخصية الأستاذ الكبير عبد الفتاح صبري من دولة الإمارات الذي قدم 30 عملا في الرواية والقصة والمسرحية والدراسات النقدية ويعد من أعظم الصروح الثقافية في الإمارات، وفي مداخلته عن المسرحية العربية المعاصرة عرج على أهم محطات المسرحية العربية منوهاً بدور الرواد في تطويرها ومبرزاً مساهمة الأجيال التالية في ترقيتها، وعرض مشهداً بانورامياً عن المسرح العربي من اتجاهات اجتماعية وسياسية وتاريخية مؤكدا على أهمية تأدية المسرح العربي دوره في التنوير والتطوير والتغيير. وقد شاركت المنظمة العالمية للإبداع من أجل السلام في المؤتمر مشاركة فعالة عن طريق التعاون في إقامته أولا فمدير المؤتمر أ.د. مجيب الرحمن يشغل منصب رئيس مكاتب الهند للمنظمة، وأيضا ساهمت المنظمة بمداخلات من طرف دكاترة أعضاء المنظمة والمسؤولين فيها كالأستاذ محمد جواد حبيب محمد البدراني الذي ألقى مداخلته القيمة عن الشعر العربي المعاصر، والأستاذة فاطمة محمود سعد الله التي قدمت مداخلة قيمة عن القصة العربية القصيرة، كما تفاعلت الأديبة الجزائرية عائشة بنور مع المحاضرين بمداخلتها عن الأدب الجزائري المعاصر. الجدير بالذكر، اليامين بن تومي أستاذ تحليل الخطاب والآداب بجامعة فرحات عباس بسطيف، شارك في ملتقيات أكاديمية داخل الجزائر وخارجها، نشر بحوثا في مجلات عربية، عضو وحدات بحثية داخل جامعة سطيف، له مجموعة من الأعمال المطبوعة، منها: "مرجعيات القراءة والتأويل عند نصر حامد أبو زيد"، و "إدوارد سعيد راهنا"، وغيرها من المقالات والدراسات المنشورة .