حذر الخبير في القانون الدولي والاستاذ بجامعة الجزائر، علاوة العايب، من تداعيات التماطل في تصفية الاحتلال المغربي للصحراء الغربية على المنطقة المغاربية والافريقية بشكل خاص، مؤكدا أن "الصحراء الغربية بؤرة توتر قابلة للانفجار في أي لحظة" وتساءل السيد العايب، في لقاء مع وكالة الأنباء الجزائرية، يوم الاثنين، بمناسبة الذكرى 39 لليوم العالمي للسلام، الذي تحتفل به الاممالمتحدة كل سنة، "كيف يمكن أن تحتفل البشرية، باليوم العالمي للسلام، والصحراء الغربية مازالت المستعمرة الوحيدة في قارة افريقيا؟ ". وصرح " لماذا لم تطبق القرارات الدولية لإرغام الاحتلال المغربي على الانصياع للشرعية الدولية، وتنظيم استفتاء يقرر فيه الشعب الصحراوي مصيره، لاسيما وأن عدم تسوية القضية يهدد استقرار المنطقة الافريقية برمتها". واستعرض الأستاذ بجامعة الجزائر، مأساة الشعب الصحراوي الذي لا يزال تحت الاحتلال منذ أكثر من أربعة عقود، رغم أن القانون الدولي فصل بموجب الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية عام 1975 بشكل واضح وقطعي، أنه " لا سيادة للمملكة المغربية على اقليم الصحراء الغربية". تابع يقول " الصحراء الغربية كانت ومنذ نهاية خمسينيات القرن الماضي اقليم غير مستقل وكانت اسبانيا الدولة المحتلة للصحراء الغربية ترسل تقارير دورية الى لجنة تصفية الاستعمار التابعة للأمم المتحدة حول الوضعية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية لسكان الصحراء الغربية حتى يتسنى لهم تقرير مصيرهم طبقا لقرار الجمعية العامة الشهير رقم 1514 الصادر بتاريخ 14 ديسمبر 1960، الذي يقضي بحق الشعوب المستعمرة في الاستقلال". ويضيف " غير أن اسبانيا تخلت عن التزاماتها الدولية وعقدت صفقة مع المغرب وموريتانيا، فيما يعرف تاريخيا باتفاقية مدريد الثلاثية بتاريخ 14 نوفمبر 1975 " سلمت بموجبها الصحراء الغربية الى المغرب وموريتانيا، غير ان هذه الأخيرة انسحبت من هذه الاتفاقية، وبقيت المملكة المغربية خلافا لكل المواثيق الدولية ذات الشأن. ولفت السيد العايب الى أن عدم اعتراف المجتمع الدولي باحتلال المغرب للصحراء الغربية ادى الى اعتراف حوالي 90 دولة بالجمهورية العربية الصحراوية وما تزال الاعترافات متواصلة بحق الشعب في تقرير مصيره بنفسه . على هذا الاساس، واصل يقول، " تم تشكيل بعثة للأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية "مينورسو" بقرار من مجلس الامن الاممي رقم 690 المؤرخ في 29 ابريل 1991، لكن العراقيل المغربية حالت دون تنظيمه، داعيا الدول الداعمة للمغرب، ل" مراجعة حساباتها والعودة الى جادة الصواب، والوقوف الى جانب اصحاب الحق بإرغام المغرب على تنظيم استفتاء لتقرير المصير تحت اشراف الاممالمتحدة". وتأسف علاوة العايب، للتأخر في تعيين مبعوث شخصي للأمين العام للمتحدة في الصحراء الغربية، والتماطل في جدولة الاستفتاء، لتصفية اخر استعمار في القارة الافريقية، مشددا على ضرورة تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير مصيره في اقرب وقت. خ.ب/ وأج