أطلقت الجمعية الجزائرية للدراسات الفلسفية – فرع برج بوعريريج بالمناسبة الذكرى الأولى لوفاة الدكتور بشير ربوح والدكتور محمّد الصادق بلم، جائزة للبحث الفلسفي تحمل اسم المرحومين، وهي الجائزة التي تعد الأولى من نوعها في مجال البحث الفلسفي، موجهة لطلاب الجامعة. أوضحت الجمعية الجزائرية للدراسات الفلسفية أن تنظيم الجائزة جاء لسد الفراغ الثقافي الرهيب في الساحة الوطنية ولتتويج الأقلام المبدعة في مجال الاِجتهاد الفلسفي، فهي فريدة في هذا الباب، حيث ستشق نسقا تخصصِيا مُهما يحرض على الفكر والإبداع الفلسفيين، ولأنّها كذلك، تضيف الجمعية في منشور لها تحمل اسم مبدعين كبيرين، ويراد من خلالها حفر اسميهما في عمق الفعل الفلسفي الفعال، فلقد ضرب الفقيدان مثلا في بذر الفلسفة على مستوى الفضاءات اليوميّة للإنسان الجزائري، لتحملهما الأقدار إلى فضاء الخلاص الأبدي، كما ورد في أرضية الجائزة. وقد اختار القائمون على الجمعية الجزائرية للدراسات الفلسفيّة –فرع برج بوعريريج- أن تكون الجائزة مخصصة، حصريا، لطلبة الدكتوراه، لذلك كان شِعارها هو الّذي طالما ردده الدكتور بشير ربوح "الطلبة هُم فخر الوطن"، وتشجيعا وتحفيزا للباحثين، يتم تقديم مكافآت للفائزين من أجل تحقيق أهداف الجائزة (العلميّة، الحافزية، التواصلية، الفعليّة). وتقترح اللجنة العلمية والاستشارية المشرفة على الجائزة محورين رئيسين للمشاركة يتوافقان واهتمامات المرحومين أولاً: سؤال النقد في الخطاب الثقافيّ المعاصر (المفاهيم، الإشكالات، الاِتجاهات)، ثانيًا: سؤال العلمانية بمناظير معرفيّة جديدة (المسوغات، الإسهامات، الرهانات). المؤكد أن الجائزة ذات منطلق علمي واعد، وفي روحها فعل ثقافي وعملي طموح، يسهم في تنمية القيم الوطنية بالمعرفة والثقافة، وهي أيضا بمثابة نافذة للتواصل العلميين الباحثين من خلال القضايا المفتوحة والمقترحة للبحث، وإثارة الأسئلة الرَّاهنة التي تعمل على تفعيل دور الثقافة في التنميّة الفكرية والاِجتماعية الوطنية والعالمية وكذا الوعي بقيمة الفِكر ودوره في التغيير والإنجاز والإبداع. للإشارة، كان من المقرر في 30 و31 أكتوبر 2020 ، المتزامن مع الذكرى، اِنعقاد الملتقى المغاربي الدولي الثاني حول فلسفة الفِعل بمدينة رأس الوادي، اِحتفاءً بالمنجز الفلسفي لبشير ربوح ومحمّد الصادق بلم، غير أنّ الظرف الوبائي وتصادف تاريخ الملتقى مع اِستفتاء تعديل الدّستور، دفع باللجنة العلمية والتنظيمية للملتقى، إلى تأجيله إلى غاية توّفر الشروط المناسبة. وينتظر أن يكون الملتقى المزمع تنظيمه حدثًا فلسفيًّا كبيراً، يتناول بالدرس والتحليل المنجز الفلسفي لبشير ربوح ومحمّد الصادق بلم، من طرف الباحثين والأكاديميين من الجزائر ومن المغرب الكبير.