قامت احد الصحف الفرنسية بشرح طريقة المخابرات القطرية بالدخول على خط الأحداث في سوريا، وذكرت تفاصيل تصوير وتهريب الأشرطة إلى الجزيرة عبر شقة مفروشة في الأشرفية التي كان يقيم فيها شاب سوري قالت الجريدة إنه مطلوب للأمن السوري. ان مقال الجريدة الفرنسية تضمن الكثير من الأسماء والتفاصيل التي تتهم “الربيع السوري” بشكل غير مباشر بالعمالة والارتباط بجهات عديدة مجهولة منهم “دول ورجال أعمال وأثرياء” والأهم من ذلك كيف ذكرت الأدوار التي قامت بها تلك الجهات في افتعال تظاهرات المساجد لغرض واحد فقط وهو تصويرها وتمرير الأشرطة الى محطة الجزيرة عبر تنسيق مخابراتي واضح المعالم يستهدف في المحصلة إشعال فتنة داخلية وحرب أهلية في سوريا على النمط العراقي، “حرب طائفية” بما فيها تهجير وذبح لفئات من الناس، وفصل الشمال السوري عن جنوبه وغيره كما حدث وجرى إعلان عدد من الإمارات الإسلامية ذات الأهداف الطائفية. ونشرت الجريدة الفرنسية مقالها تحت عنوان: “الشبكات السرية للمقاومة الالكترونية في سورية” ركز المقال على الشخصية المحورية في المؤامرة وهو مواطن سوري مقيم في السويد اسمه “فداء السيد” وهو الذي مهدت له الجزيرة “سراً” الدخول الى الدوحة للاتفاق معه على التفاصيل، ووصفت الجريدة “فداء السيد” بأنه “مسلم ورع” وهو وصف يطلق في العادة على العناصر المنظمة لجماعة الإخوان المسلمين. وتتابع قائلة: إن هذا الشخص أسس موقعاً أسمه “الثورة السورية” بعد أن أنشأ شبكة من المراسلين في سوريا زودها بهواتف متطورة، وكان حلقة الوصل بينه وبين المراسلين شاب سوري يدعى “رامي نخلة”، وهو مقيم في شقة مفروشة في منطقة الأشرفية في بيروت. وتقول الصحيفة: أما الشخص الموكل بالتنفيذ على الأرض وتهريب الهواتف فهو يدعى “أسامة المنجد” وهو الذي ادخل معدات اتصال بشكل سري إلى سوريا. وذكرت أيضاً أن “أسامة المنجد” يعيش في لندن منذ عام 2005 ودرس تكتيك الكفاح السلمي ونظم ندوات لعشرات السوريين في الداخل السوري حول هذا الموضوع خلال الأشهر التي سبقت التحركات. وكشفت الصحيفة أيضاً أن الدورات التدريبية التي أقامها جرت بشكل سري في دول عدة يمكن أن يدخلها السوريون من دون تأشيرة وخاصة “تركيا والأردن”، مضيفة إن معظم المتدربين، وهم ممن يعتبرون أنفسهم من المدافعين عن حقوق الإنسان، تلقوا معدات اتصال متطورة في فترة مبكرة وقبل أسابيع من اندلاع الأحداث في سوريا. قال وحسب ما أوردت الصحيفة: “بدأت مع أصدقائي بإدخال أجهزة اتصال عبر الأقمار الاصطناعية وهواتف صغيرة الحجم “سمارت فون” وأجهزة كمبيوتر محمولة منذ شهر شباط بعد سقوط بن علي في تونس مباشرة، وكنا نشعر أن السوريين سيتحركون بدورهم، ثم قمنا بإنشاء شبكة باسم “شبكة شام” في أميركا نهاية شباط، أي قبل بداية الربيع السوري بثلاثة أسابيع فقط، منوهاً إلى أن التمويل جاء من رجال أعمال مغتربين وليس من الخارجية الأميركية “كما تزعم وسائل الإعلام السورية”، وأن المعدات أدخلت سراً عبر المطارات وعبر الحدود مع الأردن ولبنان وتركيا، ويضيف أن رجلاً في السعودية تورط في اللعبة واسمه “فراس الأتاسي” وهو مقيم في الرياض، وهذا أخذ على عاتقه تنظيم شبكة حمص”. أما آلية نقل الصور الى محطة الجزيرة، فتقول الجريدة الفرنسية إن العملية تجري عبر شقة في باريس من خلال شخص سوري قالت أن اسمه “عمرو” حيث ينتظر الأخبار من المتعاونين معه في بانياس بعد صلاة الجمعة وقد زود هؤلاء بهواتف فضائية، واعترف “عمرو” أن طبيبا ثريا هو الذي دفع أثمانها. مشهد الاتصال من شقة عمرو. وتصف الصحيفة المشهد في شقة عمرو كالتالي: “اتصال من بانياس عبر سكايب، أسامة على الخط، التظاهرة ستبدأ، سيصورها”، وعمرو يتصل بالدوحة ويقول ل”الجزيرة” إن “كل شيء جاهز”، وتصل أولى صور الحشود إلى حاسبه الشخصي وبعد ثلاث ثوان تظهر على شاشة “الجزيرة”. وتقول الصحيفة أيضاً: أنه في السنوات الأخيرة جرى تدريب عشرات الناشطين على كيفية حماية المعلومات في الخارج، وأن عدداً من المؤسسات الغربية نظمت لهم دورات تدريبية بشكل سري في دول مجاورة. ففي الأردن مثلاً دربتهم منظمة “فرونت أونلاين” الإيرلندية وهي منظمة غير حكومية، على كيفية حذف المعطيات عن بعد، وتبادل رسائل الكترونية بالسر، وأن “رامي نخلة” تابع دورة تدريبية في هذا المجال في الولاياتالمتحدة خلال شهر شباط 2010. وتختتم المجلة تحقيقها بأمنية هؤلاء الموجودين في الخارج بأن يروا يوماً “ساحة سورية” يجري احتلالها من قبل مئات الآلاف من المتظاهرين وآنذاك يكونوا قد حققوا أمنيتهم في تنظيم ثورة حقيقية لان الربيع السوري لم يتمكن حتى الآن من إخراج تظاهرة واحدة على الطريقة المصرية.