في السابع من أكتوبر 2001 شنت الولاياتالمتحدة وبريطانيا وحلفاؤهما الأفغانيون هجوما أطاح بحكومة طالبان بحجة أنها كانت توفر ملاذا لتنظيم القاعدة المتهم بشن هجمات 11 سبتمبر على الولاياتالمتحدة التي أسفرت عن سقوط ثلاثة آلاف قتيل. اجتياح أفغانستان بدأ بعد أقل من شهر على الهجمات، وأطاح خلال بضعة أسابيع بنظام طالبان الذي كان يحكم كابل منذ 1996. لكن العملية العسكرية تحولت إلى مستنقع حقيقي للقوات الغربية. في السنوات الأولى التي أعقبت الغزو لم يعد لحركة طالبان وجودا ظاهرا بعدما تفرق عناصرها بين السكان أو انكفؤوا إلى الخارج خصوصا إلى باكستان. لكن الحركة عاودت الظهور في العام 2004 خصوصا في معاقلها التقليدية في جنوبي البلاد وشرقيها وبدأت تعيد السيطرة وتمارس النفوذ على ثلثي البلاد تقريبا رغم الزيادة المستمرة في عديد قوات الحلف الأطلسي الذي يبلغ 140 ألف عنصر. ويعمد عناصر طالبان وعددهم يحسب بعشرات الآلاف إلى الانتقال بين المناطق بحسب وتيرة المعارك والعمليات المحددة الأهداف التي يشنها الحلف الأطلسي. وباتوا يتفادون المعارك المباشرة ويفضلون الهجمات الانتحارية وعمليات الاغتيال التي تستهدف مسؤولين مرتبطين بالحكومة. وبسبب ممارسات القوات الأجنبية التي قتلت الآلاف من المدنيين الأبرياء، كانت الحركة تكسب يوميا المزيد من المتطوعين للقتال في صفوفها. وقال الملا نور العزيز الذي كان حتى العام الماضي قائد الظل للمقاتلين في ولاية قندز شمال لوكالة الصحافة الفرنسية كان بين رجالي 10% من قدامى المقاتلين من نظام طالبان بين العام 1996 و2001 و90% من المقاتلين الجدد. وأوضح نور العزيز -وهو أكبر مسؤول من طالبان ينشق للانضمام إلى صف الحكومة- أن غالبية هؤلاء المقاتلين الشباب من الأفغانيين الذين أمضوا طفولتهم في مخيمات اللاجئين في باكستان حيث فرت أسرهم هربا من الحرب الأهلية في تسعينيات القرن الماضي. وقد دعا الرئيس الأفغاني حامد كرزاي طالبان دون جدوى في السنوات الأخيرة إلى التفاوض من أجل إحلال السلام. إلا أنهم كرروا رفضهم ما لم تنسحب القوات الأجنبية من البلاد. ويرى عدد من الخبراء أن طالبان سيعودون إلى الحكم مع الانسحاب المقرر لقوات الحلف الأطلسي القتالية بحلول أواخر 2014، بعدما فشلت العمليات العسكرية الغربية في القضاء عليهم.